في ستينات وسبعينات القرن الماضي وفي ما بعد هذين العقدين انتشر في العائلات العربية وتلك الناطقة باللغة العربية اسم نزار وكان أشهر نزار في ذلك الوقت هو الشاعر الناثر العربي السوري الموهوب نزار قباني والأرجح أن أولئك الآباء في الستينات والسبعينات وما بعدهما أطلقوا اسم نزار على أبنائهم بسبب الشهرة التي حظي بها الاسم وكان الفضل في ذلك يرجع إلى الشاعر نزار وبسبب جمال الاسم . وربما كان كثير من أولئك الآباء لم يقرأوا بيتاً واحداً من شعره وربما أنهم أصلاً لا يحفلون بالشعر والشعراء لكنهم وجدوا أمامهم اسماً شهيراً جميلاً فأطلقوه على أبنائهم. وكان الشاعر نزار قباني في الستينات والسبعينات في ذروة تألقه وأصبح نجماً ساطعاً يتبوأ مقعده إلى جانب كبار النجوم في العالم العربي وكانت دواوينه تنفد من المكتبات وكان كثير من المثقفين والمتعلمين العرب يحفظون أشعاره وكان المحبون يحفلون بهذه الأشعار أكثر وكان الشاعر بعد هزيمة يونيو 1967م ينظم ويكتب إلى جانب الحب عن السياسة والحرب والمقاومة الفلسطينية والهموم والقضايا العربية الكبرى وأصبح اسم نزار في كثير من الأقطار العربية ومنها السودان اسماً متداولاً مفضلاً في كثير من البيوت والعائلات وكما قلنا فقد كان لشهرة نزار قباني ونجوميته دور في ذلك بدليل أننا لا نجد سودانياً من مواليد الأربعينات مثلاً وربما الخمسينات حمل اسم نزار . وفي الخمسينات حققت بعض الأسماء هنا في السودان قدراً من الانتشار والذيوع ومنها أسماء نجيب وجمال وأزهري. وكان نجيب الأصلي الذي أطلق الآباء اسمه على أبنائهم إعجاباً وتوقاً إلى أن يحققوا مجداً مثل أو قريباً من الذي حققه نجيب سيد الاسم هو اللواء أركانحرب محمد نجيب الضابط الشجاع المحترم الذي قبل باختيار الضباط الأحرار له رئيساً لمجلس قيادة الثورة وكان لهذا الاختيار دور لا ينكر في القبول الشعبي الذي وجده الانقلاب العسكري في مصر يوم 23 يوليو 1952م . وكان جمال الذى سمى عليه الآباء أبناءهم في ذلك الوقت من الخمسينات هو المقدم جمال عبدالناصر قائد ومؤسس تنظيم الضباط الأحرار الذي نفذ الانقلاب الشهير وكان نائباً للواء نجيب ثم أقصاه من الحكم عام 1954م وأصبح هو الرئيس وكان أشهر وأكثر الرؤساء العرب شعبية وتوفي في سبتمبر 1970م ورثاه الشاعر نزار قباني بأربع قصائد . وأطلق بعض الآباء في الخمسينات اسم أزهري على أبنائهم تيمناً بالزعيم إسماعيل الأزهري رئيس الحزب الوطني الاتحادي الذي اكتسح انتخابات 1953م وشكل الحكومة الوطنية الأولى وقد تزعم عملية الاستقلال بكل الاقتدار ثم أصبح رئيساً لمجلس السيادة بعد انتخابات 1965م وظل في موقعه حتى مايو 69 وقد سجنه المايويون ومات في نفس العام وكان ولا يزال يحظى بتقدير واحترام شعبه فهو بطل الاستقلال . وفي السبعينات حقق اسمان آخران كثيراً من الشهرة وقد أطلقهما الآباء على أبنائهم وهما اسما نميري والقذافي ونعتقد أن كثيراً ممن حملوا هذا الاسم الأخير ندموا على ذلك فقد كانت سمعة القذافي تتحول مع الأيام من سيئة إلى سيئة جداً إلى أن كانت نهايته الفظيعة المقززة التى انتهاها العام الماضي . ولم يندم أحد قط على أنه حمل اسم نميري رغم الأكاذيب والافتراءات التي تعرض لها بعد الإطاحة به في أبريل 1985م وقد عاد إلى وطنه معززاً مكرماً عام 1999م بعد أربعة عشر عاماً أمضاها منفياً بالقاهرة وعاش العقد الأخير من عمره في أم درمان وسط احترام وتقدير الشعب العظيم.