مقتل زعيم حركة العدل والمساواة الدكتور خليل إبراهيم قابله مواطنو دارفور بمشاعر متباينة بحكم ما ترك الرجل وحركته لدى الكثيرين من شعب الإقليم جراء عملياته العسكرية التي استمرت منذ العام (2003)م ولم يسلم من ممارساتها جل الشعب السوداني بدءاً من ولايات دارفور مروراً بكردفان وحتى الخرطوم. فور الإعلان عن مقتله، قطاعات واسعة من ولاية جنوب دارفور أعلنت عن ترحيبها بانتصارات القوات المسلحة وإنهاء مغامرات زعيم حركة العدل والمساواة في أول تحرك له في نشاطه الموسمي العنيف الذي يعقب فصل الخريف من كل عام، ويؤدي إلى زعزعة الاستقرار بصورة كلية في مساحات واسعة من كردفان ودارفور. وعزا بعض المحللين مقتل خليل إلى الضعف الذي تعانيه الحركة بسبب الانشقاقات والصراعات التي اجتاحت الحركة في الآونة الأخيرة التي أعقبت محاولة تسميم زعيم الحركة في طرابلس وفقدها للداعم الأساسي معمر القذافي. { محلية الضعين سبقت محليات الولاية للخروج في مسيرات تهنئ القوات المسلحة على انتصارها على قوات الحركة، حيث شهدت الأيام الماضية شبه حصار بسبب وجود قوات الحركة في عدد من المناطق وفي الطرق القادمة إلى الولاية مما أدى إلى توقف حركة النقل والقوافل وارتفاع جنوني في الأسعار. جماهير المحلية خرجت في مسيرات جابت شوارع المدينة وانتهت بقيادة اللواء (94) مشاة معبرة خلال حشدها عن اعتزازها بالقوات المسلحة التي وضعت حداً لحياة زعيم الحركة التي أرقت مضاجعهم لعدد من السنوات. { طاقم الجهاز التنفيذي للولاية برئاسة نائب والي جنوب دارفور عبد الكريم موسى قام بزيارة إلى قيادة الفرقة (16م) وخاطب نائب الوالي مشيداً بمجاهدات القوات المسلحة وقال إن خليل إبراهيم بتعنته وتمنعه عن السلام اختار لنفسه أن يموت بهذه الطريقة ودمغه بالعمالة من خلال تنسيقه مع دولة جنوب السودان التي طفحت علاقاتها مع إسرائيل إلى السطح الأسبوع الماضي بزيارة رئيسها سلفاكير إلى تل أبيب وقال إن خليلا في عملياته العسكرية لم يكن يستهدف القوات العسكرية السودانية وإنما يستهدف دائماً المواطنين العزل والقوافل التجارية والأسواق. { أما زعيم الإدارة الأهلية رئيس مجلس الحكماء الشرتاي إبراهيم عبد الله محمد فقد أشار إلى أن خليل إبراهيم اختار طريق الحرب على الرغم من أن كثيراً من أهل دارفور جلسوا معه أثناء انعقاد مؤتمر أهل المصلحة في العاصمة القطرية قبل التوقيع على اتفاقية الدوحة إلا أنه رفض الاستماع لصوت العقل وآثر العمل لتحقيق أجندة دول خارجية لا تريد الاستقرار للسودان وقال إن الإدارة الأهلية تصطف خلف القوات المسلحة صوناً لاتفاق السلام ودحراً لكل من يسعى لتفتيت وحدة أهل دارفور. { من جانبه قال رئيس حركة تحرير السودان الإرادة الحرة المهندس عيسى باسي في بداية حديثه ل(الأهرام اليوم): (أهنئ القوات المسلحة التي وضعت معالجة لأمر حركة العدل والمساواة من خلال قتل زعيمها خليل إبراهيم على الرغم من أن خليلا أحد أبناء دارفور الذين يمكن أن يستفاد منهم إلا أن تعنته أدى إلى هذه النتيجة) وأضاف أن ما تم سيساعد في إنزال السلام وأشار إلى أن هذه العملية تعد رسالة إلى كل من يتعنت وأعرب عن أمله في أن تكون دافعا للآخرين للدخول في عملية السلام وقال إن أهل دارفور وصلوا لقناعات أن دارفور ليست في حاجة إلى إطلاق عيار ناري واحد ناهيك عن مواجهات بين الجيوش وأضاف: نحن نحتاج أن يشعر كل شخص بالأمان لتحدث التنمية ويعود النازحون إلى قراهم التي تركوها بسبب هذا الصراع مؤكداً أن وجود النازحين في المعسكرات يعد تعطيلاً لطاقة إنتاجية يمكن أن يستفاد منها في بناء الوطن. { رئيس المجلس التشريعي بالولاية علي آدم عثمان قال إن القوات المسلحة بهذه العملية استطاعت أن ترفع عن أهل دارفور الحزن والمشقة والصعاب وتقطيع أوصال البلاد وحجب الخيرات عن الناس التي تمارسها حركة العدل والمساواة بالاعتداء على القوافل التجارية. وفي السياق تشهد ولاية جنوب دارفور اليوم الاثنين عددا من المسيرات التي جرت التحضيرات لها نهار أمس الأحد حيث عقد اتحاد العمال بالولاية اجتماعاً موسعاً لبحث الخروج في مسيرة إلى مقر قيادة الفرقة (16) مشاة تأييداً للقوات المسلحة كما شهدت دار حزب المؤتمر الوطني اجتماعاً ضم قيادات الأحزاب السياسية لوضع الترتيبات للمسيرة الأخرى التي ستخرج اليوم بمشاركة كافة قطاعات المجتمع بالولاية فيما اعتبر بعض المواطنين الذين تحدثوا ل(الأهرام اليوم) مقتل خليل إبراهيم بأنه بارقة أمل ليعم السلام ربوع دارفور خاصة أنه جاء في وقت يصعب على حركة العدل والمساواة إعادة ترتيب صفوفها بسبب التوتر الذي أحدثه رئيس الحركة خليل إبراهيم وسط صفوف قادتها بجانب أن عملية مقتله شملت عددا من قيادات الصف الأول والمقربين منه بينما يرى البعض الآخر أن خليلا كان يمثل العقبة الأقوى أمام اتفاقية الدوحة لذا فإن موته يفتح الباب أمام اتفاقية الدوحة لتنزل إلى أرض الواقع وتحدث السلام الذي ظل ينتظره أهل دارفور لسنين عدة.