* يقول إعلان تحريضي نشرته الصحف: «على الأطباء الامتناع عن ملء إقرارات التقدير الذاتي لأن ضرائب الأطباء ووفقاً للقرار الصادر من السيد رئيس الجمهورية يتم تحصيلها عبر آلية اتفاقية المساهمة الوطنية وليس آلية التقدير الذاتي»! وحتى نحيل القارئ إلى أصل الموضوع يمكن مطالعة الفقرة التالية في «الإعلان المهم والعاجل للأطباء» تقول الفقرة: «نما إلى علمنا أن بعض منسوبي ديوان الضرائب يطوفون على العيادات طالبين من الأطباء ملء إقرارات التقدير الذاتي لضريبة عام 2011م بالرغم من أن اتفاقية المساهمة الوطنية التي تم توقيعها بين أمين عام الديوان (السابق) ونقيب الأطباء تغطي العامين 2011 و2012م». * مفاد الإعلان أن ديوان الضرائب يمارس الباطل بمنسوبيه «رغم أنهم يعرفون شغلهم».. وكذلك يبين الإعلان الذي كنا نحتاج ثمنه لشراء الدواء أن اتحاد أطباء السودان «فوق الكل» يمتنع على كيفه عن ملء إقرارات الضرائب بأسلوب التقدير الذاتي.. والمعنى أن هذه الكيفية ظالمة وأشبه ب«البلطجة» بالنسبة للاتحاد!! * ديوان الضرائب «على علاته» لا يفرق بين جهة وأخرى في حق الوطن فماذا يريد الأطباء وهم شريحة عادية في المجتمع لا يميزها سوى جشع البعض من أفرادها..؟! * في المستشفيات يمكن أن تطرد زوجتك تحت آلام الولادة بسبب مبلغ تافه.. ولكن لعاب بعض الأطباء يسيل لأي مبلغ، حتى لو أدى ذلك لوفاة عزيز لديك وهم يتفرجون..!! * وفي المستشفيات الحكومية وغير الحكومية يكون «التقدير الذاتي» للإنسان حسب «قروشه»، فإذا كان فقيراًَ فليذهب في «ستين داهية»..!! * يمكنك أن تشاهد نزيف عزيز لديك في مستشفى خاص يظهر صاحبه في ثياب البر والتقوى، ويعجز أن يبرك دون أن تسدد ما تبقى عليك..! * وكم من نساء ورجال يهانون من قبل بعض الأطباء بسبب «القروش» التي يبخلون بها على الضرائب..!! * الأطباء الذين تساندهم الصحف في إضراباتهم الشرعية وغير الشرعية يستحقون أن يتحصل منهم ديوان الضرائب بأية كيفية يراها حتى لا يتجنى الديوان على بقية الخلق ويعطف على «دكاترة الوجع» باتفاقات استثنائية..!! أو أن يكون اتحاد الأطباء يستقوى بجهة ما تجعل لهجته مستعلية على الضرائب التي يحوم منسوبوها في العيادات..!! * ما أن تطالع إعلانهم حتى يستعمرك شعور غامر بأنه ثمة أطباء يعيشون في عزلة عن المجتمع ويعتلون برجاًَ عالياً يجعل كل شيء صغير، عدا حضرتهم..!! * ولهم الحق في «الدلع» الضريبي الذي يمارسونه طالما أن الحكومة لديها «خيار وفقوس» ولا تأخذها رأفة في القطاعات المسلوبة حتى العظام أمثال «ستات الشاي»..! * إنهن يدفعن الضريبة للوطن طائعات، كباقي الشرائح التي تنهكها المستشفيات ولا تجد الدواء..!! * الضرائب في البلدان العظيمة كأمريكا تطارد حتى النجوم الكبار وتسجنهم دون رحمة حين يتلاعبون على مؤسساتها، ولكن اتحاد أطبائنا المبجل أكبر من الحكومة.. ولذلك نأمل أن يقود «انقلاباً» آخر قبل أن نشرح المزيد عن «لماذا يتدلعون»!! أعوذ بالله بطنٌ تلتوي كل ثانية بمغصٍ، يعجل بنفاذ صبر احتمال الألم، فتصرخ. هي بطن تشكو مرضاً ما. والإشارات الواضحة تجاه البطن التي تسوق صاحبها إلى التهلكة يقول عنها، أهلنا (كل مرض من الله إلا وجع