يتأهب المجتمع السوداني لاستقبال وممارسة الديمقراطية «الرابعة» والتي ارتضاها نظاماً سياسياً سلمياً لتداول السلطة في الإسبوع الثاني من شهر أبريل المقبل.. وذلك رغم الإرهاصات التي تشير الى مطالبة البعض بتأجيلها إلى شهر نوفمبر المقبل، ولكن من المؤكد أن المجتمع السوداني يرغب في الخروج من العباءة الشمولية والدخول في براح الديمقراطية الليبرالية في شهر أبريل المقبل. الجمعية التشريعية 1948م: تعتبر هذه الجمعية أول جهاز تشريعي ينشأ في السودان، رغم أنها كان تحت إشراف وإدارة الاستعمار البريطاني، وقال عنها د. إبراهيم محمد حاج موسى في كتابه التجربة الديمقراطية «ص43» إنه عارضتها الحكومة المصرية والرأي العام المصري، كما قاطعها السواد الأعظم من الشعب السوداني، وقامت المظاهرات في العديد من مدن السودان احتجاجاً عليها. هذه الجمعية التشريعية بدأت أعمالها في 15/12/1948م، ولم نجد في كتاب «تاريخ الانتخابات البريطانية في السودان»، الذي أعده محمد إبراهيم طاهر، تاريخاً محدداً يشير الى بدء انتخابات الجمعية التشريعية، لذلك نرجِّح هنا أنها تمَّت في نوفمبر من ذات العام؛ كونها قامت في أواخر العام 1948م، أيضاً من بعض القرائن والدلالات على قيامها في نوفمبر 1948م هو موافقة الحكومة البريطانية على اقتراح الحاكم العام في 23/10/1948م، بإنشاء الجمعية التشريعية ومجلس تنفيذي للحكم بالسودان «كتاب انتخابات وبرلمانات سودانية» ص54 لمحمد محمد كرار. انتخابات 1953م: جرت هذه الانتخابات، التي قادت لأول برلمان وطني، في نوفمبر 1953م، وقد بدأ التحضير لها منذ أبريل لنفس العام، وانتهت في ديسمبر منه، وبدأ هذا البرلمان أولى جلساته في أول مارس 1954م، وكان طول الفترة التحضيرية لهذه الانتخابات «حوالى ثمانية أشهر» واستوجب أن تشرف عليها لجنة انتخابات دولية لها خبرة في عمل الانتخابات النيابية لم تتوفر للكوادر السودانية بعد. هذه اللجنة الدولية المختلطة مكونة من رئيس وستة أعضاء، جاء ذكر أسمائهم بالترتيب في كتاب د. إبراهيم محمد موسى وهم ثلاثة سودانيين وأربعة من دول لها خبرات في العملية الانتخابية ننقلها كالآتي: سوكومارس «هندي» رئيساً القائمقام عبد الفتاح حسن «مصري» عضواً. المستر ببني «المملكة المتحدة» عضواً المستر بيركن «الولاياتالمتحدة» عضواً عبد السلام الخليفة عبد الله «سوداني» عضواً خلف الله خالد «سوداني» عضواً جوردون بولي «سوداني» عضواً ويشهد لهذه اللجنة وضعها الحلول وتذليل الصعاب حتى تخرج العملية الانتخابية بصورة جيدة مستفيدة من الخبرة الإدارية والسياسية الواسعة التي كان يتمتع بها رئيسها الهندي مستر سوكومارس. انتخابات 1958م: بعد انتهاء دورة برلمان 1953م في منتصف 1957م تم تحديد شهر أغسطس من ذات العام لإجراء انتخابات البرلمان الوطني الثاني، ولكن استدرك الجميع بأن شهر أغسطس يصادف موسم الأمطار في السودان فتدخل مجلس السيادة مستخدماً صلاحياته الدستورية وأصدر قراره بقيام الانتخابات في فبراير، مستفيداً في ذات الوقت من توصية لجنة سوكومارس بأن أفضل الأوقات للانتخابات في السودان هو شهور يناير وفبراير لخلوهما من الأمطار التي تؤثر على طرق المواصلات في السودان بصورة تعزل مناطق عن بعضها لشهور عديدة، وعليه قامت انتخابات 1958م في أواخر فبراير واستمرت حتى مطلع شهر مارس. انتخابات 1965م: جرت الانتخابات لهذه الجمعية التأسيسية على مرحلتين؛ كانت الأولى في أبريل 1965م بالمديريات الشمالية الست، والمرحلة الثانية كانت للمديريات الجنوبية الثلاث، وجرت أيضاً في شهر أبريل، لكن في العام 1967م وذلك للظروف الأمنية في جنوب السودان. وما يجدر ذكره انتخابات 1965م تعتبر محطة متميزة في تاريخ الحقوق المدنية والسياسية للمواطن السوداني بسبب نتائج وآثار ثورة أكتوبر، وهذا أمر يستحق التناول في مقال مختلف. انتخابات 1968م: جرت في أبريل وانتهت فيه، ولم تختلف عن سابقتها «1965م» سوى أن الأخيرة لم تكن بها دوائر للخريجين. انتخابات 1986م معروف أنها جرت في أبريل منه، أما الانتخابات المقبلة المؤدية الى برلمان 2010م فمن غير المؤكد قيامها في أبريل المقبل، رغم أنه الموعد المحدد لقيامها، فإن قامت فيه ونتمنَّى ذلك تكون خمس انتخابات برلمانية سابقة أُقيمت في أبريل وهي «86، 68، 65. 58 أُقيمت في مارس». أما لو أُقيمت في نوفمبر، واتفق الشريكان على ذلك، تكون ثلاث انتخابات سابقة أُقيمت في هذا الشهر وهي «53، 1948م التشريعية».