{ ولد ميتاً: { حزب الأمة القومي أصدر بالأمس بياناً اعتبر خلاله أن المؤتمر الوطني حاول تأخير التشكيل ليتجاوز زخم الربيع العربي في الدول المجاورة ولم يدر أن الربيع ليس توقيتا وإنما ظروف موضوعية إن لم يستجب لها فسيأتي في أي زمان. قبل أن يصف التشكيل الجديد بكونه قد (ولد ميتا) ولن ينهض لمستوى التحديات والمصائب التي تحيط بالبلاد إحاطة السوار بالمعصم لأنه جاء مثقلا بعيوب كثيرة. { وحصر البيان جملة العيوب في كون التشكيل قد جاء بنفس الوجوه والاحزاب، إذ احتفظ المؤتمر الوطني بثلثي المقاعد وبقى أكثر من نصف الورزاء واحتفظوا بعضويتهم في مجلس الوزراء الجديد، في ما وصفها البيان بالتكذيب الواضح لدعاوي التجديد واتاحة الفرص حتى لقيادات أخرى من الحزب الحاكم. كما اعتبر الأمة أن التشكيل جاء ضيق القاعدة حيث فشل في استيعاب أغلب القوى السياسية وخلا من كل التوازنات المطلوبة، قبل أن يصفه بالمترهل. { أما أكبر العيوب بحسب البيان الذي تلقت الأهرام اليوم نسخة منه فقد تمثلت في غياب برنامج معلن متفق عليه للحكومة الجديدة مما يعني استمرار برنامج المؤتمر الوطني القديم الذي تسبب في الكوارث. حزب الأمة اعتبر أن الدخول في الحكومة قبل الاتفاق على البرنامج هو (وضع للعربة أمام الحصان). وتنبأ البيان بأن التشكيل الجديد سيكون عامل انقسام واستقطاب بدلا عن الوحدة والوفاق. { لماذا شاركنا؟ عضو المكتب السياسي للاتحادي «علي السيد» قال إنه لا يرى أي جديد في الحكومة الجديدة بعد مشاركة الاتحادي، والوجوه هي نفس الوجوه، والمناخ نفسه، وكل ما في الأمر أن الذي دخلوا الحكومة عليهم تنفيذ برنامج المؤتمر الوطني الذي خاض به الانتخابات، وهذه الحكومة ليست لها رؤيتة حول مستقبل السودان ولن تستطيع أن تستوعب المستجدات في الساحة خاصة الاقتصادية، وتحمل آمالاً وهمية وأماني لا قيمة لها، وهي غير مهيأة للظروف الحرجة، لذلك الحكومة لم تشكل أي إضافة للمؤتمر الوطني الذي يعيش أسوأ أيامه.. ورغم كل النداءات التي وجهت إليه من القوى السياسية للخروج من الأزمة الكبيرة التي تواجه البلد ببرنامج «الخلاص»، لكن المؤتمر الوطني أصر على الانفراد بكل شيء وسعى لمشاركة الأشخاص وليس القوى السياسية وبالتالي المؤتمر الوطني تمخض فولد (أم سيسي).. ولكن على القوى السياسية أن تفكر جادة في برنامج للخلاص الوطني حتى لا تتعرض البلد للمخاطر ونفجر. وأضاف السيد: إذا قارنا ما أخذه الاتحادي مع العرض الذي قدمه الوطني لحزب الأمة بأن يأخذ (50%) من الحكومة ورئيس للوزراء وتعديل الدستور، علينا في الاتحادي أن نتوارى خجلاً، لكنا رضينا على مضض بموافقة المكتب السياسي للاتحادي على المشاركة، وأنا شخصياً ما زلت أبحث عن ما وراء مشاركة الاتحادي.. لماذا شاركنا؟ وبهذا الضعف والتهافت والهرولة نحو الوطني بهذه الصورة، ولكن رغم ذلك هذا قرار الحزب ونحن نحترمه. { الترقيع غير مجد إلى ذلك اعتبر نائب رئيس المكتب السياسي بحزب الأمة د. محمد المهدي حسن، الذي استنطقته (الأهرام اليوم)، أن تشكيل الحكومة الجديدة فيه إضافة مزيد من الأعباء على الخزينة العامة والشعب السوداني وقال: أرى أن آخر ما يفكر فيه المؤتمر الوطني هو حياة ومعيشة الناس؛ جاءت الوزارة متورمة ورماً سيصيب الميزانية بسرطان يودي بحياة الناس وهو تشكيل كبير وبكل أسف التشكيل محبط جداً ولا يساعد في حل المشاكل الأربع الكبيرة التي يعاني منها السودان: «الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق والوضع الاقتصادي المتأزم ومشكلتنا مع دولة الجنوب، بالإضافة لمشاكلنا مع المجتمع الدولي».. هذه الأزمات تحتاج إلى إجماع كل أهل السودان