بدأت على هامش الحملات الانتخابية معارك موازية عبَّر عنها مناصرون للمرشحين وكان ميدانها الشوارع والحملات الدعائية، لكنها أفصحت عن سلوك مشين بدأ البعض في ممارسته بصورة لا تعبِّر عن السلوك الحضاري الذي يتطلبه التحول الديمقراطي الذي تنتظر البلاد مخاضه في ابريل المقبل. إذ لم تسلم صورة لمرشح رئاسي أو برلماني أو مجلس تشريعي من التشويه أو التمزيق أو العبث الصبياني.. (الأهرام اليوم) سألت عدداً من المشاركين في حملات الاحزاب السياسية الانتخابية عن الفاعل.. فجاءت ردودهم متباينة والكل يلقي باللائمة على الآخر ويحمله مسؤولية هذه الممارسات السالبة. اتهام مباشر العاملون في الحملة الانتخابية للحركة الشعبية اتهموا المؤتمر الوطني بتمزيق صور مرشح الرئاسة ياسر سعيد عرمان في كل مكان متى ما وجدوا الفرصة (وغفلت) العين عن الفاعل وأضافوا أنهم يستأجرون (الشماشة) لتنفيذ هذا الفعل وأنهم قبضوا على أحدهم وهو يزاول نشاطه فارتعد وبكى وقال لهم إن جماعة في عربة مكندشة منحوه هو وثلاثة من المتشردين مبلغ 10 جنيهات لكل واحد منهم لإتلاف صور ياسر عرمان في أي مكان أُلصقت فيه وإنهم يتابعون عمله. سلسيون غير أن بعض منسوبي حزب الأمة قالوا ل(الاهرام اليوم) ان الشماشة يقومون بهذا العمل من تلقاء أنفسهم كأحد إفرازات (السلسيون) الذي يتعاطونه وأنهم وجدوا ثلاثة منهم يشوهون صور الإمام الصادق المهدي بألوان (شمع) يضيفون له لحية كبيرة وشارباً ضخماً وهم يضحكون وعندما انتهروهم ولوا الأدبار. تركيع مبكِّر أحد منسوبي حزب البعث قال إن الامر داخلي خاصة في دوائر المجلس التشريعي لولاية الخرطوم والمجلس الوطني وأضاف ان هناك (زحام) مرشحين من كل ألوان الطيف السياسي لذا لجأ بعض ضعاف النفوس في تفكيك خصومهم إلى تدمير حملاتهم الانتخابية (الورقية) عبر تقطيع الصور والشعارات التي حصلوا عليها بشق الأنفس. وأضاف أن أغلب مرشحي الاحزاب الصغيرة لا يملكون قوت يومهم فلجأ الكبار مرشحو الاحزاب الكبيرة الى هذا السلوك حتى يحبط المرشح قبل أوان الانتخابات. وأشار الى ان العديد من المراقبين يُسمون هذا السلوك ب(التركيع المبكر) حتى تتم التسوية فيما بعد دون عناء. المَرَة كان فاس ناخبة مؤيدة لممثلة المرأة الوحيدة المرشحة لمنصب رئاسة الجمهورية الدكتورة فاطمة عبد المحمود قالت إن مجموعة من شباب الحي قاموا بتمزيق صورة الدكتورة وعندما أبدت لهم استياءها من هذا التصرف الصبياني أجابوها بأن «البلد مازال فيها رجال ومَرَة شنو الدايرة تبقى رئيس»! ناس نُضاف وسط أم درمان بساحة ميدان الشهداء سألت (الاهرام اليوم) مجموعة من المتشردين عن الذين يقومون بتمزيق صور المرشحين وتشويهها بالألوان والطبشير فأفادوا أن الذين يقومون بهذه الافعال هم شباب (نُضاف) وأقسم احد الشماشة ان أحدهم أوقف سيارته ومزق صورة (عمك نقد) وقال كافر مرتد!! وأضاف آخر كان ممسكاً بقطعة قماش تفوح منها رائحة السلسيون «يا عمك صحي بعد الانتخابات شماشة ديل كلهم بعرسوا ليهم خواجيات» فأجبته: وسودانيات كمان.. فرد: أنا بشجع الهلال وضحك . صورة عمك سائق ركشة وضع صورة المرشح عمر حسن أحمد البشير في الخلف فسألته إن كان من مؤيدي المؤتمر الوطني للفترة القادمة فرد «يا عمك أنا سايق ركشة بدون لوحات لأنو قالوا ترخيص مافي وأنا خاتي صورة الريس للمعلومية وكدا». حركات ناشط سياسي أكد لنا ان كل الممارسات التي حدثت حتى الآن هي دليل عافية. وأشار الى ان غياب عشرين عاماً عن الممارسة الديمقراطية له ظلال سالبة كثيرة واذا انحصرت في تمزيق البوسترات أو تشويه الصور فهذه ألعاب صبيانية لأن الناخب أكثر وعياً ويدرك الى أي المرشحين سيرمي بصوته وقلل من خطورة الظاهرة وأسماها ب «حركات انتخابات ساكت».