الشاعر الدبلوماسي محمد المكي إبراهيم شاعر سوداني ولد بمدينة الأبيض وتلقى تعليمه الأساسي بها والثانوي بخورطقت، وتخرَّج في جامعة الخرطوم بكلية القانون والتحق بوزارة الخارجية عام 1966م وظل يعمل بها طيلة ثلاثين عاماً إلى أن استقال في عام 1989م وتوجه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية مواصلاً إبداعه الأدبي فيها، وله أربعة دواوين هي أمتي 1968م، بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت 1972م، يخبئني البستان 1984م وفي خباء العامرية 1988م. ويقول النُّقاد إن محمد المكي تميزت أشعاره بالصدق والوضوح الذي يجمع بينهما خط فكري واحد وهو قناعته بأن إنسان السودان (أفرو عربي) وهو أحد أعمدة مدرسة الغابة والصحراء تلك المدرسة الشعرية التي قدمت أفذاذ المفردة الشعرية في السودان. ومن روائع محمد المكي إبراهيم قصيدته التي تشبب بها كل جيل الستينيات والسعبنيات (بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت) ويكاد يحفظها كل واحد منهم وفي جوفها تكمن (الأفروعربية) مؤسسة لهوية سودانية خالصة وقد لحنها وتغنى بها المطرب أبو عركي البخيت، ولأنها من فاكهة الشعر السوداني، نقدمها للقارئ الكريم كاملة ويقول فيها حامل لواء العشق السوداني محمد المكي إبراهيم: الله يا خلاسيه يا حانةٌ مفروشةٌ بالرمل يا مكحولة العينين يا مجدولة من شعر أغنية يا وردة باللون مسقيّه بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت يا مملوءة الساقين أطفالا خلاسيين يا بعض زنجيّه يا بعض عربيّه وبعض أقوالى أمام الله *** من اشتَرَاكِ اشترى فوح القرنفل من أنفاس أمسيه أو السواحل من خصر الجزيرة أو خصر الجزيرة من موج المحيط وأحضان الصباحيّه من اشتراك اشترى للجرح غمداً وللأحزان مرثيه من اشتراك اشترى مني ومنك تواريخ البكاء وأجيال العبوديه من اشتراك اشترانى يا خلاسيه فهل أنا بائع وجهي وأقوالى أمام الله *** فليسألوا عنك أفواف النخيل رأت رملاً كرملك مغسولاً ومسقياً وليسألوا عنك أحضان الخليج متى ببعض حسنك أغرى الحلم حوريه وليسألوا عنك أفواج الغزاة رأت نطحاً كنطحك والأيام مهديه *** ليسألوا فستروى كلُ قمريه شيئاً من الشعر عن نهديك في الأسحار وليسألوا فيقول السيفُ والأسفار. *** يا برتقالة قالوا يشربونك حتى لا يعود بأحشاء الدفاق رحيق ويهتكون الحمى حتى تقوم لأنواع الفواحش سوق والآن راجوا فظلّ الدن والإبريق ظلت دواليك تعطى والكؤوس تدار *** هزّى إليك بجذع النبع واغتسلى من حزن ماضيك في الرؤيا وفي الإصرار هزّي إليك فأبراج القلاع تفيق النحل طاف المراعى وأهداك السلام الرحيق الشرق الأحمر والنعمى عليك إزار نجرى ويمشون للخلف حتى نكمل المشوار *** طاف الكرى بعيون العاشقيك فعادوا منك بالأحلام ما للعراجين تطْواح وليس لأطيار الخليج بغام النبعُ أغفى وكلّ الكائنات نيام إلا أنا والشّذى ورماح الحارسيك قيام. *** متى تجاوزتهم وثباً إليك أجئ شعري بليل وحُضني بالورود ملئ فلتتركي الباب مفتوحا وحظى في الفراش دفئ ولتلبسي لى غلالات الشذى وغناء النبع والأشجار فلي حديث طويل يا برتقاله ساعات اللقاء قصار تأمليني في الصباح أطلْ البحر ساجٍ وتحفافُ النخيل غزل وبركة القصر بالنيلوفر ازدحمت والنحل أشبع كاسات الزهور قبل وانني الآن أزهى ما أكون وأصبى من صباي ومكسياً من النور الجديد إزار تأمليني فإن الجزر أوشك - إنى ذاهب- ومع المدّ الجديد سآتي هل عرفتيني؟ في الريح والموج في النوء القوى وفي موتي وبعثي سأتي فقولي قد عرفتيني وقد نقشت تقاطيعي وتكويني في الصخر والرمل ما بين النراجين وإني صرت في لوح الهوى تذكار والآن *** لا شابعاً من طيب لحمك فأوعديني أن ستدعوني إلى فراشك ليلا آخر وتطيليه عليّ بشعرك في زندي *** ولونك في لوني وتكويني فنيتُ فيك فضميني إلى قبور الزهور الاستوائيه إلى البكاء وأجيال العبوديه ضُمّي رفاتي ولفّيني بزندك ما أحلى عبيرك ما أقواك عاريةً وزنجيه وبعض أقوالي أمام الله. خروج أول: وزير الثقافة السموأل خلف الله فك عقدة التشكيل وعلى حيدر إدريس ورفاقه أن يعيدوا تزيين جدران السودان باللوحات الملهمة للوطنية بعد أن أصبحت انتماءات محصورة في ناديي الهلال والمريخ لا غيرهما. خروج أخير: منظمة ثقافية تحمل اسم موقعة حربية شهيرة في السودان صادقت لها الجهات المسؤولة للعمل في مجال الثقافة ولكنها بدأت في استجداء التبرعات بصورة عشوائية وتقبل حتى جنيه واحد دون إيصال أو أي مستند ونسيت أن فبراير 2012 به (29) يوماً لأن السنة كبيسة، ولكنها طبعت أجندة فيها آخر يوم هو 28 فبراير ورغم ذلك هي منظمة ثقافية والرسالة موجهة إلى المستشارة مسجل عام الجامعات الثقافية الأستاذة ماريا علي سعيد.