الطالبة (حنّا إستيفن) من فتيات مدينة جونقلي تدرس بكلية التنمية الريفية جامعة الأحفاد السنة الرابعة وهي من قبيلة (النوير). قالت ل (الأهرام اليوم) أنها فضّلت دراسة هذا المجال لخدمة وتنمية أهل الجنوب بعد السلام الذي يحتاج منا إلى جهد مكثّف حتى ننهض بالسودان عامة والجنوب خاصة. وأضافت حنّا أن الرئيس البشير يمثِّل رمزاً للسلام والوحدة وأن الانفصال كرت يستخدمه بعض السياسيون للوصول إلى خدمة أهدافهم الخاصة. (والمواطن المسكين) تائه وسط زخم الحركة السياسية بالبلاد.. الجنوب وصل إلى قمة التشرذُّم والضياع والجهل والجوع والفقر. وقالت يحزنني الصراع الجنوبي الجنوبي والذي وقع مؤخراً بين قبيلة (المورلي والنوير) والذي راحت ضحيته أعداداً كبيرة من أبناء القبيلتين كما طالعناه في الصحف السياسية مثل صحيفة (أجراس الحرية) و(آخر لحظة). وتقول لجأت للشمال حتى أحقِّق طموحاتي، فالجنوب يحتاج منا للعون وأناشد الشباب للوقوف جبناً إلى جنب لتنميته. فالسودان به ثروات تكفي الجميع فقط نريد العدل والمساواة في الحقوق والواجبات تجاه المواطن والوطن. فالتنمية تحتاج إلينا نحن كشباب مثقفين.فقد قمنا بتكوين منبر شبابي أسميناه (منبر شباب النوير) لمناقشة القضايا السياسية والإجتماعية التي تهم أبناء النوير خاصة والجنوب عامة. وتقول (حنّا) من أهم القضايا التي قمنا بمناقشتها والتي تشكِّل هاجساً كبيراً لأبناء الجنوب هي قضية الزواج المكلِّف (50 بقرة) وقضايا تعليم المرأة الذي يمثل 2% فقط وتتحدث (حنا) عن أهم العادات والتقاليد في الزواج بقبيلة (النوير) وتقول (يقوم العريس بزيارة أهل العروس قبل الخطوبة لكي يتعرّف عن قرب على أهل (العروس) لمدة أسبوع، فيحس الأهل أن هذا الشخص حضر لخطبة إحدى الفتيات بالمنزل، فيذهب العريس ويخبر أخوات العروس برغبته في الزواج من «فلانة» ثم تقوم أخوات العروس بإخبار كبار السن وبعد ذلك يتقدم العريس للخطوبة رسمياً بعد أن ينال رضاءهم، ثم يقوم بدفع مبلغ معين من المال يتراوح مابين 700 - 1000 جنيه للبنات ويسمى «بحق البنات» مُلزم به كل عريس ثم يقدم العريس الأبقار والتي يتراوح عددها بين 50-40 رأساً ثم بعد ذلك تبدأ مراسم الزواج تقدم فيها «المريسة» تعتبر أهم مشروب يقدم في تلك الليلة احتفاءً بالزواج دون إقامة ولائم ويعتبر الأكل في بيت العروس أو منزل العريس يقلّل الإحترام بين الطرفين). ترتدي العروسة زياً زاهياً مع وزيرتها وبجانب ارتدائها (السُّكسُّك) الذي يميِّزها وترُبط على يدها خيوط من جوال (البلاستيك) تتدلى من يدها وترتدي العروسة على أرجلها ما يعرف ب (الكشكوش) ليُحدِث صوتاً متناغماً جميلاً عند الرقص بصحبة وزيرتها وعريسها. وتقول (حنا) يرتدي العريس في تلك الليلة قطعة صغيرة من جلد النمر تُربط في وسطة حتى تميِّزه عن الآخرين ويُختم الزواج في الكنيسة أو في المنزل.. وتضحك (حنا) قائلة إن أبناء النوير أغلبهم لا يلجأون إلى إتمام المراسم داخل الكنيسة لأنها تلزمهم بالزواج من امرأة واحدة فقط!!