{ لفت نظري إعلان صحفي غريب، صادر عن المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم، يوجه فيه أصحاب (الأكشاك) بإزالتها في ظرف (7) أيام من تاريخ نشر الإعلان بصحيفة (التيار) - القريبة جداً من حكومة ولاية الخرطوم - وفي حالة عدم الإزالة ستقوم المحلية بذلك، ويتحمل أصحاب الأكشاك (تكلفة) الإزالة..!! يا سبحان الله. { والي الخرطوم السابق أزال آلاف الأكشاك في محليات الخرطوم بدعوى (تجميل) العاصمة، ووعد باستبدالها بأكشاك (تركية) راقية..!! وهذا ما لم يحدث بالطبع حتى الآن، ونحن على أعتاب العام 2012..!! { إنهم يحاربون الثقافة.. يحاربون الصحافة.. يضيَّقون عليها الخناق، وبدلاً من أن يصدر السادة والي الخرطوم ومعتمدو المحليات قراراً بمنح رخص (مجانية) أو بأسعار رمزية لأصحاب أكشاك الصحف والمجلات، والمكتبات، فإنهم يطالبونهم بالإزالة، وفي حالة عدم الإزالة، تتكفل المحلية بالإجراء (الخشن)، على أن يدفع الفقراء والمساكين من مروجي المنتجات الثقافية والعلمية، فاتورة (الكراكات)، وعمَّال الهدم والتكسير..!! { إن أي (كشك) لبيع الصحف والكتب والمجلات في أي ركن من أنحاء محلية الخرطوم، أهم ستين مرة من (مباني) محلية الخرطوم.. ولهذا فإنني أطالب بشدة بالإبقاء على منافذ التنوير والمعرفة وإزالة مباني محلية الخرطوم، إذ لا فائدة تعود على المواطن من ورائها، بل العكس، فمن تلك المباني تنطلق حملات الرسوم والجبايات المدجَّجة بالشرطة..!! { في إحدى ليالي العام 1995، كنا في اجتماع مسائي في شأن عام مع محافظ أم درمان، وبعد نهاية الاجتماع وأثناء نزولنا على الدرج، كان الأستاذ الكبير «حسين خوجلي» يتلفت يمنة ويسرى، وعيناه تتجولان بين المكاتب والردهات الخالية في ذلك الليل البهيم، وإذا به يفاجئنا بسؤال: (يا أخي.. تخيلوا لو الجماعة الموظفين ديل كلهم.. بكرة الصباح.. ما جوا.. ح يحصل شنو؟!).. { وأنا بدوري أحيل السؤال إلى القارئ الكريم، بعد نحو (17) عاماً: تخيلوا لو أن معتمد محلية الخرطوم.. والمدير التنفيذي للمحلية.. والتابعين لهم.. وتابعي التابعين.. لم يأتوا لمزاولة أعمالهم صباح غدٍ (الأربعاء) وبعد غدٍ (الخميس)، ماذا سيحدث، وهل سيتضرر المواطن؟! { السيد المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم: شوفوا ليكم شغلة غير الموضوع ده.. أمشوا شوفوا (البرك)، و(الحُفر)، و(النفايات) المدلوقة على الشوارع، والأنقاض التي تسد الطرقات.. مع خالص تحياتي. - 2 - { وصلني التعقيب التالي من المكتب الإعلامي للسيد والي الخرطوم، نشكره على الاهتمام ونرجو أن يولي الموضوع أعلاه - أيضاً - بعض اهتمامه: الأخ الأستاذ/ الهندي عز الدين رئيس تحرير صحيفة (الأهرام اليوم) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عطفاً على ما ورد في عمودكم في عدد الأحد 25 ديسمبر نرجو أن ننقل لكم اهتمامنا بما ينشر في الصحف اليومية، سيما ملاحظاتكم المستمرة حول صناعة الطرق وحرصكم الشديد على ضرورة تجويد هذه الصناعة المكلفة. نود أن ننقل لكم بأن تنبيهكم لهيئة الطرق والجسور بخصوص شارع النيل أم درمان هو محل تقدير واهتمام، وهو وارد في عقد المقاول، ولن يتم استلام الطريق إلا بعد استكمال كافة جوانب سلامة الطريق، سيما وأنه يطل مباشرة على النيل. أما بخصوص ملاحظاتك حول انتشار المطلبات والحفر، فنرجو أن ننقل لكم بأن الأخ والي ولاية الخرطوم وجه وزارة المياه والبنى التحتية ممثلة في هيئة الطرق والجسور بإنشاء وحدة مؤهلة لصيانة الطرق والجسور على أن تُحشد لها الكوادر المؤهلة والآليات المطلوبة للتدخل السريع لمعالجة الحفر والمطبات التي تظهر عادة بعد موسم الخريف. وقد بدأت بالفعل هذه الوحدة العمل في بعض المواقع وهناك غرفة متابعة تقوم بمد هذه الوحدة بمواقع الحفر، وأن المواقع التي ذكرتها ستطالها يد الإصلاح. مرة أخرى نكرر فائق تقديرنا لكم ولاهتمامكم الكبير بالمرافق الخدمية بالولاية. المكتب الإعلامي لوالي الخرطوم الأحد 25 ديسمبر 2011م