رائعة هي تلكم اللفتات البارعة التي ينقشها أولئك المهاجرون عن ديارهم على كتف الغربة. جميل هو إحساسهم بالجميل لأناس جملوا فضاءات وجدانهم ولونوها بأروع الألوان. تحية التقدير والتجلة لأفراد الجالية السودانية «بعمان» وهم يكرمون الأستاذ محمد عبدالله محمد أبكر «محمدية»، ذلكم الرجل الذي وهب شبابه للفن والألق. كانت الاحتفائية تدور في فلك الجمال أسبوعاً كاملاً تخللته الكثير من الفقرات على رأسها الليلة الافتتاحية والليلة الختامية من السودانيين المقيمين ب«مسقط» خاصة وب«عمان» عامة، أحياها الشاعران الرائعان حاتم حسن الدابي وبشرى إبراهيم. أمسيات طربت لها عمان شبراً شبراً وداعبت فيها أصابع القصيد آذان السلطنة حتى كادت تلامس السماء. خصصت الجالية ثالث الأيام تكريماً للموسيقار القامة الأستاذ محمدية، الذي شنف آذان الحضور بمقطوعات أنّت لها آلات الموسيقى طرباً. احتفاءات وضعت بصمة على قلب الجالية السودانية لم يقلل من نبض الفرح فيها إلا مغادرة الأب الروحي للجالية السودانية بعمان بابكر النور. تخللت الأيام الكثير من المعارض وكان من ضمنها معرض الصناعات اليدوية لنساء سودانيات أقسمن على تفريغ لحظات فراغهن على جسد الإبداع فأخرجن الكثير من المعروضات التي سلبت عقول الحاضرين. لفت انتباهي تعليق الأستاذ بشرى إبراهيم على كرم الجالية السودانية الذي أكد عليه الأستاذ حاتم حسن الدابي بعبارة «والله كرماً خجلنا منو»، أما البشرى فقد كان كعادته كثير المرح وأجابني «ها زولة ها حرّم دي ما جالية دي قيامة عديل، ديل حاجزننا فطور، غداً، عشا، شاي مغرب من أول يوم لا اليوم التاسع، عليّ الطلاق شاهيهن الليل المغرب عندنا هناك بي تلاتة وجبات». دمت أيها الشعب السوداني رائعاً، حاملاً في ضيائك ما يزيدنا هيبة وفخراً ويبقى للسودانيين شيمة الكرم التي لا نشبه فيها أحداً ولا يستطيع تقليدها أحد. { خلف نافذة مغلقة: البنتفشربو تكيه للماعندو كان زح الجبل بركز بشيلو واسندو تمساح الخلا الكرب البلد بي زندو خاف من نترتو الفارس المجهز جندو