للبحث عن مخرج حقيقي يخاطب هذه القضايا، لكن هناك انسداد في الأفق من جانب المؤتمر الوطني وليس بمقدور حزب واحد القيام بحل هذه الأزمات ويظهر من خلال التشكيل الجديد أن الوطني يريد «الترقيع».. والترقيع غير مجد في قضايا الوطن التي تحتاج الى كل أبنائه والأوضاع متصاعدة في السوء مع الحرب القائمة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان ودخول لاعبين جدد «كاودا» في النزاع يزيد من الصعوبات.. حيث لا يستطيع الوطني المواجهة والصمود أمام هذه الصعوبات، لكن بكل أسف الوطني يريد الاستمرار بنفس النهج والطريقة في إدارة شؤون البلاد. وأضاف المهدي: مع احترامي للحزب الاتحادي الديمقراطي أصبح مثل أحزاب «التوالي» وأحزاب الحكومة «الوطنية»، وكان الأولى للاتحادي احترام تاريخه وموقفه القديم ضد الشمولية والديكتاتورية التي قاومها «الأزهري» و«الشريف الهندي» وماتوا من أجلها، لكن بكل أسف رضوا أن يشاركوا الوطني ويساعدوه على الاستمرار بنهجه القديم.. ونحن في حزب الأمة موقفنا هو ما خرج به المكتب السياسي بعدم المشاركة بأي مستوى من المستويات، والذين يشاركون الآن يمثلون أنفسهم ولا يمثلون حزب الأمة. ونحن أوقفنا الحوار لعدم الوصول لنتائج مرضية تحل أزمات البلاد، وما قاله مصطفى عثمان عن أن مشاركة عبدالرحمن الصادق تمت بموافقة الحزب حديث مردود وغير صحيح، لأن عبدالرحمن استقال من كل مؤسسات الحزب وليست له علاقة بالحزب الآن وهو يمثل نفسه. { كأنا لا رحنا ولا جينا الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي الدكتور بشير آدم رحمة أكد أن الحكومة ولدت ميتة ولم تأت بأي جديد في الوجوه أو البرنامج، وقال: من قال لك إن هذه حكومة الشعب السوداني كذبة، وهي نفس الحكومة القديمة وبنفس السوء وستواجه مشكلة بعد الانفصال وذهاب البترول، والميزانية التي عرضت أمس على المجلس الوطني لا توجد بنود كافية للصحة والتعليم وحياة الناس.. ويدعون أنها حكومة رشيقة.. لكن عضويتها من المستشارين والمساعدين والوزراء ووزراء الدولة والسلطة الانتقالية أكثر وأكبر من الحكومة القديمة (وكأننا لا رحنا ولا جينا)، والشعب السوداني يائس تماماً من الإصلاح، وهذه «لعبة كراسي» فقط وأكثرهم لا يتعظون ولا ينظرون للشعب الذي يعاني، أما مشاركة الاتحادي الأصل فهي ليست مشاركة «الاتحادي» بل مشاركة عائلة الميرغني لتدريب أبناء الميرغني للقيادة مستقبلاً، لكن شعب السودان لن يصبر وهذه الحكومة ما عندها جديد تقدمه للشعب بالاتحادي أو بغيره وهي في النهاية حكومة الوطني فقط. { لن تستطيع إدارة الأزمات أستاذ العلوم السياسية بأم درمان الإسلامية البروفيسور صلاح الدومة قال إن هذا التشكيل مخيب جداً للآمال وجاء بنفس الشخصيات، كما أنها عادت لنفس الكراسي وتم إبدال في الكراسي، ويدعي الوطني أنه أشرك (15) حزباً لكن حقيقة الموضوع أنه أشرك (15) شخصاً لأن الأحزاب التي يدعي الوطني مشاركتها جماهيرها رافضة تماماً للمشاركة، وبالتالي هذه المشاركة لا تعد مشاركة أحزاب، وكثير من الوزراء غير مؤهلين وليس لديهم قدرات لإدارة الأزمات الكبيرة في البلد، لكن المؤسف أن الوطني أعادهم مرة أخرى، فهم بهذا يزيدون (الطين بلة) ولا يستطيع هؤلاء الوزراء انتشال الوطني نفسه من المأزق الذي يعيشه، فهم بذلك يذهبون به الى الهاوية و«فاقد الشيء لا يعطيه». وأضاف الدومة: الحزب الاتحادي لم يشارك بقاعدته بل شاركت قيادة الحزب وفئة قليلة لا تمثل الاتحادي، وبالتالي أعطاهم الوطني حسب حجمهم الكلي من الكتلة العامة للحزب الاتحادي، وبالتالي لا يجب التأسف على أن الاتحادي أخذ أقل من حجمه في التشكيل الوزاري الجديد.