نظَّمت وزارة الثقافة الاتحادية عبر اللجنة العليا فعاليات الوثبة الثانية للجنينة عاصمة للثقافة لعام 2011م وذلك تحت رعاية الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية لقافلة السلام والوئام حيث احتضن مسرح الجنينة فقرات البرنامج بمشاركة فعالة من الفنانين وليد زاكي الدين ومحمد حسن حاج الخضر والمطربة الصاعدة شموس الذين ألهبوا حماس الجمهور بفواصل ممتعة ووصلات غنائية متميزة نالت استحسان الجماهير. الليلة الأولى: ابتدرت فعاليات اليوم بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ محمد إسماعيل، تلته فقرة التراث المقدمة من فرقة «نجوم درجيل» وسبق ذلك كلمة الترحيب بالضيوف التي قدمها مدير إدارة الثقافة أحمد عبد الله آدم الذي شكر الحضور ووسائل الإعلام المختلفة التي تكبدت مشاق الحضور، وتعهد باستمرار الفعاليات الثقافية في المرحلة القادمة. بعد ذلك صعد الفنان الشاب محمد حسن حاج الخضر على خشبة المسرح وقدم باقة من أجمل الأغنيات ومنها أغنية خاصة من كلمات الإذاعي عمر محي الدين بعنوان (الريد في الجنينة) ألحان يوسف القديل، ومن المفارقات أن هذه الأغنية كُتبت كلماتها وُلِّحنت في نفس يوم وصول البعثة وغناها محمد حسن حاج الخضر مساءً. وذكر محمد حسن أنه سعيد بالتواجد في هذه المناسبة وحضر خصيصاً لأداء أغنية «دارفور». تلا ذلك كلمة السيد مدير بعثة اليوناميد بقطاع غرب دارفور الذي ثمَّن فعاليات الوثبة، معدداً فوائدها بالنسبة لولاية غرب دارفور. بعدها قدم الأستاذ عبد العزيز أحمد آدم فقرة شعرية نالت رضاء الجميع. كلمة السيد وزير الثقافة والشباب والرياضة: خاطب الأستاذ هشام نورين الحضور مؤكداً سعادتهم في الولاية باستضافة مثل هذه الفعاليات الثقافية، وتقدم بالشكر للحضور خاصة ممثلي الأجهزة الإعلامية. وذكر أن ما قُدِّم يعتبر بداية الغيث لمطر وفير من الأحداث والبرامج الثقافية، وذلك وفق خطة ثابتة ومنهجية. تصحيحاً للمفاهيم: بدوره أوضح الأمير أبو القاسم الأمين بركة نائب الوالي أن هدفهم الأسمى ضمان استمرارية الأنشطة الثقافية في كافة الولايات وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن ما يُثار في الحروب وعدم الأمن بالمنطقة ولعلكم لمستم جميعاً مدى الطمأنينة والأمن الذي ينعم به مواطننا. وذكر الأمير أن خططهم القادمة تتجه نحو توقيع شراكة مع المركز بوزارة الثقافة الاتحادية وتنسيق قوافل تعكس بنية وهوية الجنينة وتسييرها لبقية الولايات الأخرى ويشمل ذلك التراث والفلكلور والألعاب الشعبية. انسجام شموس مع أهلها بالجنينة: قدمت المطربة الصاعدة شموس أوراق اعتمادها كإحدى الفنانات اللائي ينتظرهن مستقبل مشرق. وشموس أصلاً من مدينة نيالا وانسجمت سريعاً مع فعاليات الليلة وأسعدت الحضور بعدد من الأغنيات الجديدة والقديمة. وليد زاكي الدين يبدع: أبدع الفنان وليد زاكي الدين في خاتمة البرنامج الغنائي بعد ما قدم خلال الليلة باختياره لأغنيات في قمة الروعة والجمال. والتي تفاعل معها الحضور بالترديد مع وليد أثناء الأغنيات ومقاطعته بالتصفيق. واتضح لي من خلال هذا الحفل مدى الشعبية والحب الذي يكنه جمهور الجنينة للفنان المتميز وليد زاكي الدين. الليلة الثانية: وعلى ذات المنوال جاء برنامج الليلة الثانية واشتمل على برنامج قدمته الفرقة التراثية من المنطقة ومشاركات من اتحاد المهن الموسيقية بالجنينة ورحلات غنائية قام بأدائها الفنانون إبراهيم خواجة الذي تغنى بالرطانة، وأيضاً الفنان حسن الشهير ب(محمود عبد العزيز)، وكانت المفاجأة في الفقرة التي قدمها الفنان عثمان زيدان الذي بهر الجماهير بتقليده للفنان الراحل زيدان إبراهيم. مشاهدات وملاحظات من الرحلة: { منطقة الجنينة «دار أندوكا» هادئة وديعة سماؤها صافية وتكسوها الخضرة والجمال وتحفها أشجار المانجو ومزارع الذرة وإنسانها طيب ومسالم ومُحب للفنون بشكل عام. وهذه الزيارة الأولى لي للمدينة ولكن لم تبد ملامحها غريبة عني حيث تألفها النفس من أول وهلة. { أثار تخلُّف الفنان الشاب محمود عبد العزيز علامات استفهام كبيرة وتكاثرت الأسئلة من جماهيره ومحبي فنه، واتضح أيضاً أن محمود يملك قاعدة عريضة لا يُستهان بها. { رغم تخلُّف محمود عبد العزيز إلا أن فرقته الموسيقية بقيادة الموسيقار يوسف القديل كانت حضوراً أنيقاً ونالت الإشادة من الجميع. ونخص منهم على سبيل أباذر وخالد نمر وباهي محمد كده والموسيقار إسماعيل أبو راس. { الوفد الإعلامي كان في قمة السعادة خاصة الإخوة في قناة النيل الأزرق وإذاعة البيت السوداني، بجانب الزميل أمير عبد الماجد، وضم الوفد الرسمي للوزارة عبد الباقي حسين والمعز أحمد وجابر المكي وجمال حسن، وتولى قيادة الرحلة الأستاذ عبد الله الشماسي. { استمتع أفراد البعثة بالرحلة التي أقيمت خصيصاً على شرف الوداع وزيارة الأسواق وحمل الكثيرين الهدايا من العطور و«المراكيب الجلدية» وغيرها. { فاكهة الرحلة كان بحق وحقيقة الشاب جابر من طاقم الوزارة تبادل القفشات مع الوفد الإعلامي والصحافي. { ودع الوفد بنفس ما استقبل من الحفاوة والتقدير وتمنى الجميع أن تُتاح لهم الفرصة للعودة مجدداً، وقدم وزير الثقافة الأستاذ نورين بمطار الجنينة بعض الهدايا متمثلة في أكياس محملة بالعطور لكل أفراد البعثة وختاماً نشكر الأستاذ السموأل خلف الله القريش وزير الثقافة الاتحادية على مجهوداته وإتاحته الفرصة لتغطية هذه الفعاليات.