وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني بروفيسور إبراهيم غندور في حوار الصراحة والشفافية مع (الأهرام اليوم): (2-2)
نشر في الأهرام اليوم يوم 19 - 01 - 2012

أكّد أمين الإعلام في المؤتمر الوطني البروفيسور إبراهيم غندور أن وجود مذكّرة تصحيحيّة من قبل أشخاص داخل المؤتمر الوطني لا يعدو كونه مجرّد حراك سياسي داخل الحزب واصفاً إياه بالطبيعي، مؤكّداً في مناسبة ثانية على أن الحكومة تطمئن لوقوف الشعب بجوارها. وشدّد غندور في حوار خاص مع (الأهرام اليوم) على أن قضية المناصير لو خرجت منها بعض التدخلات السياسية فستصبح قضية عادية. كما شنّ أمين الإعلام بالحزب الحاكم هجوماً على حكومة الجنوب واصفاً إياها بالعدائية وأنّها تمثل مخالب قط لدوائر معادية في المنطقة، موضحاً أن مسألة رسوم نقل النفط الجنوبي تندرج فيها الجمارك وصيانة خط الصادر. وحول الأوضاع على الجبهة المعارضيّة وصف بروف غندور الخلاف بين الترابي والمهدي بال(منهجي)، قبل أن يؤكّد على الحوجة الماسة إلى أنابيب للحوار بين قوى المعارضة، وهذا يتطلب رشداً سياسياً من جانب الحكومة والمعارضة معاً.. بروف غندور قدّم نقداً ذاتياً لحزبه عندما اعترف بكونه لم ينزل إلى المواطن بما يكفي. في ما يلي نص الحوار:
{ الحكومة تأخذ حقّها عيناً من البترول علماً بأنّ الوسطاء الوسطاء قدّموا خيارات؛ بأن تدفع حكومة الجنوب أموالاً محدّدة حتى يتم الاتفاق ، لكنّها - كما تفضّلتم - حاولت أن تقدم مبالغ ضئيلة جداً.. هل لنا أن نعرف هذه المبالغ؟
- لا أستطيع أن أعطي الأرقام هنا. القضية فما زالت محل تفاوض، فحكومة الجنوب تريد أن تأخذ الكيكة كاملة وتحتفظ بها وهذه حقوقنا ولن نستجديها، فالمواطن ينتظرها تعليماً وصحّة وخدمات وغيرها.
{ يمكن لحكومة الجنوب كما تهدّد الآن أن تأتي بشركات تبني لها خطّاً للتصدير عوضاً عن أنابيب السودان، وعبر اتفاق يغنيها عن هذه المعاملة..!! وقتها ماذا ستفعلون؟
- هم حاولوا قبل ذلك وجاءتهم نصائح بغير ذلك، ولكن فلنقل بأنهم سيفعلون ويستطيعون، فلِمَ يجعلنا هذا نتنازل عن حقوقنا؟! القضية ليست خسارة فقط، بل إنّها موازنة بين حقوقنا القانونيّة والاقتصاديّة، وبين ما يحاول البعض أن يفرضه علينا. القضية أنّ حكومة الجنوب وبعض من يقفون خلفها، يعتقدون بأنّ الفجوة الاقتصاديّة ستكون كبيرة ومدمّرة، وقد ربطوا ذلك في السابق بحرب العملات، ليفاجِئوا السودان بعملة جديدة، ويصبح الجنيه السوداني بلا قيمة..!! فشلت هذه الحيلة. والأزمة الاقتصادية مع ضغوط حربيّة وعسكريّة في جنوب كردفان بدأوها والنيل الأزرق التي دبّروها، ودعم حركات دارفور، وفي الأثناء يُمكن أن يطبّقوا الحصار على السودان فتسقط حكومته.. القضيّة كانت خطّة اقتصادية عسكرية مشتركة، الإقتصادية لم تأتِ كما يشتهون، وفشلت العسكريّة تماماً، وبالتالي هم يفكّرون في سيناريوهات جديدة، لجأوا للمجتمع الدولي عبر مجلس الأمن لاتخاذ قرارات في (أبيي) نعتقد بأنّها مجحفة، لأنّ من يقف في طريق ترسيم اتفاقية (أديس أبابا) المؤقّتة حول (أبيي) هي حكومة الجنوب، التي تحاول أن تفرض علينا أسماء ومسمّيات بعينها، وحاولوا أن يضغطوا عبر المنظمات الإنسانية، ورأينا كيف أن (66) منظمة وقّعت ضغطاً على حكومة السودان بفرض منظمات إنسانيّة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وقد جرّبناها في دارفور من قبل، ورأينا ماذا فعلت، وهذا مكتوب وموثق..!! وبالتالي هي خطّة لاستهداف السودان بأكمله، والمضيّ قدماً في تقسيمه، وهذا فشل، لكن القضيّة لو كانت اتفاقاً بين دولتين فهي ليست صعبة، (فكفكة) الملفات وجعل كل ملف قائماً بذاته، لا علاقة بين (أبيي) وبين أيّ ملف آخر، هم يعتقدون بأنّ الضغوط على السودان ستجعله يتنازل عن قضايا مثل (أبيي)، ولكنهم مخطئون.
