{ لو كنا نمتلك المعاني، فلا حاجة لأحد أن يشكر أحداً في أداء الواجب، بيد أنه من المكارم أن نقول للمحسن «أحسنت» حينما ينجز العمل مخلصاً، ثم نجزيه بأفضل ما يكون الجزاء..! لكن الإدراك لا يتساوى بين الناس.. وفي ذلك حكمة!! فما بين العقل والعاطفة كون هائل من الفلسفات.. والشعوب تحررها الفلسفة، بقدر حاجتها إلى وعي ثاقب ومباشر في طرح «أسئلة ذاتية محضة» في حالتي الحزن والفرح، دون مكابرة... فالذي يغشّ نفسه بالعظمة أو «فورة الأنا» دون تحقق الشروط، إنما يهزم وجوده، ربما دون استشعار.. فكيف به وهو مستشعر؟! { كيف نشكر الذين يفنون حياتهم بلا وجل من أجل مبدأ، فكرة، معتقد؟! بل كيف يتحول الشكر لطاقة موجبة بكافة قيم الخير؟! { إن أقسى ما يكون على النفس فقدان عزيز لديها.. فرحيل الإنسان لا تعوضه الخطب، ولا تواري فجيعته الأشعار ومنثورات القول، ولا يعادله في مطلق الوجود المادي معادل... يمكن أن تتوه الكرامة لزمن ونستردها طائعة بالتضحيات.. أو نفتقد الحرية فننعم بها حين يأتي الأجل وفق أشراطها.. وقد «يضل» العدل حتى نعثر عليه، ويسود في الأرض السلام..! النص: { في غمرة العك المحلي فات علينا أن نتحسس موضع التعليق في تقرير «الدول الأكثر سعادة 2012 «.. وهو تقرير شفاف يعتبر الأول من نوعه، نشره معهد الأرض وتم إعداده بتكليف من الأممالمتحدة. وأوضح تقرير السعادة العالمي - قبل أسبوع - أن الشعب الإماراتي احتل المرتبة الأولى عربياً ضمن الشعوب الأكثر سعادة، حيث تم تصنيف الشعب الإمارتي في المركز «17» عالمياً.. يليه الشعب السعودي «26»، ثم الكويتي «29»، القطري «31».. وحلت في المراكز الأولى الدنمارك، فنلندا، النرويج.. وإسرائيل في المركز «14»..! وكالعادة جاءت الدول الأفريقية «جنوب الصحراء» في القائمة التعيسة، وهو عين العدل في البحث الرصين..! { الإمارات العربية المتحدة، تثبت أن الوصول إلى السعادة ليس «دعاية تاريخ وجغرافيا» أو بطولات وأمجاد يتكئ عليها الطغاة بالكلمة الجوفاء التي يشهرها كل مخبول: «نحن.. ونحن...».. بل البطولة الحقة هي أن تزاوج بين احترام مقدرات أرضك واحترام الإنسان... فأروني طاغية يحترم شعبه ويقدمه على النفط مثلاً، أو يجعله مقدماً على كرسيه طويل الأجل وحاشيته الأنانية بطول الخداع وعرضه... كلا.. فمؤشر الدول التعيسة في المقابل يبدأ من اختلال ميزان الحكم، حين يكون الحاكم مجرداً من العدل بين الرعايا، ومسرفاً في شهوات الدنيا - بينما الشعب يكابد شهوة العيش فقط - مزيناً لهم بأنه «الأب الرحيم».. بينما أفعاله تحصد عاصفة الفشل في كل صعيد حتى يضيق الرحب على اتساعه.. فيلجأ المغرور إلى حيل شتى يستميل بها الناس.. مثل نيرون طاغية روما، الحاكم الذي كان يخطب باسم الضعفاء ويخبئ وحشاً في داخله، أحرق في آخر أيامه «100» ألف شخص.. فحاصرته الجموع الهادرة، ولم يجد سوى الانتحار مهرباً.. وقريب منا طاغية ليبيا كيف «خذله الله» حتى العري..؟! فما بين نيرون والقذافي تاريخ من الجبابرة الذين مشوا في الأرض «ليسعدوا برهة» ويعم الشقاء بعدهم أجيالاً..!! { هل سمعتم ب «فجوة» في الإمارات رغم صغر سنها؟!! هل صحا إنسان الإمارات على طرقات كائن تعيس يرتدي «بدلة» أتعس ويجر وراءه كل خيبات المرحلة؟ هل شاهدتم إنسان الإمارات «يهلل للفارغة والمقدودة»؟ وهل لديه زمن يصرفه لتصفيق أخرق تحت أحد الجسور التي شيدت من مدخراته؟! هل.. وهل...؟! { إنها السعادة.. بل هي «النظافة» والصدق والشفافية، والإيمان بالإنسان قبل النفط.. فحين تكتمل دائرة حب الوطن لدى الحاكم وتوابعه، أو تكاد تلامس طرفيها، لا حاجة للمواطن بالصراخ والتمرد و «تدشين» العدم..!! أعوذ بالله