في الاتجاه المعاكس تماماً في المسلك والمقصد والتوجه والانتماء العقدي، جاءت ادعاءات أوكامبو الأخيرة والسعي الكاذب منه لإضافة افتراءات جديدة على مذكرته الضالة، التي يطلب فيها توقيف رئيس دولة عُرف عنه أنه قارئ للقرآن وحافظ لأجزائه.. وعُرف عنه أنه شهم ومسؤول قبل أن يتبوأ مواقع المسؤولية في أعلى درجاتها. طاقاته المتعددة ينفقها في الأعمال الخيّرة مشاركة في نطاق مجتمعه الصغير والكبير، ومدارسة مع رجالات ونساء المواقع التي عمل فيها دعوةً وتأصيلاً. جاءت ادعاءات أوكامبو تماماً في الاتجاه المعاكس لكل عطاء بذله الرجل لأهله ولوطنه وشعبه.. إذن فالتلفيقات القديمة والجديدة نتيجتها هي المزيد من تمسك الشعب به.. وليس شعب السودان فقط بل كل شعوب العالم المتحرر تأكد لهم أنها ادعاءات مغرضة. الصورة تبدو جلية بجلائل الأعمال التي يقف وراءها هذا الرجل فهي تتحدث عنه.. والناظر للسودان الآن والسودان الأمس تتضح له الصورة بجلاء.. كيف لا والسودان صار رقماً في كل شيء بشهادة المراقبين والمعارضين قبل المؤيدين. فاتهامات أوكامبو لا تتناقض فقط مع أعماله المرئية بل هي تتناقض مع ما جُبل مُرشّح الأمة عليه تربيةً وتديناً وأخلاقاً. عليه فنحن ندعوا أوكامبو وكل من سار في ركابه أن يشاهد صناديق اقتراع الرئاسة القادمة ليرى بأم عينه من الذي يتحدث عنه.. وليترك الادعاء جانباً ليقف شاهداً لملحمة دفع الإسناد القوى الجماهيري تجاه البشير، وليتعلم من السودان رباط الصدق والوفاء بقائد المسيرة، وهي دعوة لأن يكسب أوكامبو نفسه. ففي الأمس القريب كان اجتماع الجامعة العربية في دارفور يرسم في الأفق دلالات جديدة تدحض كل ادعاء وكل افتراء يندده ويردده أوكامبو الذي أصبحت القضية بالنسبة له هماً شخصياً وليست تدابير قضائية، فإنه وكأنه يقول إما أنا أو البشير، ولذلك وحتى يجد الإجابة الشافية نوجه له الدعوة بأن يكون مراقباً للانتخابات في السودان بدلاً من مدَّعٍ في قضية خاسرة لاسيما وبعد أن إلتئم شم أهل البيت السوداني في الدوحة، فأوكامبو عليه أن يعتذر لأهل دارفور حتى لا يطوله غضبها منه مما أثاره من ادعاءات كاذبة، فالعالم الآن تكشفت له جميع الحقائق وأصبح يقيس بمنظار لا تخطئه العين مسافات الصدق الكذب بحبال الصبر. فما كانت تروج له بعض أجهزة الإعلام الغربي تقطع الطريق أمام أي تفكير في أن تعقد مؤسسة إقليمية بقامة جامعة الدول العربية، على مستوى مندوبيها الدائمين، اجتماعاتها في دارفور. وهاهي بشريات الدوحة قد أكدت بما لا يدع مجالاً للشك، وبعد طول معاناة وصبر وجلد من كل الأطراف، أكدت أن أهل مكة أدرى بشعابها، وأن السودانيين لا محال يلتقون ومهما كان المشهد والواقع السوداني من تضاد وصراع وحرب ومواجهة فلا يحسم أمرها إلا بالسلام.. وفي واقع السودان اتفاقيات سلام تبلغ الحكومة جهدها لتتسع دائرتها لتشمل جميع الحركات المسلحة.. إذن الاستقرار والسلام هو من ثوابتنا مهما اختلفنا أو تفرقت بنا السبل، وليس ببعيد أيضاً ونحن مقدمون على استفتاء عام أن تكون وحدة الوطن هي القاسم المشترك بين كل القوى السياسية شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. أخيراً نقول لأوكامبو ومن لف لفه ليس من رأي كمن سمع، وأنباء الفاسقين تدحضها البينة وهذا ما يمكن استخلاصه من حدث اجتماع الجامعة العربية في دارفور ومن توقيع الاتفاق الإطاري بالدوحة.