أكد وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان أن هذا الانتصار في هجليج جاء في إطار إعمال السودان للمبدأ الراسخ في كافة المواثيق الدولية، وهو حق الدول في الدفاع عن النفس ورد العدوان، وبعد رفض دولة جنوب السودان الاستجابة لكل النداءات والمناشدات الدولية بالانسحاب الفوري غير المشروط. وقال رحمة الله الذي تلا بيان الخارجية في مؤتمر صحافي أمس الجمعة: إن حكومة السودان «لم ولن تعتديَ على دولة جنوب السودان التزاماً منها بمبدأ حسن الجوار وبالقوانين والأعراف الدولية، وأنها تملك كل الحق القانوني في حماية حدودها مع جنوب السودان وفقاً لحدود 1\1\1956.» وجددت الخارجية ثقتها في آلية الاتحاد الأفريقي، وقالت الخارجية إنها تتمسك بحقها القانوني في المطالبة بالتعويض عن كافة الخسائر والأضرار التي لحقت بالمنشآت النفطية طيلة فترة احتلالها. وأكدت الخارجية التزام السودان بمبدأ تسوية المنازعات بالوسائل السلمية، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن المحافظة على علاقات طبيعية مع جنوب السودان، ستكون وقفاً على التزام جوبا وإقرارها واعترافها الصريح بكافة الاتفاقيات المبرمة، خاصة الاتفاقيات الست الموقعة في المجال الأمني، وآخرها «اتفاقية عدم الاعتداء والتعاون» الموقعة بأديس أبابا في فبراير الماضي. بجانب الاعتراف الصريح بحدود 1956، وكف اعتداءاتها المتكررة على الأراضي السودانية، وسحب قواتها من النيل الأزرق وجنوب كردفان وفك الارتباط بالفرقتين التاسعة والعاشرة بالجيش الشعبي ووقف دعمها. كما اشترطت الوزارة وقف الجنوب لدعم وإيواء حركات دارفور الرافضة لوثيقة الدوحة. وسخرت وزيرة الدولة بالإعلام سناء العوض من بيان رئيس جمهورية جنوب السودان بأنه أمر قواته بالانسحاب من هجليج، وقالت إن المتابع لموقف جوبا منذ احتلالها لهجليج يجد أنها تحدثت عن أنها استعادت أراضي تابعة لها، وأنهم لن ينسحبوا، وبعدها بيوم قالوا إنهم يقبلون بالانسحاب مقابل سحب القوات المسلحة من أبيي، وبعدها اشترطوا نشر قوات دولية وتعهد من الخرطوم بعدم الاعتداء، ثم تحدثوا أخيراً عن بدء انسحاب يستغرق ثلاثة أيام. وأضافت سناء: «هذا بيان لحفظ ماء الوجه ليس إلا»، مشيرة إلى أن الجميع تابع الهزائم المتتالية التي لحقت بقوات الجيش الشعبي، وشاهد على التلفزيون صور الغنائم، وأضافت أن هزيمتهم وإخراجهم كانت عنوة واقتداراً لأن «اليد البيضاء التي امتدت بالسلام قادرة على رد الصفعة وإعادة الرشد للحركة الشعبية». وفي سياق متصل قالت الوزيرة سناء إن جر الجنوب لحرب لا معنى له، في وقت يحتاج فيه مواطن الجنوب لهذه الموارد لبناء دولته، لكن حكام الجنوب «لم ينفكوا بعد من عقلية لوردات الحرب وتجارة الأسلحة والتكسب منها