(ها هو العام يسكب دمع الوداع - تعالي نمد إليه اليدا ولا تسألي اللحن كيف انتهى- ولا تسأليه لماذا ابتدأ.. نحلق كالطير بين الأماني.. فلا تسألي الطير عما شدا- فاروق جويدة) إنه عام مضى من أعمارنا المحسوبة بدقة متناهية في حسابات رب العالمين سبحانه وتعالى، ولا يدري سواه متى تطبق الأرض على عظامنا بمقبرة ما، أو نحترق حتى لا يبقى من أجسادنا شيئاً، أو نغوص في قاع ُلجة زرقاء ونغدو طعاماً لما خلق الله فيها، وفي كل الحالات لا فكاك من هذه النهاية إذ لا أحد مخلَّد في هذه الدنيا. وكل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول، كما قال زهير بن أبي سلمى.. ولكننا نحتفل بمقدم العام الجديد وهو خصم من رصيد أيامنا ونحرص على تبادل الهدايا والتحايا في ليلة رأس السنة وغيرنا يذهبون إلى أبعد من ذلك دون أن نعد كشف بحساب الربح والخسارة دنيوياً على أقل تقدير ولكننا بشر ديدننا النسيان وغايتنا أن نأكل ونشرب ونعيش فاكهين وبعضنا لا يدري لماذا هو في هذه الدنيا حتى يفارقها فأين أجدادنا؟ لقد ذهبوا إلى غير رجعة ولكننا بهم لاحقون بإذن الله فلنعد العدة ولن تكلفنا مالاً ولا ذهباً ولا سيارات وأطيان ولا عمران، فقط فلنحسن اتباع نبينا صلوات الله وسلامه عليه ونتبع صراط رب العالمين الذي لا إله إلا هو الحي القيوم المستقيم القويم وغير هذا فلا نامت أعين الأشقياء. { خروج أول برهن المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة أنه قادر على الحراك الفني والثقافي بعد أن انتظمت لياليه احتفاءً بالاستقلال المجيد كل مسارح ولاية الخرطوم. ولعل الدكتور البارودي استفاد من تجربته السابقة فكان الإعداد هذه المرة جيداً واختيار المسارح موفقاً والمناسبة أيضاً عظيمة رغم أننا نحتفل لأول مرة بسودان لا كالذي تركه لنا الإمام محمد أحمد المهدي وصحبه الأبرار! فقد رحل ثلثه مع أحلام القائد سلفا كير الذي نأمل ألا يبيعه ليهودا باراك ويطلب حق اللجوء السياسي في الولاياتالمتحدةالأمريكية. { خروج أخير قُتل قائد حركة العدل والمساواة المتمردة الدكتور خليل إبراهيم بعد أن ملأ الدنيا ضجيجاً وتجرأ حتى دخل أم درمان، وكانت الخرطوم منه على مرمى حجر، ولكن القوات المسلحة كانت له بالمرصاد ولم تشفع له علاقته السابقة بالحركة الإسلامية في السودان فطبَّقت عليه قوانين الختمية (الفايت الحدود واسوه). وراح خليل إبراهيم (شمار في مرقة) دون أن يحقق شيئاً، وتشتت بعده جموع حركته في فيافي دارفور وكردفان لا يلوون على شيء فقد سقط القذافي أقفل سلفاكير بابه وغدا عقار طريداً والحلو يطبب جراحه ومني أركو مناوي يحمل (قرعته) في انتظار أن يعطيه باقان أموم بعضاً من (العون) ليسد رمقه وهو الذي كان يرفل في القصر الجمهوري كبيراً لمستشاري الرئيس إنها الدنيا!.