دفتر (الجرورة) من الوسائل التي تساعد المواطنين على تسيير أمورهم بالاستدانة من أصحاب المتاجر عند (الزنقات) الاقتصادية ويتم تسديدها عندما يحصل الشخص على المال اللازم والتعاون بين البائع والمشتري ضروري لحياة المواطن، حيث إن هناك ظروف قد تمر بالفرد ولم يكن أمامه سوى التوجه الى أصحاب المتاجر وذلك بغرض تحقيق هدف ما. «الأهرام اليوم» قلبت (دفاتر الجرورة) لمعرفة ما تحويه من أسرار وتحدثت مع عدد من أصحاب المتاجر والمواطنين فكانت إفاداتهم كالآتي.. بدءاً قال التاجر مصطفى محمد بأنه يتعامل مع المواطنين عن طريق البيع بالدين وفتح الحساب في كراسه على أن يسدد الشخص الأموال وذلك بعد الحصول عليها سواء كان في نهاية الشهر بالنسبة للموظفين الذين يعملون بالمرتبات الشهرية، أو بالأسبوع وزاد بأن (دفتر الجرورة) لا يتم فتحه مع أي شخص فقط هناك أشخاص معروفون للجميع يتم التعامل معهم. داؤود علي أبان بأن حكاية (دفتر الجرورة) مهم جداً من حيث التعامل بين البائع والمشتري، وأضاف بأنه لابد من أن تكون هناك علاقة جيدة بين المواطن وصاحب المتجر وزاد بأن هناك بعض الموظفين تنتهي مرتباتهم في الأيام الأولى من الشهر، فلذلك لم يكن أمامهم سوى التوجه الى أصحاب المتاجر لتسيير أمورهم. بينما يؤكد التاجر عبدالرحمن النور بأن (دفتر الجرورة) مهم جداً في التعامل بين الشخص البائع والمشتري، وأضاف بأنه لابد من أن تكون هناك شروط توضع للشخص الذي يريد أن يتعامل بمثل هذا النوع من البيع بالاستدانة وهو أن يسدد ما عليه من دين بمجرد أن حصل على الأموال اللازمة حتى لا تفقد فيه الثقة. وفي ذات السياق قال المواطن سليمان آدم بأنه لا يمانع من فتح حساب عند صاحب الدكان لأن ظروف الحياة أصبحت صعبة ولم يكن أمام الشخص سوى التوجه الى المتجر القريب من منزله بغرض الاستدانة حتى يتسنى له أن يعيش حياته بطريقة عادية، وزاد أن قيم التكافل والتراحم بين الناس لابد من أن تكون موجودة بحيث إن الناس تحتاج لبعضها البعض، فلذلك لا بد من أن تكون هناك علاقة قوية بين منافذ البيع والمواطن. وفي ذات المنحى أبان أبوذر حماد أن (دفتر الجرورة) لا بد من أن يكون موجوداً خاصة في هذه الأيام، حيث إن هناك (زنقة) اقتصادية سيئة تمر بها الأسر وغلاء في المعيشة وقلة في المرتبات والعديد من المشاكل التي لا حصر لها، فلذلك لابد من أن يكون هناك مكان يستطيع أن يلجأ اليه الشخص لتسيير أمور بيته، وزاد بأن الثقة أهم شيء في التعامل بين الناس وإذا لم تكن هناك أي ثقة فإن العلاقات قد تنهار تحت أي لحظة، وأضاف بأن الموظفين في دواوين الدولة المختلفة هم أكثر الفئات الذين يلجأون الى فتح حسابات عند أصحاب (الدكاكين) لأن قيمة المرتب لا تساوي شيئا بالأخص هذه الأيام التي تشهد ارتفاعاً جنونياً في أسعار جميع السلع الاستهلاكية. وفي السياق قال الموظف بجامعة أم درمان الاسلامية محمد يوسف بأن التعامل مهم جداً وفي كل المجالات ولا تنحصر بين التاجر والمواطن، وأضاف بأنه عندما يصرف مرتبه أول شيء يفعله هو دفع متأخراته عند صاحب الدكان وثم بعد ذلك يصرفه في باقي الأشياء، وزاد بأن على الشخص أن يفي بوعده ويكون قدر المسؤولية ولا يتهرب من دفع الديون التي عليه، وأضاف بأن البيع عن طريق الدين قد اختفى بعض الشيء في العاصمة نظراً لعدم وجود الثقة في بعض الأشخاص وغياب المعرفة في بعضهم.