} في ظني أن الوزير أو الوزارة التي تنتظر أن تقوم بالخطوة الثانية لأي مشروع في حين تكون قد سبقتها جهات أخرى بالخطوة الأولى والمشروع المعنى، من صميم واجباتها هي وزارة ووزير فاشل، وفي ظني أيضاً أن الوزير أوالوزارة التي يكون جدول أعمالها هو فقط رعاية المبادرات والأفكار التي يُطلقها الغير، في حين أن المفروض أن تكون هي المبادرة وصاحبة الحق الأصيل والمجاور في هذه المبادرة هي وزارة ووزير يجب أن يرحلا دون رجعة. والشاهد أن الأمثلة التي ذكرتها آنفاً تنطبق بالكربون على وزارة الثقافة بولاية الخرطوم ووزيرها الأستاذ سيد هارون والذي أحسب أنه يقف على أعلى هرم وزارة ثقافة لولاية هي ملتقى لثقافات عديدة انصهرت بحكم التلاقي والاختلاط الذي حكمت به ظروف أن الخرطوم هي عاصمة البلاد وهي القبلة التي يتجه نحوها الأدباء والشعراء والمثقفين ليجدوا متنفساً من خلال الأجهزة الاعلامية المتمركزة فيها. لكن السؤال المهم والحقيقي ماذا قدمت وزارة هارون تجاه هذه القبيلة الكبيرة والمهمة؟ وما هي المعينات والمعونات التي قدمتها لهم ليثروا مجالاتهم بمختلف أنواعها؟ بل ما هي الدُور والأمكنة التي وفرتها لتكون متنفساً لهؤلاء المبدعين ليقدموا عصارة أفكارهم وخلاصة تجاربهم؟ والسؤال الأكثر إلحاحاً ماذا فعلت وزارة هارون تجاه المقررات والاستراتيجيات التي تمخضت عن الفترة التي كانت فيها الخرطوم عاصمة للثقافة العربية؟ أعتقد يا سيادة الوزير أن آلاف الشباب من خريجي كلية الفنون من تشكيليين منتظرين سماع كلمة (عوووك) ليقدموا قائمة طويلة بما يحتاجونه من ضروريات يمكن تحقيقها وتنفيذها، لو أن الوزارة منحتهم بعضاً من الاهتمام. وأعتقد كذلك لو أن السيد الوزير وأركان حرب وزارته ركبوا عرباتهم (المكندشة) واتجهوا نحو (الطابية المقابلة النيل)، لوجدوا أنها أصبحت مصداً لأكياس النايلون الطائرة ومناضد توضع عليها (صحون الفتة والبوش) التي يأكلها رواد مطاعم شارع النيل بأم درمان. أليست هذه الطابية إرثاً ثقافياً يستحق أن يكون مزاراً للسِّياح والجمهور؟، هل يُعقل أننا لا نُدرك مقدار ما نهدره من قِيَم تُمثل جانباً مهماً من تاريخنا ونضالنا الوطني؟! } أنا لا اعتراض لديَّ أن يكون السيد الوزير (زبوناً) دائماً لحفلات الفنانين الشباب، لكن.. ليس من أجل هذا هو يجلس على المقعد المهم ليؤدي فقط دور العرّاب راعياً ومباركاً والكثير جداً من المثقفين يحملون هموماً (بالكوم) ومشاكل (بكوم أكبر). فيا سيدي الوزير بذات النشاط الذي يجعلك تجلس الساعات الطوال لتسمع تجربة هذا وذاك، وبذات الصبر الذي تُبديه وأنت تقف متحدثاً أمام كاميرات الفضائيات، أفتح مكتبك لقوافل المثقفين بمختلف مشاربهم! وأفتح قلبك لاستيعاب قضاياهم وهي كثيرة وهم خير من يحدثونك عنها. بالمناسبة العطلة المدرسية هي أكثر الأوقات مناسبة أن تلعب فيها وزارة الثقافة دورها الحقيقي تنسيقاً مع وزارة التربية أو الشباب والرياضة لاستيعاب طاقات هؤلاء الشباب من خلال برامج مدروسة ومُخطط لها بدلاً من (قعاد الضللة ولعب البلى استيشن) حتى لا نفاجأ في يوم أننا لسنا في حاجة لوزارة ثقافة طالما البلد لن يكون فيها ثقافة ولا مثقفين!! كلمة عزيزة } حدثني أحد الشباب الإعلاميين المهمومين بقضايا اجتماعية كبيرة أنه يتمنى أن يقدم برنامجاً سودانياً خالصاً بنكهة برنامج العاشرة مساء فقلت له الفكرة ممكنة وميقات العاشرة مساء يمكن أن يتوفر، لكن (زي منى الحسيني دي يجيبوها ليك من وين)؟. كلمة أعز } احتفلت الفضائية السودانية بحصاد 2009م .. بعد غدٍ سأحتفل معهم ولكن بطريقتي!