وصف رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي اتهام السلطات للمؤتمر الشعبي بالتخطيط لانقلاب بأنه باطل لعجزه عن تنفيذه حتى وإن كان ينوي ذلك، وحصر اتهام السلطات لأمينه العام حسن الترابي في سببين، إما رغبة الحكومة في جمع صفها وتحصينه من الشتات أو خلق انقسام في تحالف المعارضة، وكشف عن طلب في فترة سابقة من قيادة المؤتمر الشعبي لحزبه للاشتراك في تنفيذ انقلاب عسكري قابله بالرفض. وتوعد المهدي قيادة المؤتمر الشعبي بمحاكتمها في (صف واحد) مع قادة المؤتمر الوطني نظير ما ارتكوبه سويا، ودعا الحكومة إلى الشروع في اتخاذ الإجراءات القضائية إن كانت تمتلك بينات إدانة، مؤكدا رفض حزبه لأي عدوان يتعارض مع العدالة الناجزة. وقال المهدي في لقاء جماهيري أمه آلاف من أنصاره للاحتفال بالذكرى 56 للاستقلال بالمركز العام مساء أمس (الجمعة) إن ادعاء قيادة الشعبي أن السلطات ترغب في اعتقالها لا يتجاوز سببين هما توقعها لعاصفة وتريد أن تجلس تحت شجرة (نبق) فيأتي الهواء ليسقط لها الثمر، أو تستعجل نصيبها من الكفاح، وزاد: المناضل الحقيقي لا يقول للسطات اعتقليني لأن ذلك يحول بينه والنضال. مبدياً استغرابه من استجداء قيادة الشعبي للحكومة لاعتقالها، منوها إلى تكرار السلطات لأخطائها المتمثلة في تنفيذ الاعتقال الذي بدوره يوهم الشعب بوجود نضال وتضحيات، لافتاً إلى أن حزبه لن يقبل أن يعطى دروس في الديمقراطية من مهندسي الشمولية، وأضاف أن حزبه من أقنع أحزاب المعارضة بقبول المؤتمر الشعبي في التحالف. وتحسر المهدي على ما سماه الفهم الخاطئ لانتقاداته لتحالف المعارضة وتصويره كأنه ضده، مؤكدا أن الهدف هو تفعيل عمل المعارضة لمواجهة المخاطر، مشيرا إلى أن حزبه هو الأوفر حظاً في تعبئة الجماهير داخل وخارج السودان وعقد الورش والمؤتمرات لتدارك أزمات البلاد، وقال إن نصيب المؤتمر الشعبي لا يتجاوز 1/1000 من نصيب حزبه، وأنه يكتفي بالكلام لا غير، مشددا على تبني الجهاد المدني لجهة أن العنف تترتب عليه كثير من المخاطر وأن حزبه بصدد مخاطبة كل قوى المقاومة الحية والمطلبية لدعم الأجندة الوطنية دون انتظار (الحقيبة السياسية حتى تصحى من النوم)، وتابع: استخدام القوة إذا كان هو الطريق الوحيد لا مانع لدينا لأنه ليس صعباً علينا فنحن أصحاب تربية جهادية. وانتقد المهدي ما سماه التصريحات المنفلتة التي تؤكد إسقاط النظام خلال ساعات دون أي تحضير لذلك، وقال إن الهدف من دعوته لإعادة هيكلة التحالف بميثاق جديد لضبط أدائه وجعل تصريحات المتحدثين باسمه محترمة، فضلاً عن اختيار اسم غير (قوى الإجماع الوطني) ليطابق الواقع، باعتبار أنه لا يوجد حالياً إجماع، مؤكداً حرص حزبه على عدم مقاطعة أي حزب لأن مهمته جمع الصف.