وتغني المغنية (أنا حظي عاكس ولا هم جاروا .. عني مالُم صدوا واتواروا) ويضيف آخر (الدنيا حظوظ وأنا حظي جميل) ويقول الشاعر (إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه) وتتوالى المترادفات والمتقاطعات وكل منا يندب حظه العاثر أحياناً ويفرح لدرجة الغبطة إن سارت كل الأمور على ما يرام. فما هو الحظ وإلى أي مدى يشكِّل تفاصيل حياتنا؟ وماهي آراء الذين يؤمنون به والرافضين له معيناً في مشوار حياتهم وكيف يراه علماء النفس؟.. هذه الأسئلة مجتمعة أجاب عنها عدد من الذين استطلعتهم (الأهرام اليوم) حول الحظ فماذا قالوا؟ { الطيب نصر الدين قال: إن الحظ في حياته يلعب نسبة 25% فقط فهو يخطط لشيء معيَّن يسعى لتحقيقه ويضيف بقوله على مدى مراحلي التعليمية فإنني أضع خطط وبرامج للتفوُّق وأضع كذلك نسبة نجاح معينة لتحقيقها. وأرى أن الشخص إذا اعتمد في حياته على الحظ سوف يصبح شخصاً متواكلاً ويترك الأمور تسير كما هي. وأرى أن الإنسان الذي يعتمد على الحظ في حياته لا يكسب كثيراً والمقولة (العبد في التفكير والرب في التدبير). والتفكير هو وضع الخطط والاحصائيات والتعجيل لتحقيق غاية عن طريق وسائل منهجية وهي سبل الوصول للغايات . { محمد علي أوضح بأن الشخص (المرزّق) أو الذي يجد رزقه بسهولة يُقال له (محظوظ). ويضيف أن القدرة يمكن أن يكون لها دوراً لجلب المنفعة بصورة أسرع ويمكن أن تكون المنفعة هي رزق الشخص وساقه الله إليه، وأضاف أن الإنسان يكون محظوظاً في حياته دون أن يكون هنالك أحد العوامل المؤثرة. وأعتقد أن الحظ ليس لديه مرجعية علمية. { أما مصطفى أحمد قال إن الحظ هو توقعات بعض الناس. فهنالك من يكون متفائلاً ويتوقع حدوث شيء معين وعندما يحدث يعتبره نوعاً من الحظ وآخر يعتبر حظه سيئاً. ويضيف على المرء أن يسعى ويعمل بالأسباب. ً{ أماني محمد قالت: أنا شخصياً أؤمن بالقضاء والقدر ولا أعترف بالحظ وإذا صادفتني أشياء تحقّقت في حياتي أقول إن الله سبحانه وتعالى قدّرها لي (ما في حاجة اسمها حظ). وتضيف حتى الذين يفوزون في المسابقات يُقال عنهم بأنهم (محظوظين) ولكن أقول هذا توفيق من الله سبحانه وتعالى واجتهاد منهم. وتضيف قد تقف الظروف أحياناً أمام الإنسان، فمثلاً بعض الطلبة في الجامعات والمدارس لا يستطيعون إكمال تعليمهم لظروف مادية أو غيرها ويقولون (حظنا كدا) ولكن هذا قدر الله ومشيئته فيجب أن نرضى به. { أما الطالبة رنا كمال فتقول إن حظها دائماً عكس ما تريد وأنها دخلت الكلية التي ليست في رغبتها. وتضيف فاطمة السر بأن حظها سيء جداً فنادراً ما تتحصل على ما تريده. { وفي نهاية استطلاعنا وبعد معرفة آراء بعض الموظفين والطالبات كان لابد أن نستمع إلى رأي العلم في هذا الشأن فقالت الدكتورة حاجة عبد الماجد الأمين إختصاصي نفسي بالمركز الاستراتيجي إنه في علم النفس لا توجد نظرية تتحدث عن الحظ ولكن أقرب نظرية يمكن الاستدلال بها على كلمة الحظ هي النظرية التي تتحدث عن الإيحاء كواحدة من التفاعلات الحيوية للشخصية والإيحاء هو القبول التام لفكرة ما والقيام بتنفيذها بطريقة جماعية. وتكثر عمليات الإيحاء في قراءة الكف وقراءة الأبراج والعمل بها في حالات الاضطراب. فالشخص المضطرب لا يستطيع التفكير السليم ولذلك فهو فريسة لأي إيحاء عابر. وينطبق هذا على حالات التعب فالإنسان أحياناً يكون مُتعباً لدرجة لا تمكِّنه من التفكير فيقبل رأي غيره من الناس وهنالك عامل آخر مهم وهو الذكاء. فكلما قلّ ذكاء الفرد وخبرته، زاد احتمال استجابته للإيحاء. فالشخصية المتكاملة هي أقل قابلية للإيحاء ولابد للشخص أن يطوِّع كل الظروف المحيطة به بمنطق الإرادة والواقع.