مهرها كان (جنيهاً) واحداً وحفل زواجها محض (زغرودة) في الهواء الطلق، وابتسامة رضاء كست ملامحها (السمراء)، في ذلك الجو المشحون بمظاهر الفرح التي خلت تماماً من تفاصيل (البذخ) والاستعراض الطبقي أقيمت مراسم زواج الزميل الصحفي «علاء الدين بشير» على رفيقته «سمية علي صديق» بضاحية (ود البخيت) بأم درمان عصر أول أمس (الجمعة). إشهار الفرح في أزقة الحي الفقير لم يكلف العروسين أكثر من عصير (الكركدي) وصواني (البلح) واستدعاء (العروس) لتشهد بنفسها مراسم عقدها وتوقع على (القسيمة) بالصداق المسمى بينهما، وبشروط منصفة للطرفين يحتكمان فيها لرباط مقدس، على أن لا يتزوج عليها ولا يطلقها. «علاء» الذي عاد من أمريكا ليتوج قصة حبه بعيد أن عثر على نصفه الهارب، بدا سعيداً وهو يرفل في جلبابه الأبيض، وانبثقت من وجهه ابتسامة وضيئة، بينما هبطت العروس في ثوب ناصع البياض مثل (شمعة ضواية)، وكان (الثوب) هو الآخر بديلاً (للزفاف) واختصاراً لمتاعب إهدار المال، وذرفت (سمية) دموع الفرح وسط حشد كبير من (الجمهوريين) الذي توافدوا من شتى ولايات السودان، وبحسب عرف الزواج (الجمهوري) ، فإن الزوجة تعتبر خارج نطاق (التسليع) ولا تخضع لقانون (العرض والطلب) ولا تسقط من عداد الأشياء (الثمينة)، وإنما تتسامى بقيمتها (كإنسانة).. قسط من تلك الطقوس (المبسطة) احتشدت في عيون الحاضرين، بينما كانت عيون «علاء» و«سمية» تحتشد بوعد ظافر وحُلم جميل، وأسدل الستار على المناسبة بعد أن غادر العروسين مباشرة للقاهرة لقضاء شهر العسل.