تنشط هذه الأيام مؤتمرات القطاعات بالمؤتمر الوطني ومن بين ذلك انعقاد مؤتمر القطاع الفكري والثقافي والاجتماعي، الذي يرأسه بروفيسور إبراهيم أحمد عمر، وذكر فيه أن هذا القطاع قد فشل خلال العامين المنصرمين، وعلق مسؤولية ذلك على مشجب شح التمويل وقلة الرعاية، وطالب أن يُعفى من موقعه. البروفيسور إبراهيم أحمد عمر من الرموز الإسلامية المهيبة بالوطن، وحينما يعترف بفشل القطاع الفكري والثقافي، بل ويذهب أبعد من ذلك وبكل شفافية يطالب رئيس الحزب للشؤون التنظيمية د. نافع، بأن يعفي جميع العاملين في القطاع بمن فيهم شخصه.. فهذه لحظة صفاء مع النفس نادرة.. وفضيلة نقد، وإن كانت الإجابة على تساؤله (قدناها.. أم جطناها؟ - ويقصد البلاد - ماتزال عالقة وتحتاج أيضاً إلى فضيلة الشفافية. وندهش أن (يقتر) المؤتمر الوطني على هذا القطاع المهم و(يبحبحها) على قطاعات أخرى به. إن وصول البروفيسور إبراهيم إلى محطة (الاعتراف) هذه ربما وصل إليها العديد من رؤساء قطاعات أخرى بالمؤتمر الوطني، ولكن (الكبرياء السياسي) مع (الكنكشة) يقفان حائط صد لاتخاذ قرار شجاع مثل ذلك، وإن كنا نرجح أن (السأم) هو أحد أسباب مطالبة البروف بإعفائه، وهذا (السأم) عند آخرين بالمؤتمر الوطني لم ولن (يغشاهم) لأنهم مركبين مكنة (لبد) وفي المثل (طال الأمد على لبد) وهناك طائر يسمى (لُبد) إذا (رك) على (موقع) لن يطير منه إلا إذا (أُرغم) على ذلك.. وما بعيد عن الذاكرة بيت شعر النابغة الذبياني الذائع: (أضحت خلاءً وأضحى أهلها احتملوا/ أخنى عليها الذي أخنى على لُبد)!! طالعت في صحيفة (الأخبار) الغراء أن مشرحة الخرطوم ترقد على كنز أثري يعج بالذهب، وذلك ما كشفه الطبيب ياسر جاد المولى، من جهاز اخترعه، وقد ثبت أن مكان المشرحة به مملكة قديمة وغالباً ما يكون كنز الذهب هذا في مقبرة ملك تلك المملكة، فإن كان شاعرنا الفذ النبيل محجوب شريف في رائعته (ح نبنيهو) يقول: (مكان السجن مستشفى)، فالطبيب ياسر يمكن أن يردد: (مكان المشرحة دهب مملكة)، وما أبعد الشُقة ما بين جثث المشرحة وجثث المملكة!! في زمان ما كانوا يصفون لك موقع السوق الشعبي بالخرطوم، بميدان سباق الخيل كمعلم بارز، وهو المعلم التاريخي الذي زارته الملكة اليزابيث والإمبراطور هيلاسيلاسي والزعيم عبد الناصر.. هذا الميدان ربما تهب عليه قريباً رياح الإزالة كما أزيلت من قبل الغالبية من ميادين متنفسات الرياضة. وهناك من السياسيين (إياهم) لا يحبذون المثل الذي يقول: (الخيل الأصيلة بتجي في اللفة) حتى ولو كانت لفة الكلاكلة!! لأنهم يعتقدون أن المواطنين ليسوا إلا (خيل تجقلب) والشكر طبعاً ل(حماد).. عرفتو (حماد) دا منو؟!