{ مازالت المعارضة مترددة، وخائرة، بل خائفة من الانتخابات، تقدم قدماً، وتؤخر أخرى، تمضي خطوةً إلى الأمام، وترجع خطوتين، فقد أعلنت قبل أيام أنها ستحسم أمر مشاركتها النهائية في الانتخابات مطلع مارس..!! { وقد لاحظتُ أن مُرشّحي أحزاب المعارضة بالدوائر الجغرافية، لم ينشطوا بعد، فلا هم دشّنوا حملات ولا نظّموا ندوات، ولا علّقوا لافتات، ولا... ولا... { اكتفوا جميعاً بالترشُّح، ثم صمتوا، أو (لبدوا) ينتظرون الفرج من السماء، أو من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، وقبلهم الولاياتالمتحدة، وبريطانيا وفرنسا..!! { والفرج في تعريفهم وتصنيفهم هو تأجيل الانتخابات إلى أجل مسمّى أو غير مسمّى..!! { وتجدني في هذا المقام أشيد بلجنة إعلام المُرشّح الرئاسي الأستاذ «محمد إبراهيم نقد»، سكرتير عام الحزب الشيوعي السوداني، فقد ملأوا الشوارع ب(ملصقات) و(بوسترات) مُزيَّنة بصورة الأستاذ «نقد»، رغم ضيق ذات اليد، وقلة الرجال.. { إذن، «نُقد» ينافس «البشير» من حيث كم (البوسترات)، على الأقل في ولاية الخرطوم، لكنني لا أظنه ينافسه من حيث الجماهيرية، والأستاذ نقد في قرارة نفسه يعلم ذلك، وقد أشار إلى شيء من هذا القبيل في تصريح صحفي قبل أيام حول موقف (المؤتمر الوطني) في الانتخابات القادمة. { لكنها شجاعة، وقدرة على الاقتحام، عجزت عنها بقية الأحزاب المترددة، (المتلجلجة).. خائرة القوى، مضطربة الأنفاس..!! { ماذا ستقررون مطلع مارس وقد ترشّحتم في كل المستويات، وطعنتم، واستأنفتم، وأعلنت المفوضية اسماءكم، ولم يتآمر (المؤتمر الوطني) حتى الآن ضدكم، فلا هو قدّم طعناً ضد مُرشّح مدان أو متهم في جريمة، بل إنه تدخل لتمرير أوراق المُزكِّين (الناقصة) لبعض مُرشّحي رئاسة الجمهورية، الذين اعترف معظهم بأن المشكلات في جمع أسماء المُزكِّين واجهتهم في ولايات (الجنوب) وليس (الشمال) بسبب مضايقات الحركة الشعبية وجيشها الشعبي..!! { لم يجد «ياسر عرمان» أية مضايقة في الشمال، لا في مرحلة جمع التوقيعات، ولا في مرحلة الحملة الانتخابية، فقد ناصره فنانون، وممثلون، ورجال أعمال، وغطت حملته الصحف بالصفحات الأولى بما فيها هذه الصحيفة الأهرام اليوم كما لم تفعل «أجراس الحرية» لسان حال الحركة الشعبية لتحرير السودان!! { وبعد كل هذا، وذاك يريد المتخاذلون.. المتباطئون أن ينسحبوا من الانتخابات بدعاوى (جبانة)، خلاصتها أنهم يخشون السقوط، ولا شيء غير السقوط. { ولولا أنهم جبناء رعاديد، لأسقطوا (المؤتمر الوطني) في نواحٍ عديدة من أرجاء هذا الوطن الممتد، ولي شخصياً تجربة بالدائرة «13» الثورة؛ فرغم أن (المؤتمر الوطني) يدعم الأخ المهندس «عبد الله مسار» وتدير حملته كوادره في «الثورة وسط» و«غرب الحارات» بإمكانيات الحزب وأمواله واتصالاته، ورغم أنني مازلت أعمل بتمويل ذاتي، من حر مالي، وجهد علاقاتي، ورصيد حب الناس الأعلى من كل رصيد، فإن (المؤتمر الوطني) قد أصابه الرعب والهلع وهو يشهد يوم الجمعة قبل الفائتة تدشين حملتي الانتخابية، وظلت كوادره (تتلصّص) من وراء الصيوان، ترقب المشهد الذي لم تكن تتوقعه، ولم تحسب له حساباً، مع أن القادم أكثر إثارة ورعباً. { وإذا كنت أنا فرداً أعزل من أي سند حزبي، أو دعم مالي (داخلي)، أو (خارجي)، قد فعلتُ بهم هذا الفعل، فقد كان أولى أن تفعل أحزاب قديمة وعريقة مثل (حزب الأمة القومي) و(الاتحادي الديمقراطي الأصل) أضعاف أضعاف ما فعلنا في غرب الحارات بمدينة الثورة. { لكنهم خائفون.. راجفون.. فلينسحبوا إذا أرادوا، ولكن فليعلموا أنه لن تقوم انتخابات مرةً أخرى إلا في العام 2014م، ووقتها ستكون أحزابكم قد ماتت وشبعت موتاً.