تشهد دور السينما المصرية هذه الأيام عرضا لفيلم «أسماء» للنجمة هند صبري التي تجسد فيه شخصية سيدة مصرية تعاني من مرض الأيدز، ويسرد الفيلم معاناة هذه المرأة مع المجتمع لمرضها هذا. وفي العرض الخاص للفيلم بنقابة الصحفيين المصريين اعتبر صناع الفيلم أن العمل يمثل صرخة موجهة لمجتمعات يرون أنها تتجاهل حقوق الآخرين ومحاولة قوية لتسليط الضوء على بعض العلل الاجتماعية، وقالت هند صبري في ندوة عقب العرض الخاص إن هذه الشخصية مختلفة تماما عن كل ما قدمته سينمائيا، وأن الفيلم «عمل إنساني بالأساس يقدم وجهة نظر مغايرة للثقافة السائدة مجتمعيا ويسعى لاستخراج أسمى وأنبل ما في النفس البشرية وهو الإنسانية التي بات الكثيرون يفتقدونها أحيانا»، وفي ما يخص ظهورها في دور الأم الشعبية بملابس رثة طيلة الأحداث قالت هند صبري: «أنا ممثلة ولست عارضة أزياء ولا أشعر أنني امرأة فائقة الجمال حتى أحرص في أعمالي على أناقتي وشكلي لأنني أؤمن بضرورة التغيير في أفلامي لتقديم شخصيات جيدة تقنع الناس وليست عندي حدود في هذا طالما أستطيع تقديم شخصية تفيد الجمهور». وفي ردها على أسئلة «الأهرام اليوم» أوضحت هند صبري أن الظروف السياسية لن يمكنها أبدا أن تمنع الفن الجاد وإلا فإنه لم يكن بالإمكان أن نشاهد أعمالا فنية راقية جدا في دول مثل إيران أو أفغانستان «العيب فينا نحن.. فنحن نلقي بكل التهم على الأوضاع السياسية وعلى الساسة بينما الأزمة الحقيقية أننا كمجتمع مدني وأشخاص لا نريد أن نقاوم» على حد تعبيرها، وأضافت الممثلة التونسية المقيمة في مصر أن البعض يحاول تخويفها من القادم سواء في مصر أو تونس مع وصول الإسلاميين إلى الحكم لكنها أكدت أنها ليست خائفة ولن تهاجر وستظل تعيش في مصر وتونس كما تعودت في السنوات الماضية لأنها تدرك جيدا أن «الثروة الحقيقية في البلدين هي الاختلاف الذي تدعمه ثقافة وحضارة طويلة». وعن إمكانية زيارتها لأماكن انتشار الأيدز في جنوب السودان وأفريقيا قالت هند إن «عدوى هذا المرض منتشرة جدا في أفريقيا، وإنها شاركت في حملات توعية كثيرة لهذا المرض، بالإضافة إلى أنني عايشت مجموعة كبيرة من حاملي الفيرس، واكتشفت عدم ثقتهم بالإعلام والمجتمع، وحاولت جاهدة أن أحسن هذه الصورة»، مضيفة «أنا لست سفيرة للأمم المتحدة لأقوم بهذا الدور على نطاق أوسع»، واستدركت هند صبري قائلة «إلا أنه لو طلب مني ذلك سوف ألبي على الفور، فهذا عمل إنساني ولا يمكنني أن أتخلى عنه».