ورقة بحث قدمتها الدكتورة هاجر علي محمد بخيت الأستاذ المشارك بجامعة ام درمان الإسلامية حول دور الفضائيات في التغيير الإجتماعي بالمنتدى الذي أقامته وزارة الرعاية الإجتماعية وشؤون المرأة والطفل بعد أن أجرت إستبياناً لخمسين طالبا وطالبة بالجامعات وخرجت منه بأن فضائيتي النيل الأزرق والسودان أحدثتا بعض التغيير في الحس الديني والفكر السياسي وتغييراً محدودا في التنشئة العاطفية. وما إن ختمت الدكتورة ورقتها حتى قام عدد من الدكاترة الاجلاء (بجلد) الورقة كأنها رسالة دكتوراة وظلوا على هذا الحال حتى قارب وقت المنتدى على النفاد دون أن يدلفوا الى (الموضوع الأصلي). فالدكتور عبدالحليم موسى أحمد الأستاذ المشارك بجامعة الرباط الوطني قال إن تلفزيون السودان قناة حكومية والنيل الأزرق نصفها حكومي مما أضعف الورقة لانها حصرت في قناتين وأن العاطفة متوفرة في باقي القنوات الفضائية، وضرب مثلاً بمسلسل (نور ومهند) وأنه أثر حتى على الأطفال وأن مشاهدي النيل الأزرق والتلفزيون القومي ليسوا بالعدد الكبير والكل يشاهد الجزيرة والعربية. أما الدكتور إدريس الحسن الأستاذ بجامعة الخرطوم فقد وصف الورقة بورقة نقاش وليست بعلمية وأن الإستبيان جاء لعدد من الأشخاص وهذا ليس علمياً، غير أنه اتفق مع الدكتورة بأن العينة التي أخذتها كانت مناسبة رغم صغر حجمها. الدكتورة إبتسام محمد حسن نقدت الورقة وقالت إنها خلت من الإحصائيات، الجداول، الأرقام والنسب البيانية واستندت على قناتين فقط وهما لا تستطيعان إحداث تغيير وكل الناس لايشاهدونهما. وهاجمت طلاب الجامعات وبالتحديد الطالبات وقالت أنهن يلبسن خليع الثياب ويحتلفن بعيد الحب وغيره وأن القنوات العالمية هي التي تؤثر على سلوك شبابنا لا قنواتنا فتدخلت الوزير وطالبت الجميع بالعودة للموضوع الأصلي. فيما قال الأستاذ اسماعيل طه إنه لسنوات طوال ظل يتابع الفضائيات في الداخل والخارج ولا يجدها احدثت تغييراً غير أنها تعكس ما يدور في المجتمع فقط. وأبان ان برامج المرأة الخاصة بالطاهي والمطبخ تجد المتابع السوداني لا يتابع مضمون البرنامج ولكنه يظل محتاراً ومبهوراً في شكل المطبخ والأواني والمكونات وكأنه لا يشاهد حقيقة وإنما شريطاً خيالياً. والأستاذ بالجامعة الإسلامية الجيلي حمزة علي صالح انتقد الورقة وطالب بدراسة متكاملة (لتطعيم) المجتمع ضد خطر الفضائيات. غير أن الأستاذ عادل أعطى النيل الأزرق السبق في تحريك العاطفة ببرناج (أغاني وأغاني) و(نجوم الغد) وأن أكثر من خمسة آلاف مطرب تخرجوا به. وأبان أن مسلسل (نور ومهند) أحدث العديد من (الطلاقات) في السودان والعالم العربي. وختم بأن أبو الرومانسية هو سيد المرسلين الرسول صلى الله عليه وسلم وظل يعلن أن أحب الناس إليه هي السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها. أما الزميل المسلمي الكباشي مدير مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم فقد أكد أن دور الإعلام هو عكس الواقع لا التأثير فيه. وأضاف أن التركيز في قناتين قليلتي المشاهدة في بلد واسع لا يأتي بشيء. وأشار إلى أن مشاهدي قناة الجزيرة في العالم العربي أكثر من 145 مليوناً والقناة إعادت ترتيب نفسها لاستيعاب من هم خارج الشبكة. وأردف أن التغيير لا يأتي من العدم بل من تجارب مجتمعات أخرى يتم تداولها عبر وسائل الإعلام. انتهى حديث (الدكاترة) ونقول إن نبدأ الآن خير من الاّ نبدأ أصلاً والدكتورة هاجر ادلت بدلوها ووزارة الرعاية الإجتماعية أعدت المنبر الذي لم يكن موجوداً أصلاً وهذا يحسب لها وعلى كل السادة الدكاترة الذين نقدوا بحث الدكتورة هاجر أن يأتوا لنا بالجديد المفيد والاّ فأن أسهل شيء يمكنك أن تقدمه لأحد هو أن تنتقده لأنه أمر غير مكلف وإنما الجهد والإعياء في الابتكار.