* يقدِّم الأخ طارق عبد الله وشباب قسم الجريمة بصحيفة (الأهرام اليوم) جهداً صحفياً متميزاً يستحق الإشادة والتقدير.. هذا الجهد تقف وراءه عين صحفية وحس يلتقط الأخبار المدهشة، وإن كانت صادمة.. ومنها الخبر الذي نقلناه إلى الصفحة الأولى من عدد الأمس لأهميته.. وفيه أن المحكمة المختصة بأم درمان قد أوقعت عقوبة الرجم حداً على امراة اعترفت بارتكابها جريمة الزنا.. ما لفت انتباهي في الخبر هو إصرار السيدة على الاعتراف بخطئها وإصرارها على تطهير نفسها من الفاحشة لتقابل ربها طاهرة ونقية.. المحكمة الموقرة لم تجد بداً من إيقاع عقوبة الرجم على السيدة بعد رفضها التراجع عن اعترافها، وإصرارها على الاعتراف والذهاب بنفس راضية إلى منصة العقوبة وحفرة الرجم!! موقف يستحق التأمل..!! * مما تحكيه كتب السيرة أن امرأةً حملت سفاحاً.. لم يمنعها ارتكاب الفاحشة أن تأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتطلب منه أن يطهرها.. قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهبي.. ذهبت المرأة ثم عادت ثلاث مرات.. وفي كل مرة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يردها حتى تستفيد من ثوب الستر وتتوارى عن الأنظار.. لكنها لم تفعل .. ولم تتهرب.. وعندما جاءت في المرة الرابعة قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم ((اذهبي حتى تضعي فتعالي)).. فذهبت وهي صابرة.. قال سهل بن سعد: ((والله ما أنسى يوم أتت بطفلها في لفائف من قماش وهي تطلب التطهير من الرسول صلي الله عليه وسلم)).. * لقد استنفذت المرأة كل مقاصد الدين في الستر.. وأبت في إصرار التائب على التخلص من الذنب والخطيئة أن تتوارى عن الأنظار وتبتعد في ((زحمة الحياة)) فلا يذكرها أحد أو يطلبها قاض.. * تم تنفيذ عقوبة الرجم على السيدة.. ولما تطاير بعض من دمها على الناس قام أحد الصحابة بسبها وشتمها.. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مهلا يا فلان.. والذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو وزعت على أهل الأرض لوسعتهم)) * لقد تابت المرأة توبةً لو وزعت على سبعين بيتاً من أهل المدينة لوسعتهم.. بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في موضع آخر: ((والذي نفسي بيده لقد رأيتها تنغمس في أنهار الجنة)).. * من يدري.. فربما تنغمس تائبة أم بدة الردمية في نهر من أنهار الجنة.. ليس ذلك على الله ببعيد.. |* تأملوا قصتها جيداً.. ستجدون أن ثباتها وإصرارها على التطهر من ارتكاب الفاحشة يعود إلى رغبتها الصادقة في التطهر من الذنب ومقابلة رب العباد وقد توضأت بماء التوبة