} تملكتني الحيرة وسرت في أطرافي الدهشة وأنا أستمع لأحاديث البعض عن ظاهرة (الأجانب) التي ضجت بها الطرقات والمنازل، دهشت لأني ضد حرمان تواصل الشعوب وهذا أبسط أنواعه، فماذا سنخسر إذا استفدنا من خدماتهم ما دام هذا عملهم؟ وأخذت أدافع عنهم بشدة وكأني واحدة منهم، حتى ارتطمت بحائط الواقع القاسي الذي وضعني أمام حاجز استغراب، حينما جلسنا كأسرة لتناول القهوة في أحد الأماكن العامة، وشربنا وانتقلنا إلى مكان آخر أكثر هدوءاً، اشترطت علينا صاحبته الأجنبية أن نطلب شيئاً، فطلبنا كلنا مرة أخرى و(مجبورة مرة الفكي على الصلاة)، ماعدا أحدنا كان قد طلب من (الأجنبية) السابقة، فجاءت تتهادى وهي تحمل كوب الشاي الذي (ندمتها عليه الأجنبية الثانية) وشرعتا في تبادل التهم وأقسمت الأجنبية على أن ندفع ثمن الكراسي التي جلسنا عليها (غير حق الشاي والقهوة) وهكذا، فتملكتني الحسرة على حالنا وامتلأت عروقي بالغضب (كسودانية) ولدت هنا في هذه البلاد وفي هذه العاصمة وفي هذه المدينة تحديداً (وتجي جدادة الخلا تطرد جدادة البيت)!! } ويا قول حبوبة (والله عجايب)!! ولكن لماذا نرمي باللوم على الأجانب؟ (والجاب الأجانب) مرتاح وجيبو ملان؟ هو مالو جايي يشرب عندها شاي؟ } ولا خلي الجاب الأجانب، هذه الحدائق التي كانت تأوي الأسر بلا تذمر وبلا مقابل لماذا أضحت تفتح فمها وأعينها لكل (جنيه متدسي في الجيب)؟ } أسوأ ما في الدنيا أن تعد طفلاً بهدية ما، فيظل يترقبها ويتباهى بها على أقرانه قبل أن يراها، لأنه يثق بك تماماً، فتعود خاوي اليدين وتحرمه حتى من التحدث عنها. } هكذا كانت الحدائق المفتوحة (للمفلسين) رغم أن الطبقات التي تلوذ بها تختلف كل الاختلاف مادياً واجتماعياً واقتصادياً ولكنها أضحت لا تليق بأحد إلا من اضطر وللضرورة أوجه كثيرة، يعني البترميهو قهوة كدي يدفع جنيه قبل أن يدخل، وجنيهين حق الكرسي، دا قبل يخت حاجة في سنو. } والخرفان نزلت الواطه، لكن كان الخروف بي خمسمية جنيه تلقى خداراتو بي متين وخمسين يعني برضو يسدوها بي جاي تنقد بي غادي. } وانا أمر على أحد الأسواق استوقفتني عبارة قالها تاجر وأخذت أحللها في رأسي فترة من الزمن (يعني يا جماعة السوق دا نجيب لينا فيه كتشينه ولا شنو) وأدركت بعد ذلك أنه يقصد أن (السوق ميت) ولكن يا عزيزي (ما كل سنة حلاوة) و(البوفرا الخروف إياطاها الخدار).