أكدت السلطات المختصة بميناء بشاير لتصدير البترول ببورتسودان استمرار عملية تصدير البترول لجميع الشركاء والجهات المستوفية للإجراءات المطلوبة، وهي إكمال الإجراءات المستندية والجمركية بالميناء والمعروفة في مجال النقل البحري على المستوى الدولي، نافية أن يكون وراء قرار منع تحميل ناقلة نفط الجنوب دوافع سياسية وكشفت مصادر مطلعة بميناء بشاير ببورتسودان ل (smc) عن انسياب عمليات تصدير البترول لشركاء السودان بشكل طبيعي موضحة أن الشركات العاملة تضم (الصينية والماليزية) شريطة إكمال الدورة المستندية وفق التوجيهات الأخيرة التي صدرت من وزارة التجارة الخارجية مؤخراً التي منعت بموجبها استخراج إذن سفر لأي ناقلة بترول بنظام العبور الدولي إلا باستيفاء نصوص المادتين (139) و(140) من قانون الجمارك لسنة (1986م) تعديل (2010م)، ولا تُكمل إجراءات تخليص البترول المصدَّر على نظام التخليص الدولي إلا بعد تقديم إقرار جمركي مستوفٍ لمستندات وزارة التجارة الخارجية (أورنيك T مرفق وعقد نقل ساري المفعول معتمد من بنك السودان أو أي بنك تجاري مخول له ذلك ومعتمد من الجهات المختصة). وأوضحت المصادر إمكانية تصدير بترول الجنوب في أي وقت حالما تُستكمل الإجراءات المذكورة أعلاه، مشيرةً في نفس الوقت إلى أن هذه الإجراءات طُبّقت على كل الجهات منذ تاريخ صدور التوجيهات، وأن هناك ناقلة نفط تتبع لشركة بتروناس الماليزية ستدخل اليوم إلى ميناء بشاير لتحميل شحنة خاصة بها وسيتم تطبيق الإجراءات المذكورة أعلاه عليها. وفي أول رد فعل على قرار الحكومة بوقف تصدير نفط الجنوب عبر الشمال أكد مسؤول من جنوب السودان بأن شحنة تضم (600) ألف برميل باعها جنوب السودان لشركة (يونيبك) الصينية لم تصل في موعدها المقرر أمس الأول (الاثنين) بسبب قرار السودان وقف صادرات النفط من الجنوب. وحسب رويترز فإن وكيل وزارة البترول والتعدين في جنوب السودان مكار اسيك أدر، قال إن شحنة أخرى تضم مليون برميل بيعت لشركة «فيتول» كان من المقرر أن يجري تحميلها أمس «الثلاثاء» إلا أنها لم (تحمل) «ما لم يغيروا رأيهم» في إشارة منه إلى الحكومة السودانية. إلى ذلك ووفقاً لبيانات أوردتها وزارة النفط فإن جنوب السودان كان يبيع نحو (200) ألف برميل يومياً من النفط منذ إعلان استقلاله وحتى تاريخ إصدار القرار الخاص بإيقاف تصدير النفط منذ 17/ نوفمبر الجاري. وفي السياق حثت الصين دولتي السودان وجنوب السودان بتبني موقف يتسم بالمرونة لحل المشاكل من خلال المشاورات الودية، وحث المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي الحكومتين على تفادي قطع الإمدادات وإنهاء الخلاف بينهما بشأن رسوم العبور، وأضاف في مؤتمر صحفي عقده أمس «الثلاثاء» ببكين: «نحن واثقون من التزام الحكومتين بتعهداتهما وأن يضمنا استقرار واستمرار التعاون النفطي ويحميا الحقوق القانونية للشركات الصينية وسلامة العاملين بها». يذكر أن الصين تعتبر المشتري الرئيسي للنفط من دولتي السودان وجنوب السودان إلا أن وزير الدولة بالنفط المهندس علي أحمد عثمان، كان قد أكد أن الشركات العالمية سيسمح لها بمواصلة تصدير حصتها بشكل طبيعي. وتشير (الأهرام اليوم) إلى أن الجنوب وحتى صدور القرار مازال يعتمد على البنية الأساسية للشمال بما في ذلك خط الأنابيب الذي يمتد إلى ميناء البحر الأحمر في تصدير النفط الخام.