(لسانك حصانك إن صنته صانك) مثل من المعادن الأصيلة.. وعدم توخي الحذر يوقع بالطبع في زلة اللسان.. والشخص الملسن يتحاشاه الناس.. وقيل: (يا داير علي تتلسن/ وديني دروبن الاتقسّن) مثل الزول اللسانو فلقة.. أي سليط.. وكنا في زماننا نشتري فقط الأحذية أم لسان.. ويطلق على التمساح سيد اللسان. ولسان الطير نوع مثل السكسكانية. وإن كان لسان الطير عند الشاعرة شغبة هو الرمح أو كما ذكرت: (لاك مضروب بلسان الطير). وأبو لسان مرض يصيب الغنم.. وهفوات اللسان لا يعادلها إلا (لفخ) بعض الحيوانات ونعني التي (ترفس). وفي ذلك قال الرباطابي: (الدحيشة يا ناس حلاتا /لا لفاخة لا فنجاطة). وزلات اللسان أكثرها عند الساسة، سواء تمثلت في اللقاءات الجماهيرية أو في الحوارات مع أجهزة الإعلام المختلفة أو الأحاديث الجانبية.. إذ تكشف وجهات النظر وتفضح النوايا. ولعله غير بعيد ما قاله الرئيس الفرنسي ساركوزي للرئيس أوباما في قمة بمدينة (كان) الفرنسية: (لا يمكنني تحمل نتنياهو.. إنه كذاب). فرد أوباما: (أنت سئمت منه، لكنني مضطر للتعامل معه ربما أكثر منك). ولفح الصحفيون تلك العبارات حينما استمعوا إليها فعم الخبر إسرائيل. ورئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني قبل تركه منصبه تحدث عن حال اقتصاد إيطاليا ذاكراً: (إن إيطاليا بلد مزدهر.. نرى في كل مناسبة أن الاستهلاك لم ينخفض.. والمطاعم شاغرة بالناس!!). أما الرئيس الأمريكي السابق بوش اعتاد زلات اللسان حتى خصص له موقع على شبكة الإنترنت أطلق عليه (البوشيزم).. ومن هفواته أنه حينما استقبل ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية في إحدى زياراتها إلى أمريكا. قال بوش: (إن الملكة تناولت العشاء مع عشرة رؤساء أمريكيين وأسهمت في الاحتفال بمرور 200 عام على تأسيس أمريكا عام 1700!!) فرمقته الملكة بنظرة حادة غاضبة. ونهدي فكرة إعداد كتاب عن زلات سياسيينا منذ الاستقلال وحتى الآن.. ونطمئن المعد بأنه سوف يجد مادة خصبة ودسمة ونضمن له نجاح التوزيع.. فمن يبادر؟! { متفرقات.. مفارقات: هل نحتاج إلى تقرير من مؤسسات عالمية يجيء فيه أن مواطنينا أصبحوا أكثر قلقاً على الاستقرارالسياسي والحكومة الجديدة متخمة بوزرائها ومستشاريها وولاتها ومعتمديها؟ فالحكومة الجديدة (بطنها السياسية غريقة) وعندها (ضهر).. والمواطن انهد حيله من الضرب على بطنه.. لأن الحكومة (ترش) عليه فقط (بطين صيف) أي رذاذ صيفي خفيف. لتخفيف ما يسمى أعباء المعيشة مثل مواقع البيع المخفض والتي سل عليها معتمد الخرطوم سيفه. وفي ذلك المعنى قال ود تميم (يا مولاي سألتك مدحي ينزل كيف/ وبال الخريف مو رش بطين الصيف). حكومة (بطينية) في مفاصلها وشعبها (متقشف).. وليتها كانت مثل (بطيني) الحمري الذي قال: (وقت الصيف توقف البطيني بسوق)، أو كما قال ود شوراني: (شال برق البطين رقصن دبابو ورشوا). في زعمنا حكومة جديدة.. يعني تغيير.. يعني إسقاط أي سياسات منحرفة كانت مطبقة أدت إلى إفقار ملايين المواطنين.. يعني تغيير من أهدروا الثروة القومية. ما يقلق المواطن أكثر الانفلات القيمي وإن لم يصبح (ظاهرة) حتى الآن. حكومتنا محتاجة تدخل مستوصف (للتخسيس) حتى يصبح (ضميرا) رقيق مثلما قال البطحاني (رقّ ضميرو ود صهبات عمارة أم تف). وحتى نردد مع المحلق: (يا أم ضمير أهلك جفوني).