مع بداية الحملة الإعلامية الكبرى التي تقودها التنظيمات السياسية من أجل الظهور الإعلامي المكثف على كافة متسويات الترشح ظهر غباؤها وفشلها في كيفية قيادة الحملة الإعلامية التي توضح للمواطن البسيط من هو المرشح للرئاسة والبرلمان والتشريع والولاة وغيرهم، فاختلط عليهم الحابل بالنابل وتبعثرت الأوراق وأصبحت أكثر غموضاً، بعكس تنظيم المؤتمر الوطني الذي حجز منذ وقت مبكر أدوات الظهور الإعلامي من الشركات والبيوتات الإعلامية، ممثلة في السيارات الإعلامية التي تجوب شوارع الخرطوم واللافتات العملاقة الموجودة في التقاطعات ومداخل الكباري فنجحت حملتهم الإعلامية بدرجة إمتياز ناهيك عن أجهزة الدولة الرسمية من إذاعة وتلفاز فتركها المؤتمر الوطني تماماً لأنها في الآونة الأخيرة أصبحت غير جاذبة للمواطن البسيط في الظهور الإعلامي فحجزت أحزاب جوبا حصتها في الإذاعة والتلفاز كاملة فقدمت من خلالها برامجها وخطاباتها ولكن ظهر لنا العجب العجاب والحقد السياسي الذي مازال معلقاً بالضمائر والنفوس فبدلاً من التقديم البرامجي والخطاب السياسي الهادف نجدهم تتراشق ألسنتهم بخطاب لا يستعمله الأطفال في أنسهم مع بعضهم البعض ليثبتوا للشعب الكريم مدى جهلهم في الخطاب الفكري والسياسي عبر أجهزة الدولة الرسمية ونجدهم مع كل ذلك يتذمرون في الفترة الزمنية المجدولة من قبل المفوضية القومية للانتخابات في الأجهزة الإعلامية. ويشهد الله لو منحتهم المفوضية جميع ساعات البث الرسمي نجدهم يطالبون بالمزيد. بربكم أفيقوا واتركوا الجدل والنفاق لو كنتم تعلمون إن الشعب يميل إليكم فقدموا برامجكم وإطروحاتكم واستعدوا لانتخابات مقبلة لا محالة فبدلاً من التخوف والتباكي فإن المؤتمر الوطني أعد العدة فهل أنتم جاهزون؟ فإن هذا الشعب قد سئم الغش والخداع وحرب الشوارع ممثلة في مسيرات معادية من أجل إزاحة النظام بالقوة، ولكن نريدها قوة للمنطق وحجة قوية في طرح البرامج وإقناع، فأنتم الآن في جزيرة معزولة أخرجوا للشعب بالفكرة والثمرة التي اجتمعتم لغرسها بعض أن تحالفتم من أجل مرحلة فاجعلوا مصلحة الوطن في حدقات العيون لا من أجل الفوضى وزعزعة أمن الوطن عبر مسيرات والهتافات التي لا تغير شيئاً في زمن المصالح والتقدم النهضوي والإنمائي الذي شهدته البلاد نريدها إنتخابات حرة ونزيهة لتحدد من هو القوي الأمين على مصلحة البلد فاستعدوا وأعدوا العدة فإن الزمن يمضي ولا ينفع البكاء على اللبن المسكوب فإن أي محاولة لتأجيل الإنتخابات سوف تقضي نهائياً على طموحاتكم وأحلامكم وعندها سوف تصبحون أفلاماً كرتونية أكل عليها الدهر وشرب وتنفس فيها الشيطان. المرحلة القادمة هي أحرج بكثير لأنها توضح معالم وطن من أجل أن يبقى سليماً معافى قبل أن يسقط في نفق الظلام السياسي ويصبح نسياً منسياً. أعيدوا تحالفاتكم مرات ومرات وشدوا السواعد للإنتخابات لنختار من أختاره الشعب وعندها نقول لكم فزتم وربة الكعبة.