فى عددها الصادر أمس أفردت مجلة تايم الأمريكية مقالا عن اسرة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الذي يواجه منذ مارس الماضي ثورة شعبية رافضة لنظامه سقط خلالها قتلى يعدون بالألوف، وجاء عن السيدة أنيسة مخلوف أرملة الرئيس الراحل حافظ الأسد ووالدة الرئيس بشار أنها لا تزال تحظى بنفوذ كبير داخل النظام وأنها من أسرة علوية معروفة، وكان من النادر أن تظهر السيدة أنيسة في اللقاءات والمناسبات العامة إلي جانب زوجها الرئيس حافظ الأسد وكان آخر ظهور لها في أحد المؤتمرات النسائية العربية بالعاصمة دمشق لكنها لا تزال تعتبر في رأي كثيرين أنها هي - وليس أسماء زوجة ابنها الرئيس بشار - السيدة الأولى. وقال أحد المعارضين السوريين: إننا نسمع كثيرا من القصص عن تأثيرها على ابنها الرئيس بشار وأنها أقنعته بأن ما يحدث الآن في سوريا هو نفس ما حدث في الثمانينات عندما قمع النظام تظاهرات واحتجاجات الإخوان المسلمين وأن عليه أن يستخدم القوة مثل ما فعل والده الرئيس حافظ الأسد من قبل. وعن ماهر الشقيق الأصغر للرئيس بشار قالت مجلة تايم إنه يعتبر أقوى رجل في سوريا وهو قائد الحرس الجمهوري المكلف بحماية النظام في دمشق وهو قائد الفرقة الرابعة التي قمعت بكل القسوة الاحتجاجات التي حدثت في الجنوب في مستهل الثورة الشعبية ولذلك لقب بجزار درعا، وقالت عنه جريدة ذي تيليجراف اللندنية إنه أكثر شخص يخافه المواطنون في سوريا وقد أوردت الأممالمتحدة اسم ماهر الأسد وصهره عساف شوكت ضمن المشتبه فيهم في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري . وعن السيدة أسماء زوجة الرئيس بشار قالت المجلة إنها ولدت في بريطانيا وتخرجت في كلية كنج بلندن وعملت بأحد البنوك وتزوجت الرئيس بشار عام 2000م وهي مسلمة سنية أي أنها تنتمي للطائفة الأكبر بينما ينتمي الرئيس بشار إلى الأقلية العلوية وقد نظر إلى هذا الزواج علي أنه تجسيد للتعايش الديني في البلاد، وفي وقت ما كانت أسماء الأسد تدعو للإصلاح وحقوق الإنسان، وكان آخر ظهور علني لها أوائل الشهر الماضي وهي إلى جانب زوجها وهو يحيي ويخاطب مواطنيه، ولا أحد يعرف حجم نفوذها لكن الأغلبية تري أنها أقل نفوذا وتأثيرا من والدة الرئيس السيدة أنيسة ويقال إن شقيقة الرئيس تكرهها . وعن شقيقة الرئيس الكبري واسمها بشرى قالت المجلة الأمريكية إنها كانت تحظى بإهتمام والدها الرئيس حافظ الأسد وأنها تزوجت عام 1995م عساف شوكت وأنها تمارس نفوذها من وراء الستار وأنها كثيرا ما انتقدت أسماء زوجة شقيقها الرئيس بشار علي ظهورها المتكرر في أجهزة الإعلام . وعن رامي مخلوف ابن خال الرئيس قالت المجلة إنه أحد أغنى السوريين وقدرت إحدى الصحف ثروته بستين في المائة من الاقتصاد السوري ويقولون إنه لا أحد يستطيع أن يستثمر في سوريا دون موافقته، وقد علقت به تهم الفساد والمحسوبية ويتولى شقيقه حافظ رئاسة جهاز المخابرات . وبعد، لقد كانت الأسر الحاكمة في الماضي هي الأسر الملكية، وبعد صدام والأسد الأب ومبارك والقذافي أصبحت بعض أسر الرؤساء أسرا حاكمة، وهي انتكاسة حقيقية للفكرة الجمهورية في العالم العربي . { تنويه: جاء في هذا العمود أمس أن القدر الأكبر من الإنجازات تحقق في النظم والعهود الديمقراطية والصحيح أنه تحقق في العهود الديكتاتورية، مع ملاحظة أننا نتحدث عن العالم الثالث.