الجراحة العامة - د. محمد عبد العزيز أبوسن (المرارة) أو الحوصلة الصفراوية توجد أسفل الكبد، حيث يقوم الكبد بإفراز مادة الصفراء، وهي مادة تساعد علي هضم الدهون، وبعد إفرازها من الكبد يتم تخزينها في الحوصلة الصفراء لإفرازها بعد الوجبة، حيث تنتقل إلى الأمعاء الدقيقة بواسطة القنوات المرارية، وتصب في الأمعاء أيضاً إفرازات البنكرياس الإنزيمية التي تساعد في عملية الهضم وتنقلها قنوات دقيقة موجودة في غدة البنكرياس وتصب في الأمعاء الدقيقة أيضاً، هذا التركيب التشريحي وارتباط الكبد والمرارة والبنكرياس ببعضهم جعل الحالات المرضية المرتبطة بهم متداخلة.. وسوف نستعرض بعض الحالات المتعلقة بها: { التهابات المرارة يمكن تقسيمها إلى: - التهاب مرارة مرتبط بالحصاوي - التهاب مرارة غير مرتبط بالحصاوي في التهاب المرارة المرتبط بالحصاوي توجد حصاوي داخل المرارة ويمكن تقسيمه إلى: - التهاب حاد - التهاب مزمن في الالتهاب الحاد يشكو المريض من حمى وفتور عام بالجسم وألم بمنطقة المرارة الواقعة في الجانب الأعلى الأيمن من البطن، أسفل القفص الصدري مباشرة، ويتم تشخيصه بواسطة الأعراض والعلامات والفحوصات المعملية، ومن ثم إجراء الموجات الصوتية. قد تنتج مضاعفات عن هذا الالتهاب هي: - التهاب الدم العام - تحول المرارة الي كيس مخاطي - تجمع قدر كبير من الصديد داخل المرارة - انفجار المرارة - قد تنزل الحصاوي في القنوات المرارية من غير وجود التهاب حاد في المرارة ويسبب ما يعرف بالمغص المراري. - أو قد تنزل واحدة من الحصاوي إلى القنوات المرارية وتسبب اليرقان الذي يسمى في هذه الحالة اليرقان الانسدادي، نسبة لانسداد القنوات المرارية، أو اليرقان الجراحي نسبة لتعلقه بالجراحة. كما قلنا سابقاً، ونسبة للارتباط بين البنكرياس والمرارة والكبد والحالات المرضية المرتبطة بها، قد ينتج عن التهاب المرارة التهاب البنكرياس الحاد، وهو التهاب تختلف درجاته، فقد يكون طفيفاً في بعض الحالات، ولكن في حالات أخرى قد يكون شديداً لدرجة قد تهدد الحياة. لذا يجب على المريض عند الشعور بأعراض تشبه الأعراض المذكورة لاتهاب المرارة الحاد، يجب اللجوء للمستشفى لوضع التشخيص المناسب، ومن ثم علاج الحالة الالتهابية الحادة وإعطاء الدربات والمضادات الحيوية الوريدية، لكن قد يحتاج المريض في حالة نزول الحصوة إلى القنوات المرارية وحدوث اليرقان الانسدادي، يحتاج إلى عمل منظار لاستخراج تلك الحصاوي، كما يوجد خيار لإجراء عملية جراحية في أيام الالتهاب الحاد لاستئصال المرارة بالمنظار أو جراحياً، أو قد يتم تأجيل استئصال المرارة لمدة ستة أسابيع بعد حدوث الحالة الالتهابية، والخيار الأخير هو الخيار المناسب في معظم الحالات. نلخص مما سبق ذكره أن التصرف السليم هو الذهاب للمستشفى ومعرفة التشخيص والتأكد من عدم وجود مضاعفات. { التهاب المرارة المزمن في هذا النوع من الالتهاب لا توجد أعراض الالتهاب الحاد من حمى وفتور عام بالجسم والآم حادة بمنطقة المرارة، ولكن نجد أن المريض يشكو من سوء هضم الدهون، والآلآم ليست بالحادة بمنطقة المرارة، وفي هذه الحالات يتم إجراء عملية جراحية واستئصال المرارة بالجراحة العادية أو المنظار. والجدير بالذكر أن أعراض التهاب المرارة المزمن تتشابه مع أعراض التهابات وقرح المعدة والأمعاء، لذا يجب التأكد من سبب الأعراض حتى في ظل وجود حصاوي بالمرارة، لأنه في بعض الأحيان تكون حصاوي المرارة الموجودة ساكنة ومن غير أعراض، ويتم اكتشافها بالصدفة من خلال كشف الموجات الصوتية التى تجرى للمريض بسبب أعراض أخرى بالبطن أو الحوض.. وأهمية تمييز التهاب المعدة والأمعاء عن التهاب المرارة سببها أن المريض في حالة التهاب المعدة والأمعاء غالباً ما يكون علاجه بواسطة الحبوب، ولكن في حالة حصاوي المرارة يكون العلاج جراحياً، لذا فإن التشخيص الصحيح - حتى لو استدعى الأمر عمل منظار للمعدة والامعاء - يجنب المريض الجراحة غير المجدية, ومن الأمور المهمة أيضاً أن المرارة بعد استئصالها يجب فحصها، حيث أن بعض حالات التهاب المرارة المزمن قد تتحول إلى سرطان بالمرارة. { سرطان المرارة هو من السرطانات غير الشائعة، ولكن ليس بالمعدوم، وفيه نجد أن المرارة تتحول إلى سرطان، وقد يسبب هذا السرطان أعراضاً في موضع المرارة، وقد تنتشر إلى باقي البطن وخلافها، مما يسبب أعراضاً، مختلفة وعلاجه يتم بواسطة الجراحة والجرعات الكيمائية وغيرها. بهذا نكون قد استعرضنا بعض الحالات التى تحدث بالمرارة، وسوف نقوم بالحديث عن أمراض البنكرياس واليرقان الانسدادي في حلقات مقبلة إن شاء الله.. وتقبلوا فائق الشكر والاحترام .