البطن من سيدو!). والسيدة (سلفا) - السفوفة الشهيرة - على مجمع العلاجات الشعبية، لأنها البارعة في تعجيل علاج آلام البطن وما جاورها، وذات خواص تطبيبية عالية تكمن في احتوائها على بذور وأوراق متعددة الجنسيات العشبية، قاسمها المشترك الأجمل، أنها تؤدي إلى الشفاء بما تحمله من مركبات طبيعية، تستخلص من بعضها مواد تدخل في تركيب بعض الأدوية المعالجة صيدلانياً - أو كيميائياً أصح - كما إن جرعتها المعتمدة على (السفّ) تسهل لكثيرين جداً مسألة الاقتناع بها كبديل عشبي للدواء المصّنع. والمصانع المحلية للدواء تسعى لأن تصنّع ما يكفي من الأدوية المعالجة والمنقذة للحياة السودانية، كالمحاليل الوريدية - الدربّات - أملاح التروية والبندول... الخ. رغم أن التعريف للأدوية المنقذة للحياة يتسع ويتشعب من البنسلين إلى الأجهزة المنعشة للقلب والجهاز التنفسي إلى آخره أيضاً! والمصانع هنا كثيرة، تذكرون (مصنع الشفاء) الشهير وصاحبه الأشهر! لكن الأدوية مرتفع ثمنها من المحاقن (الحقن) دعك من البنسلين وأجهزة إنعاش القلب! مقلوبة موازين الصحة في الحكومة، وهذا أمر يراه الجميع بدون نظارات عاكسة، أو مرايات مقعرة، فكما نقرأ كل يوم على بعض صفحات الصحف، عن فضائح القطاع الصحي من المشافي إلى الإدارة الطبية، نسمع شفاهةً قصصاً أخرى تفطر القلب، تعالجها الصحافة بطريقة (أهل وفاعل ويد، الخير) أو الشعب بطريقة (ما عندي حق الروشتة) وفي كل الأحوال هي معالجة ترجع إلى القيمة المجتمعية المنحدرة من سلالة (راعي الفزع) سودانية الصنع! صناعة الدواء في السودان واحد من الملفات الشائكة والملتّفة، والممنوع الاقتراب منها والتصدير! إن كانت من أصحاب العمل، أو العاملين - خوفاً على قطع الرزق - وبذات ثقافة المشافهة التي نتحايل عليها ب(مصدر موثوق) فإن الأقاويل تفتح مجرى مائيا تسيل فيه اتهامات من أصحاب المصانع لأصحاب الشركات الدوائية، إذ يعتبر الأوائل أن التانيين، يسهمون في تصديع السوق المحلي، بإغراقه ببضاعة مستوردة، في الغالب، المحلي أفضل منها - يتفق الأطباء مبدئياً، أن القطن الطبي السوداني هو الأفضل في غرف العمليات والغيارات! - ويعتبر التانيين، أن المصانع ليست ذات جودة ومقاييس عالمية ليشتروا منها ما يمكن تسويقه في السوق الإقليمية! وبين تلك المشافهات والمحادثات.. يرتفع سعر الدواء! الداء العاصي على العلاج الآن ليس مرض السرطان - الفنكهة تجعلنا نخفف وقعه بالدلع الإفرنجي (كانسر) - من حيث غلاء جرعاته الكيميائية الوريدية أو العلاجية، ولا هو الأيدز من شأن الاعتراف به أولاً ثم إجراءات فحصه غالية المعدات والسرية، حتى جرعاته العلاجية التي ترغّب الجهات الرسمية المتعايشين، بأنها مجانية. إن الداء المستعصي هو الدواء ذات نفسه. فأن تجد طبيباً في مشفى حكومي أو عيادة خاصة - حسب ظروفك - يشخص لك الحالة بالمرض الفلاني أفضل من مواجهة رحلة البحث عن الدواء أو البديل ثم حقه! الحقيقة المرّة، أن الصحة واحد من الملفات التي فشلت الحكومة في إدارتها بما يتناسب ووقائع وضعنا في خريطة العالم الثالث. وفشلت في تجميل طعم (السلفا) لتكون مع مرارتها، البديل المتاح لحل مشكلات وجع البطن والقلب والوطن!