{ يهل علينا بعد غد عيد الأضحى المبارك إن شاء الله, وبدون شك فإن الخروف سيكون النجم الأول بلا منازع, والمعروف أنه يطلق عليه (خروف الضحية)، ولكن العاملين في الحقل الطبي يلاحظون العديد من الحالات المرضية يمكن أن نطلق على أصحابها بكل ثقة (ضحايا الخروف)..! { أول الضحايا رب المنزل المغلوب على أمره الذي يحس بأن الخروف (سيك سيك.. معلق فيك) سواء كان بالاستدانة أو الأقساط (بدون أرباح بنكية).. وهذا الأمر يشكل ضغطاً نفسياً ويزيد من معدلات القلق والتوتر والغضب والانفعال والمشاحنات الزوجية التي قد تؤدي إلى (خراب سوبا) وما لا تحمد عقباه. كما يؤدي التفكير في تدبير مبلغ الخروف - الذي أصبح (بالشي الفلاني) - إلى الأرق والسهر: يا نجوم الليل اشهدي .. علي أساي وتسهدي كما قد يمتد التفكير إلى ما بعد (الضحية) والديون المحتملة، وهذا كله يؤدي إلى اضطراب الصحة النفسية والهم ووجع القلب الذي هو أصلاً موجوع منذ زمن. { وليس ببعيد عن رب المنزل، نجد (ضحيات) من المتزوجات حديثاً - معظمهن - من صغار السن ومن جيل (الفيسبوك ), وهذا الجيل يعتمد على (الأكل الجاهز) وسهل التحضير، ويكون موضوع الخروف وذبحه وتجهيزه اختباراً حقيقياً لهن، وغالباً ما تقوم هؤلاء الزوجات (المودرن) بالاستعانة ب (المحترفات) من العمات والخالات والشغالات..!! وعندها يكتشف الزوج (ود البلد) أن هذه الزوجة ليست (مرة ضيفان)، فهذا قد يقوده إلى بعض الأفكار (التوسعيَّة)..!! وكله بسبب الخروف.. { وفي أقسام الحوادث والحالات الطارئة نجد ضحايا آخرين ممن يكثرون من أكل الشطة والمتبلات ولديهم التخمة ومشاكل الجهاز الهضمي (وعدم استقرار الاوضاع) في البطن..!! وآلام ومغص وشعور ب (النفاخ) والإعياء العام. وهناك من يكثر من شرب (الشربوت) الذي قد تختلف (قوته) و(جودته) للدرجة التي تجعل الشخص يطلع (أوف سايد) أو يأتي بما لم تستطعه الأوائل..!! { وتمتد قائمة ضحايا الخروف لتشمل صحة البيئة التي تعاني من المخلفات وتنامي الذباب الناقل للأمراض والروائح الكريهة, مما يجعل الجو ممهداً لظهور وانتشار الأمراض المختلفة. { ولا ننسى أيضاً (المطاردات المثيرة) في لحظات ما قبل الذبح، التي قد ينتج عنها كسور أو رضوض لصاحب الخروف (الضحية الحقيقية).. بسبب أن الخروف يتحول إلى (كارل لويس) أو (مريس غرين).. وأذكر أننا شاركنا في مثل هذه المطاردات التي تشبه أفلام (الأكشن).. وكانت تنتهي دائما (بذبح الخائن)..!! { ومن الضحايا أيضا الاطباء الذين تكون لديهم مناوبات (ديوتي) أثناء العيد، وهم - وإن كانوا يؤدون واجباً مقدساً - يشعرون بنفس إحساس الشاعر الفذ عوض الكريم القرشي: عدت يا عيدي بدون زهور وين قمرنا ووين البدور إضافة إلى أن معظم (مرتبات) صغار الأطباء لا تكفي لشراء خروف إلا إذا أحضره الطبيب وهو يتوارى من القوم بسبب (صغر) حجم ما اشتراه من الزريبة..!! في ظل ارتفاع أسعار الخراف الحاد الذي اقترب فيها سعر الخروف من ثمن برميل النفط..!! { ومن الضحايا الجيران (الحيطة بالحيطة) الذين يوقعهم حظهم العاثر في جار من النوع الذي يحب التباهي و(الفشخرة) ويحضر دائماً خروفاً (ماكنا) وكثير ال (باع.. باع ) قبل أسبوع من العيد.. وهذا يمثل تلوثاً بيئياً وسمعياً.. وأيضاً يشكل أداة ضغط على الجار لإحضار (خروف)وإن لم يكن مستطيعاً لذلك. { وتحضرني هنا طرفة الوالد الذي أرسل ابنه لشراء الخروف، ولم يكن يدري أن ابنه من أصحاب الخيال الخصب.. إذ أحضر الابن خروفاً صغيراً ضئيلاً لا يكاد يقف على الأرض.. وعندما لامه أبوه على ذلك قال الابن: (ما يغرّك الجسم.. شوف (عيونو) دي جميلة كييييف)..!! { وكل عام وأنتم بخير