لوّح والي القضارف كرم الله عباس الشيخ بتقديم استقالته حال إغفال وزارة المالية الاتحادية تحويل استحقاقات الولاية المالية حتى مطلع مايو المُقبل، وهدّد بأخذ حقوق ولايته (بيده ولسانه) أو قبول استقالته. وتمسك في الوقت نفسه بآرائه الداعية للتطبيع مع (إسرائيل). وسخر كرم الله من الحديث عن خلافات في الحكومة والمؤتمر الوطني، وأكد أن الرئيس البشير ونائبه علي عثمان (لم ولن يختلفا يوماً)، وأن البشير رغم زهده في الحُكم لن يستقيل في هذه المرحلة التي وصفها ب(الحساسة) لالتزامه بمؤسسة الحُكم والحزب. وقال كرم الله في اللقاء التفاكري مع رؤساء التحرير وقادة الرأي بالخرطوم أمس (الأربعاء) إن إثيوبيا احتلت (2) مليون فدان من حدود ولايته، ودمغ السياسيين باغتيال القضية بتسميتها ب(المتنازع عليها)، ونوّه إلى أن الأجيال ستحررها حال التقاعس عن تحريرها في الوقت الراهن. وكشف كرم الله عن استدعائه من قبل النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه بمكتبه، لكنه رفض الخوض في التفاصيل، وأعلن عزمه لقاء زعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي وزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي في أعقاب انتهاء اللقاء التشاوري مع رؤساء التحرير بغرض جمع الصف الوطني في ظل ما سمّاه باستهداف البلاد. ووصف كرم الله ولايته ب(الفقيرة) وقال إن ميزانيتها (460) مليون جنيه ما يعادل ميزانية وزارة الثقافة بالخرطوم، لافتاً إلى تدني الخدمات بالولاية، ومحاصرتها بأمراض الدرن والسل، والإعسار والإفلاس، وقطع بأن الزراعة في الموسم الحالي (صفر كبير)، وشن هجوماً لاذعاً على المادة التي تنادي ب(الحبس إلى حين السداد)، لكنه عاد وأثنى على إنتاج وزارته الحيواني الذي بلغ (835) ألف رأس في العام الأخير. وهاجم كرم الله أيضاً أداء الحركة الإسلامية لعدم تقديمها تجربة إسلامية (مُشرفة)، وقال إن (البركة) لن تحدث حال إغفال دفع أموال الزكاة مع مراعاة العدالة في توزيعها وإيقاف عمليات (الربا