أبدى الأمين العام للمؤتمر الشعبى حسن الترابي عقب لقاء جمع بين المبعوث الأمريكي سكون غرايشن بقيادات من أحزاب المعارضة من جهة والحكومة من جهة أخرى طوال يوم أمس «الخميس»، أبدى مخاوفه من أن تسحب الحركة الشعبية بطاقة الاقتراع لرئاسة الجمهورية من الولايات الجنوبية باستخدام القوة بعد سحب مُرشّحها ياسر عرمان، وجدد موقفه بالمشاركة فى الانتخابات فى كافة مستوياتها بعد أن تمتّع بالحرية، مشيراً إلى أن مقاطعة الانتخابات أو الدعوة لتأجيلها يعنى إلغاء الندوات السياسية ورجوع الرقابة للصحف لسنوات أخرى. وقال فى مؤتمر صحفى عقب لقائه المبعوث الأمريكى بفندق السلام روتانا بالخرطوم: (ألا تكفينا 20 عاماً من الديكتاتورية)، وأضاف (الانتخابات سنخوضها سنخوضها حتى لو كانت معيبة وشيء خير من لا شيء). كما أكد الأمين العام للمؤتمر الشعبي استمرار علاقته الطيبة مع أحزاب تحالف جوبا وخصَّ بالذكر منها الحركة الشعبية وحزب الأمة القومى رغم اختلاف المواقف وقال (لن تنبتَّ علاقتنا وكل الأسلحة سنصوبها نحو المؤتمر الوطني). وأشار الترابي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية و قوى أخرى فى دول الاتحاد الأوربي تتمسّك بقيام الانتخابات فى مواعيدها بعد أن رأوا أن علاج قضية دارفور قد فات عليه الأوان ولا يفيد معه التأجيل إلى نوفمبر. وكشف الترابي عن ضغوط تمارسها قوى المجتمع الدولى على مفوضية الانتخابات والحكومة لاستدراك بعض العلل فى الحملة الانتخابية غير العادلة بحسب وصفه. من جانبه كشف رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل بعد لقائه المبعوث الأمريكي عن الخروقات التى صاحبت العملية الانتخابية، ذكر منها طباعة أوراق الاقتراع فى مطبعة تحت سيطرة المؤتمر الوطنى وسيطرته على الجهاز الإلكترونى الخاص بالمفوضية والعبء الذى ألقته المفوضية على الأحزاب بتقليص مراكز الاقتراع إلى أقل من نسبة 50% وسقوط أسماء (78) ألف ناخب فى واراب و(2800) ناخب فى المدينةالمنورة بالسعودية وتلاعب بتحويل مناطق إلى مناطق أخرى بحسب اتهامات الفاضل الذي قال إنه ذكر للمبعوث الأمريكي أن أية نظرة لهذه العملية الانتخابية باعتبار أنها تفرز تغييراً يؤدي لحلول مشاكل السودان هذا تقدير خطأ وإنما يمكن أن تفاقم هذه المشاكل وأن الأفضل والأسلم أن تؤجل إلى نوفمبر والعمل معاً لتصحيح هذه الأخطاء لتقوم انتخابات حرة ونزيهة تؤدي إلى المطلوب وتكون مدخلاً لحل أزمة الحكم في السودان ولإنهاء الحرب في دارفور وإعطاء فرصة لتحقيق وحدة جاذبة مع الجنوب، وقال إن المبعوث الأمريكي أبدى رأيه بأنهم يحرصون على عملية انتخابية نزيهة وأن التأجيل لا يفيد وأن الوقت لا يتسع لحل هذه المشاكل وأنه يمكن معالجة بعض القضايا والمضي بالعملية الانتخابية ويمكن معالجة قضية دارفور بانتخابات جزئية أخرى. كما عبّر مساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع عن تقديره لحرص المبعوث الأمريكي على إجراء الانتخابات في مواعيدها وقناعته بعدم وجود أي مبررات لإلغائها ودعوته لتقديم كافة المعينات للمفوضية القومية للانتخابات لإنجاح مهامها. وأشاد نافع في تصريح ل(سونا) عقب لقائه غرايشن بالقصر الجمهوري أمس بقيادة الحركة الشعبية ومكتبها السياسي لإدراكه أهمية الانتخابات لاستقرار البلاد عبر حكومات منتخبة في الشمال والجنوب، وأضاف أننا سنجري الاستفتاء بذات الشفافية والحرص ليعبّر أهل الجنوب عن رأيهم وبذات الاستعداد الكامل لقبول نتيجته ونأمل أن تكون لمصلحة الوحدة. وقال إن لقاءه بغرايشن ركز على الانتخابات ومدى إكمال القوى السياسية الاستعدادات لها بما فيها المؤتمر الوطني، بجانب ما أنجزته المفوضية القومية من إجراءات رسمية، مشيراً إلى عدم رغبة المعارضة في إجراء الانتخابات وتعبيرها عن ذلك بوسائل مختلفة لن تؤدي إلى تأجيل الانتخابات بل إلى إلغائها لتطرح بديلاً الحكومة القومية الذي ظلت تحلم به ليل نهار، وزاد أن ذلك لن يحقق استقرار البلاد ولن يحدث ولن تتم الموافقة عليه. وتعهّد دكتور نافع بالعمل مع القوى السياسية لجعل الانتخابات مثالاً لعمل ديمقراطي وتعاون مثمر دون تعويق لنشاط حزب أو مشاركته في الانتخابات. وفيما يتصل بمبررات انسحاب مُرشّح الحركة الشعبية لمنصب رئاسة الجمهورية، قال لم اطّلع عليها بالتفصيل ولكن ما أعلمه أن قطاع الشمال وقيادته طرح أمام المكتب السياسي للحركة في اجتماعه بجوبا تقييمه الكامل للوضع واعترافه بأن حملته دون الطموح ولن تحقق الفوز الكاسح الذي أعلنته، وأضاف في تقديري أن الحركة قطاع الشمال شعرت بخسارتها للمعركة وآثرت أن تبرر ذلك بما أعلنته، بجانب اعتبار ذلك موقفاً تضامنياً مع القوى السياسية الحليفة والصديقة التي لا ترغب في الانتخابات. وكان غرايشن قد التقى، على حدة، نائب رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة وزعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني.