{ جورج أطور يستدرجه الأمريكان واليهود إلى يوغندا التي شرعت منذ فترة في تدريب قواته وقد دعته لحفل التخريج واستجاب المسكين إلى الدعوة بعد التطمينات الأمريكية ولكن يوغندا (سيدة الغدر) في محيطنا الأفريقي تنسفه هو وجنوده وتقضي عليه. لك عزيزي القارئ أن تتمعن في هذه الخيوط المتشابكة والمتناقضة ومفرداتها من قتل وخيانة وتدريب قوات وتطمينات أمريكية وعلاقة موسفيني بسلفا وعلاقته في ذات الوقت بأطور وفي ذات الاتجاه لك أن تتخيل تلك الشعارات الكذوبة التي ترفعها أمريكا وهي تخطط في السر للنقيض منها وتنفذ وتقتل.. ما هذا العالم المجنون وهذا الظلم والخداع والمكر السيئ الذي لن يحيق في النهاية إلا بأهله ويجب ألا يغيب عن البال اغتيال جون قرنق وكأني أرى أن يوغندا ستصبح أرض قتل لكل القادة الجنوبيين الوطنيين الصادقين مع شعبهم وبناء مستقبل بلادهم دون تفريط في مصالح بلادهم العليا. { اغتيال أطور كان هدية إسرائيل لسلفاكير وهو يزورها ويعود معه بعشرة آلاف من المتسللين الأفارقة، لا نعلم ماذا تريد بهم إسرائيل وما هي المهمة التي أوكلت لسلفاكير التي من المؤكد أن وقودها هؤلاء المرحلين غير المرحب بهم من قبل المجتمع الإسرائيلي لاسيما أن الفحوصات التي أجريت لهم تحمل إسرائيل لتقذف بهم في وجه سلفاكير. { بعد أن رسخ (الصليب الأحمر) كجهة مدنية تتولى المهام الإنسانية في ظل الحروب وتعمل على حماية المدنيين والعسكريين على حد سواء من الباب الإنساني وذلك منذ مطلع القرن التاسع عشر وفي المقابل كانت إيران ترفع شعار الشمس والأسد ودخلت تركيا على الخط في العام 1876م ورفعت شعار الهلال الأحمر على وحداتها الصحية العاملة في حروب القرم مع روسيا مراعاة لمشاعر جنودها المسلمين ويومها سارت الدول الإسلامية ترفع هذا الشعار وتعمل تحت لواء هذه المنظمة وعادت إيران في العام 1980م وتخلت عن شعار الشمس والأسد ورفعت شعار الهلال الأحمر وهكذا توحد الشعار عند المسلمين. { بعد زيارة سلفاكير إلى إسرائيل واعترافه بعضمة لسانه (لو لا إسرائيل لما قامت دولة في جنوب السودان) كيف ينظر الفرقاء السودانيون لدولة جنوب السودان وبالذات آخر قادم من دولة الجنوب وقد تزامن وجوده هناك مع زيارة سلفا لإسرائيل ومن جوبا استقبل كل هذه التصريحات المدوية ذلك هو الأستاذ إبراهيم السنوسي القيادي بحزب المؤتمر الشعبي ولو كنت في مكانه لنفضت يدي من كل ما يجمعني بإسرائيل عبر هذه البوابة اللعينة أما بقية الفرقاء فمنهم من صدقت العمالة عليه وأضحى رباطه بإسرائيل لا يحتاج لشرح ومن هؤلاء قيادات قطاع الشمال أما الآخرون فعليهم البعد عن هذا الطريق الذي من المؤكد يجمع بإسرائيل وعلى الحكومة السودانية أن تعي أنها حينما تفاوض دولة الجنوب تفاوض إسرائيل وحينما تحارب فإنها تحارب إسرائيل وصار السودان دولة مواجهة مع إسرائيل. { منذ أن نبتت إسرائيل في الأراضي العربية في العام 1948م صار السودان دولة مواجهة بحرية مع إسرائيل وقد صار البحر الأحمر يجمعنا بهم كمحتلين ولذلك لا أستغرب أن مثل تلك الأخبار التي نشرتها صحافة الخرطوم أمس وهي تتحدث عن طلعات جوية للطيران الإسرائيلي فوق جزيرة (مقرسم) ولمن لا يعلم شيئا عن هذه الجزيرة فإنها غنية بالنفط والآن يشرع رجل أعمال سعودي لبناء مدينة سياحية فيها أطلق عليها (قلب العالم) سينفق فيها أحد عشر مليار دولار.