منذ تاريخ يصعب تحديده استوطنت في السودان عادة (ختان الإناث) بمسمياتها العديدة (سنة - فرعوني- حديث) وظلت الفتاة تدفع فاتورة باهظة الثمن طوال حياتها. بداية بتعثُّر الطمث، صعوبة الحمل والولادة، الالتهابات المزمنة التي لا علاج لها وآخرها برود العلاقة الزوجية وكثرة الطلاقات من أجل شيء لم تستشر فيه، وبالمقابل ليس للزوج فيه يد فهو عندما تزوجها تزوج بأنثى كاملة حسب ظنه. الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري بالتضامن مع المجلس القومي لرعاية الطفولة أصدر سِفراً رائعاً أسماه (السنة ختن البنين وعفو البنات) { ختان الإناث يقول الكاروري في شأن الإجماع وجدنا ختان الإناث عرفته جاهلية العرب وجاهلية النوبة وارتبط فيهما بالجنس فزادته الغيرة تكريساً وأضفت عليه قداسة. وأضاف أن الطب أعطى ختان البنين شهادة إعجاز حيث أثبت أنه (الواقي الذكري) حقاً من الأمراض. أما البنات فإن عدم ختانهن هو الواقي لأنه يمنع التسرُّب. { لا يعترف به المسلمون وأوضح المسح الديمغرافي في عامي 89-1990م الذي أجرىَ حول موضوع ختان الإناث في شمال السودان أن نسبة التغيير بين الفترتين قليلة (89 % في عام 1989م مقابل90 % في عام 1990) لكن التغيير في أنواع الختان حيث سجّل الفرعوني انخافضاً من 73 % إلى 64 % في حين أن الذي يُعرف بالسنة زاد من 13 % إلى 22 % لنفس الفترة وجاءت نتائج المسح حسب رأي الفئة المستهدفة كالآتي: 260 حالة تمت لأن أهلها يرون أنه حسن بالنسبة للبنت، 839 حالة تمت لأنه تقليد أسرى و37 حالة لأسباب أخرى. ويقول الدكتور محمد سليم العوا في بحثه (ختان الإناث من منظور إسلامي) إن أغلب الدول الإسلامية مثل المملكة العربية السعودية، دول الخليج، لبنان، سوريا، فلسطين، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، أندونيسيا، ماليزيا، سلطنة عمان، اليمن لا تعرف هذه العادة على الإطلاق، عدا صعيد مصر والسودان. فهل يترك المسلمون في كل هذه الدول شعيرة مهمة من شعائر الإسلام أوسنة نبوية مؤكدة إن كان هذا ينطبق على ختان الإناث. { إمرأة مشوهة ويورد الكاروري مستنداً لآراء علمية من كبار أساتذة الطب حول مخاطر الختان عن الفتاة عند بلوغها في حبس دم الدورة الشهرية وقد يظهر في شكل حمل كاذب، صعوبة الإيلاج وآلامه عند الزواج، مما يجعل الجراحة أمراً ضرورياً ومما يجعل عملية الجماع عبئاً ثقيلاً على المرأة وقد يسبِّب البرود الجنسي، تكوين أكياس جلدية (كيس الطهارة)، الإصابة بالناسور البولي، الالتهابات المزمنة بالحوض، العقم، إعادة الختان عقب الولادة مما يعرِّض الجرح للالتهاب المؤدي إلى حمى النفاس القاتلة. ويبقى الأثر الأكبر إجتماعياً للمختونة هو عجزها عن الالتزام تجاه زوجها مما يصيبه بالملل ولا يتوانى في طلاقها لبرودها الدائم. { موت حديثي الولادة وجد الباحثون زيادة في حالات الأطفال الذين يحتاجون للانعاش بعد الولادة 66% لأمهات مختونات ونسبة موت الأطفال أثناء وبعد الولادة هي أعلى عند المختونات حسب نوع الختان 15%، 32% و 55% للختان الفرعوني في الإصابة بتليُّف الجهاز التناسلي وتقليل قدرته المطاطية للتمدُّد أثناء الولادة مسبباً بطئً في تقدم رأس الطفل مؤدياً إلى تمزُّق المهبل وزيادة النّزف وارتفاع الولادات القيصرية. { تمرّد عليه وأبان الشيخ الكاروري بأنه امتثل للشرع ولا يوجد ما يسمى ختان سنة وأنه عفى بناته من شر الختان وهو يقر بهذا الآن.