{ القرار الأمريكي بمدّ الجنوب بالسلاح ألا يقلقكم؟
- الأمريكان دعموا الجنوب من قبل، وظلّوا يدعمونه، والمعروف أن دولة الجنوب مولود شرعي لحكومة الولايات المتحدة الأمريكيّة، بدعم من الاتحاد الأوروبي وإسرائيل التي دعمت وموّلت بالسلاح. هذا معروف ولا ينكره أيّ شخص، وذكره سلفاكير، لكنّ الخطأ الذي ترتكبه الولايات المتحدة الأمريكية بدعمها بالسلاح للجنوب واضح أنّها لم تقرأه قراءة صحيحة، فتوجّهات حكومة الجنوب عدوانيّة مع جيرانها، ولن يقتصر العداء على السودان فقط، بل سوف يمتدّ إلى آخرين، وهنالك نقاط خلاف كثيرة بين حكومة الجنوب وكل من كينيا ويوغندا، وتداخلات في الحدود مع أفريقيا الوسطى، وبالتالي هذا السلاح سيغيّر من موازين القوى من خلال توجّهات نعلمها، فهو خطأ، وقد يحدث سباق تسلّح في المنطقة، خاصة السودان وجنوبه، فالسودان لن يقف مكتوف الأيدي في الدفاع عن نفسه، ومحاولات خلخلة الأمن في السودان ستدفع ثمنها دول المنطقة، والدول الكبرى، فالسودان يجاور العديد من الدول المليئة بالمشاكل في شرق وغرب أفريقيا وفي القرن الأفريقي وفي تدخلات البحر الأحمر ومياه النيل وغيرها، وهذا سيجعل آخرين ينتفضون للدفاع عن مشاكلهم. لو كانت لدى أمريكا حكومة راشدة لدعمت الجنوب في بناء بنيته التحتيّة التي يحتاجها المواطن، لا بالسلاح.
{ الأوضاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق، هل من جديد؟
- حركات التمرّد محصورة في أماكن بعينها، وهي في الحدود مع دولة الجنوب والتي توفّر الدعم المالي والبشري والعسكري، ولكنها انحصرت تماماً داخل أثيوبيا التي منعت أي حراك عسكري ضد السودان.
{ وهل أنتم مستعدون للتعامل مع التهديدات المبذولة من قبل تحالف كاودا؟
- أي تحالف عسكريّ - أيّاً كان - يجب أن تتحسّب الدولة بكامل قدراتها له. لا أعتقد أن هذا التحالف يُمكن أن يَمتلك من القرارات ما يهدّد الخرطوم، لكن قطعاً سيجعل كثيراً من الموارد تذهب للدفاع عن السودان والمحافظة عليه في وقت السودان فيه أحوج لأيّ إنفاق، وهذا جزء من التآمر على السودان.
