أعلنت وزارة الخارجية تمسك السودان بحقه في التعويض عن الخسائر التي حدثت جراء الاعتداء على هجليج، وشدد البيان على أن دولة جنوب السودان لا تزال تردد تبعية هجليج لها في تحدي واضح للمجتمع الدولي. وأشارت الخارجية إلى أن المحافظة على علاقات طبيعية مع دولة جنوب السودان، والتي ظل السودان حريصا عليها، سيكون ذلك وفقاً لإقرار جنوب السودان والإعتراف الصريح بكافة الإتفاقيات المبرمة، خاصة الاتفاقيات الموقعة في المجال الأمني، والإقرار والإعتراف الصريح بحدود الأول من يناير 1956. وكف اعتداءاتها المتكررة على الأراضي السودانية وسحب قواتها من ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وفك الارتباط بالفرقتين التاسعة والعاشرة بالجيش الشعبي، ووقف دعم وإيواء حركات دارفور المتمردة. وفيما يلي نص البيان: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم) صدق الله العظيم تعرب وزارة الخارجية في هذه اللحظات التاريخية المجيدة، وقد تحقق النصر الأغر في هجليج، وبعد أن دحرت قواتنا المسلحة الباسلة القوات الغازية الباغية، عن تهانيها الخالصة للأمة السودانية وللقوات المسلحة والقوات النظامية والمجاهدين علي هذا الفتح المبين الذي تحقق بالصبر والعزيمة والتضحيات والإستشهاد. كما تسأل الله القبول للشهداء الذي قدموا أرواحهم رخيصة فداءً للوطن وتدعو للجرحى والمصابين بعاجل الشفاء. تود وزارة الخارجية أن تشير إلى أن هذا الإنتصار الحاسم جاء في إطار اعمال السودان للمبدأ الراسخ في كافة المواثيق الدولية والمتمثل في حق الدول في الدفاع عن النفس ورد العدوان، وبعد رفض دولة جنوب السودان الإستجابة لكل النداءات والمناشدات الدولية بالإنسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي التي احتلتها عدواناً وتغولاً، وتود وزارة الخارجية كذلك أن تشدد علي أن حكومة السودان لم ولن تعتدى علي دولة جنوب السودان إلتزاماً منها بمبدأ حسن الجوار والقوانين والأعراف الدولية، وأنها تملك كل الحق القانوني في حماية حدودها مع جنوب السودان وفقاً لحدود 1/1/1956م. تود وزارة الخارجية أن تلفت إنتباه المجتمع الدولي إلى أن دولة جنوب السودان ، رغم الإجماع الدولي الماثل علي رفض عدوانها الآثم علي هجليج بإعتباره تعدياً علي سيادة السودان ووحدة أراضية، لا تزال تردد دعاوى تبعية منطقة هجليج لها، مما يعكس تحدياً لإرادة المجتمع الدولي وخروجاً عن الأعراف الدولية المستقرة في صون سيادة الدول ووحدة أراضيها، نقضاً للإتفاقيات الموقعة والموثقة بشهادة المجتمع الدولي، وإن ذلك لا يعني سوى إصرار دولة جنوب السودان علي نهج العدوان وعدم الإعتراف بمبدأ قدسية الحدود الأمر الذي يمثل تهديداً مستمر للأمن والسلم الدوليين. وإذ تعبر وزارة الخارجية عن تقديرها وإشادتها بمواقف المجتمع الدولي وعلي رأسه الأممالمتحدة وأمينها العام ومجلس الأمن الدولي والإتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامية وكل الدول والمنظمات الدولية والإقليمية في إدانة هذا العدوان والمطالبة بإنسحاب قوات دولة جنوب السودان من هجليج ، فإن وزارة الخارجية تناشدهم مواصلة جهودهم المقدرة والضغط علي دولة جنوب السودان للحد من سلوكها العدواني ضد السودان، ووقف كافة اشكال الدعم الذي تقدمه للحركات المتمردة، وكذلك إلزام دولة جنوب السودان بالتنفيذ الأمين لكل التفاهمات والإتفاقيات التي توصل لها البلدان وشهد عليها المجتمع الدولي. وتخص وزارة الخارجية الإتحاد الأفريقي بالإشادة للمجهودات التي بذلها عبر مؤسساته المختلفة، وتؤكد إلتزام السودان التام بكل الإتفاقيات الموقعة والترتيبات خاصة في المجال الأمني، كما تجدد ثقتها الكاملة في الآلية التنفيذية رفيعة المستوى للإتحاد الأفريقي إيماناً بدور الإتحاد الأفريقي ومقدرته علي تسوية المنازعات والصراعات في القارة واستتباب السلم والأمن، كما تؤكد أن جمهورية السودان ستواصل تحمل كامل مسؤوليتها في صون السلم والأمن الإقليمي وبما يتوافق وميثاق الإتحاد الافريقي والمواثيق والأعراف الدولية. إن وزارة الخارجية السودانية ، إذ تتمسك بحقها القانوني الأصيل والشرعي في المطالبة بالتعويض عن كافة الخسائر والأضرار التي تسببت فيها قوات دولة جنوب السودان بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالمنشآت النفطية طيلة فترة احتلالها الغاشم لمنطقة هجليج، لتدعو المجتمع الدولي وفي مقدمته الأممالمتحدة والمنظمات القارية والإقليمية لإتخاذ كافة التدابير التي تمكن جهورية السودان من استيفاء هذا الحق. وإذ تؤكد وزارة الخارجية علي إلتزام السودان الكامل بمبدأ تسوية المنازعات بالوسائل السلمية، تشير إلي أن المحافظة علي علاقات طبيعية مع جنوب السودان والتي ظل السودان حريصاً عليها، ستكون وقفاً علي التزام حكومة جنوب السوداني بما يلي : 1. الإقرار والإعتراف الصريح بكافة الإتفاقيات المبرمة والتفاهمات خاصة الإتفاقيات الست الموقعة في المجال الأمني، وآخرها إتفاقية عدم الإعتداء والتعاون الموقعة بأديس أبابا بتاريخ 10فبراير 2012. 2. الإقرار والإعتراف الصريح بحدود الأول من يناير 1956 وفقاً للإتفاقات المبرمة 3. كف اعتداءتها المتكررة علي الأراضي السودانية، وسحب قواتها من ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وفك الإرتباط بالفرقتين التاسعة والعاشرة بالجيش الشعبي ووقف دعمهما. 4. وقف دعم وإيواء حركات دارفور الرافضة للتوقيع علي وثيقة الدوحة للسلام في دارفور.