{ متى تدرك «المعارضة السودانية» بأنها «لاعب أساسي» على مسرح الأحداث، بل أنها «الحكومة البديلة»؟ فكما تقول الحكومة قولها في كل حادثة، أيضاً في المقابل تتطلع الجماهير لمعرفة رؤى المعارضة في الحادثة ذاتها، والمعارضة في كل الدنيا هي الحكومة المفترضة. ٌ{ غير أن معارضتنا السودانية التي ترفع شعار إسقاط الحكومة ربما تنسى في كثير من الأحيان بأنها هي لا غيرها التي يفترض أن تتبوأ الدار والإيمان «وديوان الحكومة» بعد سقوطها، وإلا كيف نفسر «سقوطها هي الأخرى»، فلا يمكن أن تسعى لإسقاط الحكومة ولإسقاط نفسها في ذات الوقت.. كيف؟! { فلقد رأت معارضتنا، على خلفية الصراع الذي يدور بين دولة السودان وحكومة جمهورية جنوب السودان، أن تصدر خطاباتها بعبارة «على الطرفين» وكأنها ليست طرفاً في شأن دولتها! فلا يمكن أن تكون المعارضة السودانية طرفاً ثالثاً في شأن احتلال أرض دولتها. { والملاحظة الأخرى التي هي أكثر خطورة لما تتقدم القوات المسلحة السودانية في الميدان وهي تكافح لاسترداد الأرض المحتلة من قبل دولة الجنوب، تتقدم المعارضة بالتزامن بدعوة «وقف القتال بين الجانبين» ليبدو الأمر كما لو أنها تسعى لإنقاذ جيش الدولة الغازية، الجيش الذي هو الآخر يعول كثيراً على هذه المعارضة، بحيث تتحد أجندة المعارضة مع أعداء الوطن في إسقاط الحكومة! المعارضة تعمل لحساب دولة أجنبية! { لكن المعارضة تنسى في غمرة هذه التحالفات المريبة بأنها تسقط في «درك العمالة» كما تسقط نفسها أمام الرأي العام السوداني، غير أن الحكومة ظلت قادرة على «فرز الألوان» أمام الشعب بسهولة ويسر. { وربما كانت هذه واحدة من أعظم الأسباب التي تؤجل قيام «الربيع السوداني» ليس فقط أن المعارضة غير مقنعة فحسب، بل تبدو المعارضة كما لو أنها «طابور خامس» يعمل لحساب دولة أخرى، وأي دولة؟! إنها دولة السيد فاقان وتعبان دينق التي تحرق مقدرات الشعب السوداني. { فلم يكن السيد فاروق أبو عيسى على سبيل المثال في يوم يمثل «رمزية وطنية استقلالية»، فكان دائماً العنوان الخطأ للمعارضة الخطأ، لهذا خسرت معارضة السيد فاروق أحزاباً كبيرة مثل حزبي الأمة والاتحادي في نسختهما الأصلية أولاً، وفي نسخهما الأخرى التاريخية والرمزية ثانياً. { فالمعارضة السودانية تهزم نفسها مرتين مرة بالواجهات اليسارية المحروقة والمشكوك في ولاءاتها الوطنية، ومرة في خطابها المبتدر دائماً بعبارة.. «على الجانبين وقف الاقتتال»، فضلاً عن أن قادتها يذهبون إلى ميدان الثورة والثمانين في وقت واحد! والربيع من حولنا يصنعه الشباب. { لو أرادت المعارضة أن تكسب شرف ولاء الشعب السوداني، عليها أن «تتحزم وتتلزم» وتؤجل معارضتها ثم تخوض مع القوات المسلحة السودانية في حرب تحرير البلاد، وبعد أن تضع حرب التحرير أوزارها تخرج إلى الجماهير وتعرض «أجندتها الوطنية». { لهذا وذاك فقدت المعارضة وزنها على زهده، فيوم «تحرير هجليج» وخروج الشعب السوداني إلى الطرقات العامة، لم تستطع المعارضة أن تخرج إلى وسائل الإعلام لتقول مبروك، ولا ينبغي لها، فذهبت في إجازة مفتوحة وبيات صيفي، كما لو أنها هي التي هزمت! { لكنها التقطت أنفساها مؤخراً مع تلك القرارات الأممية، فجاءت تردد خطابها القديم الجديد على الطرفين وقف القتال والذهاب إلى طاولة المفاوضات، ليبقى واحد من أسباب طول بقاء الحكومة هو غباء المعارضة وعدم إدراكها لسايكلوجية الشعب السوداني. { هنالك مجموعة أسباب ربما تخدم أجندة المعارضة، وعلى رأسها ارتفاع الأسعار، غير أن انخفاض إرادة المعارضة وتدني «مشروعها الوطني» يجعل الجماهير تصبر على ارتفاع الأسعار الذي هو أهون ألف مرة من «تدني روح المعارضة الوطنية». أحد الإخوان المعارضين الشرفاء يقول لي باستمرار إنه معارض للإنقاذ، لكنه لم يخرج يوماً في «طابور» المعارضة ويزعم أنها «ساقطة وطنياً»، وهو يناصر الحكومة على طريقة عكير الدامر... { معدوم المثال الما وجدت نظيرو خصامو معاي أخير لي من محنة غيرو جافاني العزيز الديمة كنت نصيرو هو بسوي الكعب وأنا أسوي كتر خيرو