{ بعد عام من الاستفتاء، ماذا يحسب للخرطوم وماذا يحسب عليها؟
- أكبر خسارة نندم عليها هو أننا لم نحسم كلّ الملفات قبل الاستفتاء، ولأننا أحسنّا الظنّ في من لا يستحق؛ الحركة الشعبية وحكومة الجنوب، وبالتالي هذه واحدة من أخطائنا، فهي حكومة عدائية، وتمثّل مخلب قط لدوائر معادية في المنطقة لا تريد أمناً ولا سلاما، ومن الواضح أن هذه الحكومة انتفخت بإقامة دولة، وفكّرت في أنّها تستطيع أن تتمدّد في كل اتجاه، وأنّها يمكنها أن تبدأ بالخرطوم..!!
{ حسناً. نعرج إلى المسألة الدارفوريّة.. هناك تعيينات جديدة لولاة وفق تقسيم جديد، ألا يعني ذلك أنّكم قطعتم الطريق للاتّفاق مع باقي الحركات؟
- اتفاقية الدوحة فتحت مجالاً لمن يريد أن ينضمّ محدّداً بزمن، وتعيين الولاة بهذه الطريقة متّفق عليه مع حركة التحرير والعدالة، وهو أحد قرارات مؤتمر كنانة حول دارفور، وبالتالي هو فقط كان ينتظر إكمال الدوحة وليس العكس.
{ وآفاق العملية السلميّة كيف ترونها؟
- حتى قبل وقت قليل نسير في مسيرة السلام، والتقيت قبل أيام بالدكتور التيجاني سيسي، وهو متفائل جدّاً بعد أن زار كل مناطق دارفور وكل المعسكرات، ونحن متفائلون كما هو متفائل.
{ وماذا عن تهديدات العدل والمساواة بعد مقتل زعيمها؟
- التهديدات لم تتوقف يوماً من الأيام حتّى قبل مقتل خليل، وبالتالي لن تتوقّف طالما ظلّت الحركة تحمل السلاح، ولكن أتمنى أن يحكّموا العقل بحيث ينظرون إلى مصلحة السودان ومصلحة دارفور.
{ توقعاتك للعدل والمساواة بعد مقتل خليل؟
- انشقاقاتها بدأت.. هنالك مجموعة انشقّت، وهنالك ربما مجموعات أُخرى سوف تنشقّ، ولكني أتوقّع أن تجنح الحركة أيضاً نحو السلام إذا درست الأمر دراسة متأنّية. أعرف من سيتولون أمرها، وأعرف الأخ جبريل إبراهيم أنّهم يفكرون بعقلانية أكثر من ذي قبل. في المقابل فإنّ قواتنا المسلحة ظلّت تؤكد على قدرتها في حسم أي ملف أمني.
{ من وقت لآخر هناك أخبار بأن إسرائيل قصفت شرق السودان، ما موقفكم من هذه الهجمات؟
- إسرائيل تصنّف السودان دائماً كأحد أعدائها، وبالتالي ليس مستغرباً أن تقوم بذلك، فقد ظلّت في جميع وثائقها تؤكّد على أن السودان دولة عدو، ويمكن أن تضيف إلى الأمة العربية، وتأكّدت في حرب 67 أن السودان عمق عربي ويمثل احتياطياً كبيراً للأمة العربية؛ مساحة وقدرات وموارد وبالتالي يحاولون...
{ هم ينطلقون من أنّ السودان يهرّب أسلحة إلى غزة؟
- في العالم الذي تغطّيه الأقمار الصناعية ليس صعباً أن تُثبت أيّ جهة أنّ هنالك مثل هذا الاتهام، وعليهم أن يقدّموا ما يثبت ذلك للجهات الدولية، ولكنه تعدٍّ فقط، ومحاولة لحلحلة الأمن في السودان.
{ وما دور السودان في الحفاظ على أرضه؟ هل هو استسلام؟
- ليس استسلاماً. الجهات المعنية تدرس ذلك بعناية.
