تناولت قبل أيام أداء لجنة الاستئنافات العليا واتهمتها بانتقاء القضايا التي تنظرها وتجميد أخرى ولكن الأستاذ محمد الشيخ مدني أبو القوانين صححني بالقول إن لجنته تقوم بترقيم كل الاستئنافات التي تصل إليها وتنظرها وفق الترتيب الزمني ولا توجد لديها أية قضية معلقة أو مؤجلة. التصحيح ليس غريبا على الأستاذ ود الشيخ الذي لا يتعامل مع الإعلام بموضوعية أحيانا وبحساسية زائدة في أحايين كثيرة غير إننا نحمد له التعاطي مع كل القضايا التي يثيرها الإعلام وقد نجح الأخير في إخراجه من التقاعد الاختياري إلى دنيا المشاركة في العمل الرياضي على الأقل لتستفيد اللعبة الشعبية الأولى من عصير تجاربه وخبراته المتراكمة. ولكننا أثرنا من قبل أن الاتحاد يتعمد تعطيل العدالة بعدم تحويل جملة من الاستئنافات وحسب علمي أن عددا من أندية الممتاز استأنفت قرارات اللجنة المنظمة ضد الحضري وأديكو ولا ندري هل حولها الاتحاد أم لا أم الأندية لم تتقدم أصلا بها بل لوحت بذلك لتخمد نيران جماهيرها وهي في الحقيقة توارت أو تقاصرت عن أداء واجبها خوفا من سطوة النادي المشكو ضده. لكن تعليق الأستاذ ود الشيخ جعلني أتساءل مباشرة عن العقوبات التي أوقعتها لجنة الاتحاد بحق المريخ الذي أعلن صراحة وعبر الصحف انسحابه من المنافسة ونفذ وعيده وتهديده ولم يحضر للملعب لمنازلة الهلال ولا نقول إنه هرب من مواجهته ومع ذلك سارع مجلس المريخ لاستئناف قرار اللجنة. في تقديري ليس مهما المادة التي عوقب بها رغم أن اللجنة المنظمة أخطأت وكان ينبغي أن تطبق ما ورد في القواعد العامة. مجلس المريخ أعطى التعليمات للجهاز الفني ودائرة الكرة لتسريح اللاعبين في تحد واضح للاتحاد وللقانون الذي ينظم النشاط ومع ذلك لم تكن عقوبات الاتحاد بحجم الجرم وتحاشت اللجنة توقيع أقسى العقوبات ولم يبادر مجلس الإدارة لاستخدام السلطات الأصيلة الممنوحة له بالقواعد العامة وإبعاد المريخ عن المشاركة الأفريقية والعربية إذا وجدت لأن هذا الحق للمجلس وليس للجنة. مجلس الاتحاد يسير إلى جانب الحائط في القضايا الكبيرة ويتهرب من مواجهة الأندية الجماهيرية ويستأسد على الضعيفة رغم أن المريخ حاول نسف الموسم بالتهرب من مواجهة الهلال في نهائي البطولة التي تحمل اسم السودان. الكيل بمكيالين هو منهج الاتحاد ففي الموسم قبل الماضي وبعد إعلان الهلال الانسحاب من الممتاز جيش الاتحاد الجيوش وأوقع العقوبات القاسية على الهلال وهدد بحرمانه من الاستمرار في البطولة الأفريقية بل وشرع فعليا في مخاطبة الكاف وتسلم مراقبوه خطابات بهذا المعنى عندما كنا في نيجيريا وكمبالا. سارع الاتحاد السابق لحرمان رئيس الهلال من أداء واجبه كرئيس للبعثة ولكن الاتحاد الحالي صمت على الهجوم العنيف لرئيس وأعضاء مجلس المريخ ولم يناد البعض بإحالتهم للجنة الانضباط كما كان يحدث مع الهلال. وفي الاجتماع الأخير لمجلس الاتحاد تحدث بصورة خجولة وعلى استحياء عن تفلت البعض ولم يملك الشجاعة لتحديدهم بالاسم مع أننا لو رجعنا للأرشيف قبل وبعد نهائي كأس السودان لوجدنا الصحف قد طفحت بالهجوم القاسي على الاتحاد ولكنه كالعادة لا يتنمر إلا أمام الهلال فقط مع أن الهلال هزمه بالقانون في أكثر من ثلاث قضايا شهيرة عام 2009. اتحاد الموازنات منحاز للمريخ ولا يجرؤ على محاكمته. نشكر ود الشيخ ونحيي أعضاء لجنته ونتمنى لهم التوفيق ونعتذر لهم إن أصابهم رشاش. أشتات!! ليس من مصلحة الهلال تكتم محمد المأمون على صفقة التعاقد مع المدرب غارزيتو ومن حق مجتمع الهلال وجمعيته العمومية معرفة التفاصيل. ربما غادر ود المأمون أو استقال أو تم حل المجلس أو انهار من تلقاء نفسه عندها لن تنفع السرية وسيكون الهلال الكيان ملزما ببنود الصفقة قلت أو كثرت ولهذا فإن الواجب إعلان الصفقة وليس التكتم عليها حتى لا نفاجأ كما فاجأنا الأرباب بعقد يوسف محمد. قرار الاتحاد حسم الممتاز بسنترليق يعني ضمنا أن للرومان قضية عادلة. كان على الاتحاد تسمية الانضباط بلجنة العمليات لأنها ضمت عددا من الجنرالات. هل ختم الثلاثي حمد كمال وأبوشامة وخالد بخيت حياتهم الفنية بشعار الهلال. الإجابة على هذا السؤال تعني الاعتذار لعدد من الأسماء التي عملت بالهلال وهوجمت ومنهم مثالا لا حصرا عمر النقي ومعتز كبير.