غيابك دوماً يمنحني متعة انتظار أن تجيء رغم ما أحياه من أرق في انتظارك القاتل، فلتغادر مطمئناً، لأنك الرجل الذي يتكرر عبر حقب الزمن ولا التاريخ، ولست بالرجل الذي يوضع في مكانه آخر، لأنك متفرد، أو قل لأنك واحد لا يتكرر، غال أنت ولكنك لست ككل الموارد التي تنفد بعد الحصول عليها، إنما أنت تتجدد عند كل لقاء، وكأنك رجل يسكن أعماقي وأجده كل يوم ألف مرة في داخلي، ولكنه رغم ذلك يدهشني بحضوره الآسر!! آسر أنت بما تحمل الكلمة من معاني! صدّق!! أنا أغار من قلمي عليك وأتمنى أن لا يمجدك هكذا حتى لا تحسدني عليك النساء!! أغار من هذه الورقة التي تعقبها تاء التأنيث عند كل منعطف للكتابة، أغار من منحنيات عاطفتي التي ربما تبوح لك لحظة اندفع عشقي ما!! أغار من هذه الأصابع التي تداعب اليراع لحظة صياغتك خوف أن تخدش حياء صمتك أو أن تبرج بنات بوحي!! أغار من ذاكرتي التي ترتدي أبهى الحلل وتتهادى في كبرياء تأخذ زينتها ليل نهار وتتجه صوب ذكرياتك!! أغار مني عليك!؟ علمني أن أطرد شبح الغيرة هذا، أن ألثم طيف حضورك في لغتي، أن أتغنى ملء الدنيا بوجودك في موسيقى الكون، وبأنك تملأ حنجرة العالم أجمع بغنائي فيك علمني شيئاً بعد أن استغنيت عن الكون بكونك لي، ووجدتك أأمن ما في الدنيا من عجائب، يا ثامن أيام الأسبوع ويا معجزة الأفق الرابع. علمني فن الموت على إيقاع الحياة الدافئ، وأشرح لي كيف أن دقات قلبك ونبضك ربما يغيران مجرى الأوكسجين بدمي، كيف لهما أن يهددا أمن عاطفتي، وينحنيان بي نحو خطر لا مناص منه هو العشق الصاخب!! علمني كيف أن الشقاء بين يديك راحة، وأن الحزن سعادة، وأن البكاء ابتسامة، واجرحني مرات أخر لأني أود رؤيتك خفية وأنت تمد لسانك نحوي من نزيف الدماء!! أعذرك جداً حينما تداعبني بأني لا أحمل دماً مطلقاً لثقتي أنك تملأ الأوردة والشرايين!!