{ كيف كان تعليقكم على الاحتجاج الأمريكي على زيارة الرئيس البشير الأخيرة لطرابلس؟
- هذا أمرٌ غريب..!! الرئيس ظلّ يزور دولاً كثيرة في المنطقة العربية والأفريقية، ولن نسمع احتجاجاً أمريكيّاً..!! من الواضح أنّ الولايات المتحدة تريد أن تضع ليبيا الثائرة الجديدة تحت وصايتها، ولا أعتقد أن ليبيا يمكن أن تضحي بعلاقاتها مع السودان من أجل عيون المتحدثة باسم البيت الأبيض.
{ في الشأن المعارضي، يلمّح البعض أنّ الحكومة انزعجت من الصلح الذي تمّ مؤخّراً بين الترابي والصادق المهدي؟
- كانوا مع بعضهم ولم يكن هناك إزعاج لنا، أنا شخصياً أتمنّى أن تكون المعارضة قويّة، وأن تكون الأحزاب السودانية مجتمعة ومتوافقة، وأن يكون هناك مثال لمعارضة راشدة، لأنّ ذلك يقوّي الحكومة، ونتمنى أن تكون المصالحة حقيقية بين قطبي المعارضة، لكن واضح أن الخلاف منهجي بين المؤتمر الشعبي وحزب الأمة، فالأوّل يريد تغيير النظام بأيّ ثمن، والثاني يريد لكن بوسائل مدنية، المعارضة إذا أرادت التغيير فعليها أن تنتظر الانتخابات، أو تسعى لتعديل الدستور، ولكنّهم آخذين في الحسبان الربيع العربي، عليهم أن يعتبروا الفترة القادمة فترة بناء لأحزابهم قبل الانتخابات، فهم ضيّعوا من قبل الفترة من 2005 حتى 2010 ليتحسّروا بعد ذلك على ضياع الانتخابات منهم..!!عليهم التوجّه إلى الشعب عبر صناديق الانتخاب ليختار بينهم وبين المؤتمر الوطني. أعتقد أن الخلاف بين الترابي والمهدي سوف يتجدد، ولو كنت مكانهم لأسست لمعارضة راشدة تنظر في إخفاقات الحكومة لمخاطبة المواطن، بدلاً من التفكير في التغيير الذي لا يستطيعون تحقيقه.
{ زيارة وزير الخارجية المصري للخرطوم بعد جولة له في دول حوض النيل.. ما تعليقك على هذه الزيارة؟
- الزيارات بين البلدين لم تتوقّف، خاصّة وأنّ مصير البلدين مشترك، ولا بدّ من التنسيق المستمر في كلّ القضايا الدوليّة والإقليميّة والمشتركة، ومصيرهما يجب أن يكون تكاملاً إن لم يكن وحدة، ووجود مستجدات جديدة بوجود دولة جديدة في جنوب السودان يستوجب التنسيق، فالاتفاق بين دول حوض النيل ليس صعباً، إذا تم الابتعاد عن الأجندات الخارجية، تل أبيب تحاول أن تستخدم حكومة الجنوب في قضايا عدوانيّة ضدّ السودان والمنطقة العربيّة، ولا أعتقد أنها سوف تنجح، فحكومة الجنوب لا تملك من الملفات في قضايا مياه النيل، والتي تأتي غالبها من منطقة الكونغو ومرتفعاتها، وقضية المستنقعات في جنوب السودان إذا أرادت حكومة جوبا أن تستفيد منها فلمصر والسودان حقّ في ذلك، والجنوب ليس دولة منبع، فمياه النيل غالبها من النيل الأزرق وأثيوبيا، وهنالك حكومة متفهّمة تماماً لحساسية القضيّة، وتحرص على علاقات مع دول الحوض، وبالتالي الاتفاق في حوض النيل ليس صعباً.
{ كانت هنالك مبادرة أعلنتها مصر لتقريب وجهات النظر بين السودان وجنوبه.. هل قبلتم بهذه الوساطة المصرية؟
- نحن نفصل بين أمرين؛ القضايا العالقة التي يتوسّط فيها الاتحاد الأفريقي، والعلاقات بين البلدين كجارين مستقرين، والأخيرة جهود الوسطاء والأشقاء فيها لم تكن مرفوضة، لكن القضايا الثنائية أو ما يسمى بقضايا مبادئ الاستفتاء هي قضايا تتولاها لجنة معنيّة بذلك وتعرف تفاصيلها.
