هكذا هو الحزن كائناً يحترف الاتكاء على هذا القلب المتسع الجراح،، وهذا هو حال الشعراء تترهل مشاعرهم كلما غادرها الفرح واستقر الألم بين يديها،، وهكذا أنا،، امرأة تشبعت بالصمت حتى الصمت، واتسعت فجوة البوح في أعماقها حتى أصابها الصمم وغادرت عالم النطق إلى ما لا نهاية،، وتعود الورق عليّ هكذا،، فحينما أصد عن الأحزان تأتيني رغم أنفي، وعندما أتوق للأفراح تضحك عليّ وكأني أمد هامتي نحو شعاع الشمس،، يسألني الناس دوماً لماذا هذا الأسى،، لماذا؟؟ لماذا إذن تحتفون في أفراحكم بضرب النار وهي ذات الوسيلة التي تعني الموت والدمار؟؟ لماذا لا يأتي إلى العرس إلا من دُعي إليه، ويأتي للموت حتى من لا يعرف أحداً من أهل الميت؟؟ لماذا يحتفي الناس بقدوم القمر مرتين في الشهر، بينما لا يعني إشراق الشمس لهم شيئاً؟؟ ألأنها تأتي بالضوء يومياً لذلك تجاهلناها عمداً؟؟ هكذا نحن خلقنا في كبد!! ولكن دعوني أوجه سؤالي لرحم الورق العقيم:- لماذا كل ما اتجه القلم نحوك ليوشحك بالفرح أعلنت التمرد عليه؟؟ لماذا ترتدي الأبيض وهو لون الحداد الذي اتفق عليه الشعب؟؟ أما أنا فقد تعودت الأسى وتوعدته أن نلتقي سراً على نافذة كل مساء، وأعلنت حرباً على كل كلمة تُعبر كذباً عن فرحه ما استلبها العمر من براثن القدر،، وأعلنت حرباً على كل ذكرى تؤرق عقلي الذي أضحى بؤرة صراع ما بيني والحزن،، ما بينك وبينك،، ما بين بقائك وبقائك،، وما بين رحيلك وموتي،، والقلب يهتف إثر كل نبض قادم نحو الرئتين ليبلغ المسامع والعيون وليبلغك عن شعاراته ومطالبه قائلاً :- القلب يطالب بتغيير النظام..