{ نعود بعد أن أمضينا العيد، كل بطريقته وبيئته وذكرياته وخلاصة استنتاجاته لأيام كانت مليئة بكل شيء قاسمها المشترك مزاج وفرح وإن تباينت التفاصيل وها نحن نعود إلى المكابدة ونتخلص من افراحنا، نعود إلى الساحة السياسية لنكرر ذات الافكار ونلاحق ذات التطورات ونتهيأ لاستقبال ذات التوقعات بين يدي تشكيل حكومة طال انتظاره وسط حالة من الكر والفر والمد والجزر يجيدها السادة على سواحل الوطني وسفينة التشكيل ترابط منذ فترة طويلة تنتظر من يصعد اليها وفي الافق البعيد قد تأتي رياح بريطانية أو امريكية تهمس في اذن سيد من السادة تمنعه ركوب البحر وهكذا نتجاوز العيد بكل افراحه بدءا بهذا اليوم وهو اول يوم عمل وستدفع بنا الاسعار وانتصارات القوات المسلحة واستقرار الدولار والمنتوج من النفط والمحاولات البائسة لمعارضة اكثر بؤسا لتحريك الشارع سيدفع بنا كل ذلك بعيدا عن العيد وها قد بدأ العدّ. { اخيرا اكتشفت فئة رابعة من فئات اي مجتمع التي لم اكن اتوقع ان تتجاوز ثلاث فئات الاولى فئة عامة الناس والثانية فئة للخير والثالثة فئة للشر اما الرابعة التي اكتشفتها بين يدي العيد هي فئة تنجز بعض الخير ولكن عبر مصالحها وإلا قاتلت لتحبس الاخرين عن فعل الخير كله وان كان على حساب مصالحهم هذه الفئة تنطلق تنجز القليل لتكسب الكثير للصالح الخاص فتجدها تبني المدارس وتطلي المستشفيات وتحفر الابار وتستجلب المحولات ولكن ما تدخره لنفسها يفوق كل ما تبذله لعشيرتها وانا بين يدي هذه الفئة الرابعة تصفعني فئة خامسة لم اكن ابدا اتحسب لها وهي فئة تتقاسم مع البسطاء محولاتهم واموال انشاءاتهم وتبرعاتهم التي تمر من تحت مداد اقلامهم أو سعي تحركاتهم ولهاتين الفئتين قدرة هائلة لخداع الناس والناس يهزمهم دوما الامل والرجاء في خائب الرجاء. { ما فعله السيد الرئيس يوم العيد بزيارته للكرمك والدمازين وما تفوه به من كلمات بليغات وما اختتم به فعالية الدمازين بمشاركته لاهل النيل الازرق رقصهم وحماستهم وتراثهم يقطع بهذه الولاية نصف مشوارها نحو التحرر والانعتاق من دعاوى العنصرية والجهوية النتنة ويطمئن اهل السودان بقدرته كقائد للامة على تجاوز هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا وانا شخصيا سعدت بهذه الزيارة وسعدت غاية السعادة بالرئيس وهو يتحفنا بحديث عميق وبتواصل مبهر مع شعبه وهو ينحاز لموسيقاهم ورقصاتهم الشعبية مثلما ينحاز لقضاياهم وهو يضرب بيد من حديد على الفتنة حتى لا تعيدنا إلى مربع الحرب والجنوب الجديد من جديد فالتحية لهذا القائد الذي يعرف وعلى الفطرة كيف يعيش وسط شعبه في افراحهم واتراحهم. { حكومة الجنوب تطلب من حكومة الشمال مساعدتها في امتحانات الشهادة الثانوية للعام الحالي وذلك باجرائها في الجنوب والشمال في ان واحد وحكومة الشمال تقبل الطلب وتبدأ ترتيباتها لانجاز المهمة وكأن شيء لم يحدث وهذا لعمري لحكمة تحسب لحكومة الشمال وحسن نية ووفاء لتلاميذ جمعتهم مع وزارة التربية والتعليم العام سنوات تتجاوز العقد من الزمان ليس من السهل تجاهلها وتركهم في منتصف الطريق وليت حكومة الجنوب تبادل الشمال وفاء بوفاء وتمنع عناصرها الحاقدة من ايذاء الشمال وهم يدعمون الحلو وعقار ويقاتلون في صفوفهم ويهاجمون مدن وقرى الشمال. { آخر اخبار عرمان انه يتنقل من كنيسة إلى اخرى في المانيا ويحث قساوستها على دعم اخوتهم من المسيحيين في جنوب كردفان والنيل الازرق وحمايتهم من هجمات المسلمين ويلتقي بالمنظمات التبشيرية ويحثها هي الاخرى على الضغط على مجلس الامن والمنظمات الدولية والدول الكبرى لحماية مواطني جنوب كردفان والنيل الازرق من الحرب الدينية التي تشنها حكومة الخرطوم في تلك الانحاء وفي المقابل لم يحسب لعرمان طيلة تمرده وقوفه ولو لمرة واحدة مع قضية من قضايا مواطني الشمال اهله وعشيرته وقد التقى به التجار الشماليون وكان يتهرب منهم وحتى الضباط والجنود الذين حاربوا معه في التمرد لم يجدوه إلى جانبهم وكذلك الكوادر اليسارية التي انضمت للحركة الشعبية في فترات مختلفة وساعدتها في التحول السياسي وفي نيل انفصال الجنوب لم يجدوا من عرمان الموقف الذي يحفظ لهم حقوقهم حتى غادرتهم الحركة الشعبية إلى وطن ثان. { إذا تعذر مشاركة الحزبين الكبيرين في الحكومة القادمة فان الاتجاه إلى الخبراء والعلماء والكفاءات الوطنية هو السبيل إلى برنامج وطني ينتظره الشعب وليس لمشاركة حزبية لا تسمن ولا تغني من جوع فالشعب يريد ذات البرنامج الذي تطرحه الدولة ويجمع عليه الشعب الآن ويأمل في اتجاه الدولة بكلياتها نحو خفض الاسعار ووفرة السلع والخدمات وصدّ المؤامرات التي تحاك ضد البلاد... كل عام وأنتم بخير.