قطعت الولايات المتّحدة الأمريكية بعدم وجود مبرر لتأجيل الانتخابات المقبلة، وأكدت حرصها على قيامها في موعدها المحدد. وقال المبعوث الأمريكي للسودان الجنرال سكوت غرايشون الذي دخل في لقاءات متعددة أمس مع قيادات بالحكومة والأحزاب المختلفة كل على حده، قال إن بلاده تجتهد لمعالجة قضية دارفور، وأضاف نسعى لمعالجة العيوب التي تلازم العملية الانتخابية واستدرك لكننا لا نرى وجود أي مبررات للتأجيل، مشدداً على ضرورة الحرص على قيامها بنزاهة. وقال الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب للصحافيين عقب لقائه غرايشن إن أمريكا لم تقدم طرحاً لتقريب وجهات النظر بين حزبه والقوى السياسية، مشيراً إلى أن خطوة سحب الحركة الشعبية لمرشحها لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان اعتراف بأنها تقود معركة خاسرةفآثرت الانساب، وأضاف نشكر للحركة إدراكها أهمية الانتخابات، قاطعاً بتمسك حزبه بإجراء العملية في موعدها وقال الشعبية تؤكد أهمية قيام الاستفتاء في موعده وأردف ونحن نؤكد ضرورة قيامه في ظل حكومة منتخبة. وفي السياق قال الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية مسؤول ملف دارفور إن غرايشون جاء للوقوف على وجهات النظر لمختلف القوى السياسية ومعالجة القضايا التي تثار بخصوص تأجيل الانتخابات والتلويح بمقاطعتها، موضحاً أن غرايشون عبّر عن قلقه حيال مواقف حركة العدل والمساواة وتلويحها باستخدام العنف. من جانبه تمسك الدكتور حسن عبد الله الترابي أمين عام المؤتمر الشعبي بالمشاركة في الانتخابات، قاطعاً بأن حزبه يريد خوض العملية وإن كانت معيبة وأضاف قوله : شيء خير من لا شيء، وأوضح أن آراء المعارضة لم تكن متماثلة. وأردف أن حزبه قرر خوضها واتفقت معه بعض الأحزاب وخالفته أخرى. وقال الترابي إن علل العملية أنها ليست عادلة ولن تستوي الأمور على ما هو أمثل ولكن يمكن الضغط لمعالجة هذه العيوب، مقراً بأن الأحزاب الآن تتمتع بحريات تامة وأن تأجيلها سيمنع هذه الحريات وتعود الرقابة على الصحف، موضحاً أن الانتخابات لن تكون عادلة مطلقاً حتى في أمريكا وبريطانيا. من جهته أرجأ مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الإعلان عن موقف حزبه للأيام المقبلة، مؤكداً ضرورة العمل على وحدة البلاد، مشيراً إلى أن الانفصال سيمزق السودان. واتّهم مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد المؤتمر الوطني، مؤكداً أنه لازال يسجل منسوبيه حتى أمس الأول، مشيراً إلى أن مسؤول السجل الاليكتروني بالمفوضية يعمل مديراً لإدارة التقنية بوحدة تنفيذ السدود التابعة لرئاسة الجمهورية، وأضاف أن العملية بشكلها الحالي لن تفرز تغييراً يؤدي لحلول مشاكل البلاد، وزاد إذا استمر الوضع يمكن أن تتفاقم الأوضاع في السودان، مجدداً دعوته لتأجيل العملية حتى نوفمبر المقبل والعمل معاً لتصحيح هذه الأخطاء حتى تكون مدخلاً لحل أزمة الحكم بالبلاد. من جانبه أكد الدكتور حسن عبد الله الترابي الامين العام للمؤتمر الشعبي لدى لقائه المبعوث الامريكي سكوت غرايشن خوضهم للانتخابات المقبلة حتى وان كانت معيبة.. وقال ان الادارة الامريكية تريدنا أن ندلها على مواطن العلل مؤكداً خوضهم للانتخابات لتحقيق الحرية والديمقراطية وحتى لا تلغى الندوات وتعود الرقابة على الصحف حتى موسم الانتخابات القادم وزاد «ألا تكفينا عشرين عاماً من الدكتاتورية؟» مشيراً إلى أن القوى السياسية تتفق رؤاها حول الحريات واللامركزية حتى وان اختلف موقفها بخصوص المشاركة في الانتخابات مبيناً أن حزبه يتمتع بعلاقة جيدة مع كل القوى السياسية وأن كل الاسلحة الآن ستصوب نحو المؤتمر الوطني، موضحاً أن الإدارة الامريكية وقوى أخرى في اوروبا يريدون الانتخابات بحسب موعدها ويرون أن علاج قضية دارفور الآن قد فات أوانها وأن التأجيل الى نوفمبر قد لا يفيد كثيراً ويسعون مع المفوضية والسلطة لمعالجة بعض علل الحملة الانتخابية التي قال انها ليست عادلة.