وجد السودانيون - ككثير من الجنسيات - طريقهم إلى الهجرة منذ زمن بعيد، ولم تقف عند بلد معين وإن تركزت أكثر في أقطار عربية تواجد بها السودانيون بأعداد مقدرة.. حتى أن أحياء بتلك الأقطار صارت تُعرف وتسمى بناء على التواجد السوداني الكثيف بها، كما تنتشر - بالضرورة - المحلات والأماكن التي تحمل أسماء ذات علاقة، مثل (المطعم السوداني) بإمارة دبي في دولة الإمارات الذي تجولنا فيه بين مواطنين يستلذون بوجبات بطعم ورائحة الوطن..! { اتفضل يا (زول)..! مطعم وكافتيريا باب المندب، أو المطعم السوداني كما يحلو لرواده تسميته، يتجه إليه اغلب المقيمين أو الزائرين للإمارة ليجدوا كل ما يشتهون من الطعام السوداني بدءاً من العصيدة والكسرة وحتى الفول والكمونية ووجبات قد لا توقع الزائر وجودها هناك.. ويجمع المطعم بين السودانيين والصوماليين حيث يوجد تشابه كبير بين الشعبين في كثير من الأشياء، وقد لا يستطيع أحد أن يفرق بين المتواجدين إلا باللهجة.. والعامل بالمطعم شاب من دولة اليمن الشقيقة محب للشعب السوداني الذي عايش كثيراً من أفراده بالمطعم، وهو يرحب بالزائر مع دخوله بعبارة بشوشة: (اتفضل يازول تاكل شنو)؟ وبعدها يبدأ يعدد الأصناف الموجودة.. { كتشينة وصياح..! بالإضافة إلى الوجبات السودانية بالمطعم، هناك أيضاً مساحة أمام باحته يتسلى فيها الشباب ب (الكتشينة) و(الضمنه).. وتلتقط أذناك ذات الصياح السوداني المعهود أثناء اللعب.. فيما يتحلَّق آخرون ل (الونسة) السودانية الخالصة..! { سودانية كاملة الدسم..! في دردشة مع بعض رواد المطعم لاحظت (الأهرام اليوم) اكتمال (سودانية) مرتاديه كاملة الدسم..! تجد طريقة السلام الحميمة المصحوبة بالعناق والتربيت على الكتف بين المرتادين الذين لم تنزع الغربة منهم هويَّتهم، وهو الأمر الذي لاحظنا إعجاب الأجانب به.. وتلاحظ (العزومة) والكرم السوداني بالرغم من أن الدفع ب (الدرهم).. حتى بعض عاداتنا التي يتمنى الكثيرون التخلص منها ك (الحلف بالطلاق) توجد بالمطعم..! { تحايا وأمنيات رواد بالمطعم بعثوا بتحاياهم - عبر (الأهرام اليوم) - إلى كل السودانيين، متمنين لبلادهم التقدم والازدهار والرفعة.