{ ويمكنكم اعتبار ما يتضمنه هذا المقال بمثابة معلومات توضيحية ونداء صادقاً لكل من يهمهم الأمر من أصحاب المهن الطبية والصحية. فالشاهد أننا كنا قد أشفقنا على (مجلس المهن الطبية والصحية) الجديد, مما ورثه من فوضى عارمة وأوضاع مزرية من نظيره السابق. غير أن أشفاقنا عليه الآن تحول إلى أعجاب كبير لما حققوه من إعجاز في ترتيب سجلات منسوبيه وتوزيعه للخدمة حسب الحوجة. فلم يعد هناك ما نخشاه على القائمين بأمر المجلس لأن حماسهم وتجردهم ألهمهم الكيفية السليمة لوضع الخطط العملية وتنفيذها لتصب في المصلحة العامة, وبقي فقط أن نعوذهم بالله من تربص وزارة الصحة التي انطبق عليها المثل القائل (الساعدو في دفن أبوه دسّ المحافير)..! وكأنها فرغت من كل قضاياها ومشاكلها وقصورها ولم يعد يؤرقها سوى هذا المجلس الوليد الفاعل!! { وبالعودة للسجلات الجديدة نجد أنها أصبحت مخصصة لجميع منسوبي المجلس بمختلف تخصصاتهم الطبية أو الصحية والتي تقارب ال(30) مهنة بمسميات مختلفة قسمت إلى (9) دوائر حتى لم يعد هناك فرصة للتلاعب, ويشتمل كل سجل على لائحة القيد وجميع الشهادات الدراسية المعتمدة بأنواعها ومصادرها، بما فيها الشهادة السودانية. والغرض منه تنظيم المهن وحفظ الحقوق على النحو الآتي: أولاً: سجل العمال المهرة: (وهم خريجو المدارس المصلحية والممارسون العموميون أو تحت التمرين والمتخصصون، سواء كانوا من ضباط الصحة أو المختبرات أو التمريض. وهم في الغالب من أصحاب المهن المباشرة مع المواطن مثل عمال التحصين أو المكلفين بالعينات في المختبر وحتى ملاحظي الصحة وعمال الرش والفراشين, وقد أرسل خطاب بشأنهم لوزارتي التعليم العالي والصحة للاهتمام بضرورة تسجيلهم وحصولهم على بطاقات وإخضاعهم لرقابة وتدريب مستمر، لا سيما عند التجديد، لأنهم أصحاب مهن حساسة عليها مسؤولية إعدادهم كبيرة جداً). ثانياً: سجل التقنيين: (وهم حاملو دبلوم ال(3) سنوات أو خريجو المدارس الثانوية الفنية من أولئك الذين يدرسون التمريض بالولايات بدون جامعات أو الجامعيون من الممرضين أو ملاحظي الصحة, والذين ينتمون إلى 13 مهنة صحية تعد 9 منها أساسية ومباشرة مع المواطن مثل الممرض ومحضر العمليات والقابلات والمخدر وفني البصريات وغيرهم، مما يتطلب إخضاعهم للتدريب والرقابة والتأهيل. ويتدرجون بحسب سجلهم هذا على نحو تقني تحت التمرين ثم ممارس عام أول وثاني ثم كبير تقنيين بحسب ما يتلقاه أحدهم من كورسات وتدريب مبرمج. ثالثاً: سجل التقانيين: (وهي الصفة التي أقحمت في القانون ولكن تمكن مجلس المهن الطبية والصحية الواعد –بحسب د. زكي محمد البشير/ الأمين العام- من التعامل معها ليكون التقانيون من الحائزين على البكلاريوس من الكليات التقنية, كمثال عليهم تقني الأسنان ومساعد الطب العمومي والعديد من أصحاب المهن التي أنتجها التعليم العالي ولم تكن موجودة في المجلس مثل خريجي كليات وظائف الأعضاء والتشريح أو كليات العلوم الطبية الأساسية التي توقفت الآن ولكن تخرج منها العديد من الشباب النابة المبرز علماً بأن وظائف الأعضاء هذة تتضمن فنيي رسم القلب وقياس حموضة المعدة ورسم المخ وقياس وظائف الرئة وغيرها، ليتدرجوا خلال سجلاتهم بحسب مؤهلهم الأكاديمي، فحامل الماجستير يتحول تلقائياً إلى اختصاصي تقني وصاحب الدكتوراه يصبح استشاري تقنى. وهذا السجل الحافل تم تقديمه كمقترح من د. زكي الذي اكتشفت بالجلوس إليه أننا في حياتنا اليومية نخلط كثيراً بين أهل الطب وأصحاب الوظائف الصحية المرتبطة به. وهذا ما دفعهم في المجلس لفرض هذه السجلات حتى يتمكنوا عبرها من إحكام الرقابة وتقليل الأخطاء وتطوير المهن وتهيئة بيئة صالحة للعمل حتى يجد المواطن أفضل خدمة يريدها. رابعاً: سجل العلميين (الاختصاصيين): (يعتبر أهم السجلات على الإطلاق. ويشمل خريجي كليات العلوم المختلفة المنشأة حديثاً والتي لها علاقة بالطب كالمختبرات والتمريض العالي والأشعة والصحة والبصريات والتغذية العلاجية والعلاج الطبيعي، ليكون بذلك الخريج الممارس العام تحت التمرين اختصاصي ثاني, يتحول لاختصاصي حالما حاز الماجستير ثم لاختصاصي أول عند تقديمه لأي دراسات أو أوراق عمل أو جمع نقاطاً بالاحتراف ثم يصبح استشارياً عند حصوله على الدكتوراه, وبعدها استشارياً أول بجمع نقاط الاحتراف. { كل هذا التنظيم الدقيق للسجلات والفئات وإدراجها في الحاسوب, ساهم في تسهيل خطوات الجلوس لامتحان المزاولة أو التجديد. كما قام المجلس الجديد بتغيير صيغة شهادته ومضمونها وحتى تصميمها وخامتها بحيث توفر فيها التأمين اللازم والفخامة لكلٍ حسب تخصصه, بالإضافة لحصول أي صاحب سجل على بطاقة ممارس تؤكد تسجيله بالمجلس وتبرز عند الضرورة. وفي هذه السجلات فائدة كبرى تحفظ حقوق الجميع من المواطنين وأهل المجلس على السواء الذين يحصلون إلى جانب كل ذلك على دورة تدريب مجانية على الكمبيوتر لأصحاب المهن المتقدمين في السن لأن الامتحان أصبح إلكترونياً, ودورة حتمية في مهارات التواصل وآداب السلوك المهني وإدرة الوقت, ويخضعون للتفتيش الدوري والتنوير الثقافي بعيداً عن العقوبات.. ويا لها من ثورة تصحيحية يا وزارة الصحة. { تلويح: وبهذا يفتح (مجلس المهن الطبية والصحية) باب التسجيل الدائم على مصراعيه لكل من ورد ذكرهم أعلاه بحسب فئاتهم، الجدد منهم والقدامى، حرصاً على أوضاعهم المهنية.. (والحاضر يعلّّم الغائب).