{ وماذا عن الملف الشائك بين البلدين.. هل ناقشتم مع المصريين موضوع حلايب بعد الثورة؟
- نعم ناقشنا حلايب مع مصر بعد الثورة ولكن دون تفاصيل، على اعتبار أننا نقدّر كاملاً أن مصر الآن في مرحلة انتقالية، وهذه المراحل في الغالب لا تحسب فيها الملفات العالقة، نتمنّى من مصر الجديدة أن تدرس قضية حلايب كقضية يمكن أن تؤثّر على علاقات الأجيال بين البلدين، وبالتالي نتمنّى أن يتم الاتفاق على أحد الخيارات المطروحة في حلايب، لأنّه لا يمكن أن تحلّ كل قضايا مصر حتى مع إسرائيل في طابا، وتظل حلايب..!! القضية بالنسبة لنا حلايب سودانية لا جدال في ذلك، ولكنّنا لا نريد أن نجعلها ولن نجعلها قضية يمكن أن تعكّر صفو العلاقات، وسوف تحل في إطار قضايا خلافية. مصر تتعامل مع حلايب بالأمر الواقع وهي سياسة غير مساعدة في الحل، القيادة السودانية سوف ترفع هذه الملاحظات للقيادة المصرية الجديدة، وليس هنالك أيّ مجال لتعكير صفو العلاقة.
{ هل يمكن أن نسمع منك تفاصيل أكثر عن حادثة التعدي عليك في دار حزب الأمّة؟
- هذه واقعة للأسف كانت مدبّرة، ولن أشير إلى الجهات التي دبرتها، هي كانت داخل دار حزب الأمّة، ولكن من خلفها ليسوا من الأمّة، وهناك لجنة من الأمّة للتحقيق فيها، الحمد لله لم أصب بأيّ أذى، أكملت كلمتي كاملة، وأرسلت رسالة واضحة. أنا من أكثر المشاركين مع كل أحزاب المعارضة في الحوار، ومن أفضل ما أنتجته هذه الحادثة أنّ كل الإعلام - باستثناء صحفي واحد - انتقدها، وجرّدوها من كلّ وسائل العمل السياسي والأخلاقي، وبالتالي السّابقة ستكون نقطة تحوّل في محاولات تعامل بعض السياسيين الذين يحاولون النيل منهم بكل الوسائل، وأعتقد بأنّها لن تتكرر، وأقول للذين بدأوها؛ إذا كنتم عشرات في داخل الدار ترفضون النظام، فهنالك الملايين بالخارج يختلفون معكم، ومن الصعب جدّاً أن تحرّك مجموعة محدودة للإساءة بالسياسيين في ندوة، رغم أنها كانت مجموعة مدبّرة ومنظمة، وهذه الحادثة لم تحدث لسياسيي المؤتمر الوطني فقط، فقد حدثت للترابي والمهدي من قبل، والجديد فيها أنّ الإعلام أدانها بصورة غير مسبوقة، فقد حسبت أكثر من (44) مقالاً حول هذه الواقعة، والكلّ أدانها، وبالتالي هي رسالة بأنه ليس في صالح أحد تكرار مثل هذه الأحداث.
{ كلمة أخيرة بروفيسور غندور؟
- أنا متفائل وأتوقع استقراراً اقتصادياً وسياسياً، وهذا يتطلب رشداً سياسياً جانب منه في الحكومة والآخر في المعارضة، نحتاج أن نفتح أنابيب للحوار والتواصل بين قوى المجتمع السياسي السوداني، فهو واعٍ جداً، ولذلك كل محاولات جرجرته من أجل أن يأتي بناس في الحكم لن تنجح، لكن الشعب إذا أراد التغيير يستطيع، ولكن معطيات التغيير إلى الآن غير موجودة لا في قضية الواقع ولا في البدائل.. ولذلك فأنا متفائل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.