ألمحت مصادر واسعة الاطلاع إلى أن انسحاب مرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان يأتي لصالح دعم مرشح المؤتمر الشعبي عبد الله دينق نيال. وربطت المصادر حديثها بلقاءات سابقة بين الترابي وسلفاكير في باريس وجوبا. وفي هذا السياق استبق أمين عام المؤتمر الشعبي د. حسن الترابي الأحزاب السياسية بالاعتراف بنتائج الانتخابات واحترام رأي الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع خلال الأسبوع المقبل، وشدد على ضرورة الالتزام بضوابط النزاهة والحيادية في العملية الانتخابية. وقال الترابي في ندوة سياسية حاشدة بميدان «النقعة» بالفاشر حاضرة شمال دارفور حضره نحو «10» آلاف إن المنهج الإسلامي في العمل السياسي هو إعطاء الحريات كاملة للناس دون وضع قيود أو لوائح لتسجيل الأحزاب. وأبدى الترابي تعاطفاً مع قضية دارفور وعدالة مطالب أهلها وبشرهم بما أسماه زوال المؤتمر الوطني خلال المرحلة المقبلة كما حدث للاتحاد الاشتراكي الذي كان يقوده الرئيس الراحل المشير جعفر نميري. من جانبه تعهد مرشح الرئاسة عبد الله دينق نيال بمحاسبة المعتدين على المال العام وقال إنه سيطبق في مواجهتهم قانون الثراء الحرام، وتعهد بأن تكون الشمس «رمز حزبه الانتخابي» أشعة لحرق بؤر الفساد والظالمين، وشرح برنامجه الانتخابي وقال إنه يقوم على تنمية الإنسان وأن ينال حقوقه الأساسية، وتعهد بالسعي لتحقيق الوحدة بين الشمال والجنوب وحل قضية دارفور بعد أن رأى أن مطالب أهلها مشروعة. إلى ذلك انتقد مرشح الشعبي لولاية شمال دارفور عبد الله الدومة تردي الأوضاع الخدمية في الولاية، وأشار إلى أن سعر برميل المياه وصل الى «10» جنيهات. من جهة اخرى قلل الترابي من احتمالات انفصال جنوب السودان عن شماله في استفتاء 2011م، وقال إنه من العسير القفز فوق معايش الناس وتحركاتهم على خط العرض المقترح لفصل الجزئين. وأكد الترابي في مقابلة بثتها قناة «العربية» الفضائية أمس «الأحد» سعي حزبه لإقامة حكومة لا مركزية لقطع الطريق أمام الانفصال وتمدد أزمة دارفور، واعتبر حزبه أكثر حرصاً من المؤتمر الوطني على استقرار إقليم دارفور. وتهكم الترابي على قادة الوطني ووصفهم بالعسكريين وقال: «هؤلاء لا يبادلونك كلمةً بكلمة إنما طلقةً بطلقة».