بدأت محكمة جنايات امدرمان شمال برئاسة مولانا مجد الدين زين العابدين أمس (الأحد) إجراءاتها في محاكمة ثلاثة نظاميين اتهموا بقتل متهم بالسكر داخل حراسة أمن المجتمع بالكبجاب. وأدلى المحقق الجنائي الملازم شرطة علاء الدين مدني بإفاداته حول ما جاء بيوميّة التحري في القضية التي أوكل إليه التحري فيها مع المتهمين بعد أن عدلت النيابة مادة الاتهام من (51) اجراءات «الوفاة في ظروف غامضة» إلى جريمة القتل. وبدأ الأمر بورود بلاغ من الشاكي بتاريخ الثامن عشر من نوفمبر العام الماضي بموجب خطاب من قسم الكبجاب، يفيد فيه الشاكي أن المتهمين وهم حارس الحراسة وكاتب البلاغات والمناوب قاموا بقتل المواطن (دفع الصادق) داخل الحراسة، وتم أخذ أقوال المبلّغ وألقي القبض علي المتهمين الثلاثة وجاء في أقوال المتهم الأول أنه كان مناوباً عندما أحضر أفراد النجدة المرتكزة بجامعة الرباط الوطني حوالي الساعة الثانية عشرة ظهراً المرحوم الذي وجدوه ملقى بجوار ركشة وكان في حالة سكر شديد، وتم تدوين بلاغ في مواجهته وأدخل الحراسة ووضعت الركشة في الحجز. وعند منتصف الليل سمعوا صوت صراخ صادر من الحراسة فتوجه اليها المتهم الثاني الضابط المناوب، وأنهما وجدا المرحوم في حالة هياج، وأن المتهمين الموجودين في الحراسة أخطروهم بأنه قام بضرب رأسه بالحائط والسياج الحديدي للباب فتم اخراجه للخارج لأنه لم يكن يستطيع المشي ولكنه واصل ضرب رأسه بالحائط، وعند حضورهم للمرة الثانية تقيأ المرحوم أمامهم فوجههم الضابط بإسعافه للحوادث بأورنيك (8) جنائي وفور وصوله للمستشفى أخبرهم الطبيب بانه متوفى، فتم فتح بلاغ إجراءات وحولت الجثة للمشرحة.. وأن أياً من المتهمين لم يقم بضربه وتعاونوا على رفعه للعربة لإسعافه.. وانه عندما احضرته عربة الوردية لم يكن مضروباً ضرباً ظاهراً، ونفى المتهمون ضربهم للمرحوم، وأمام المحكمة أقروا بأقوالهم التي تلاها المتحري الذي قدم للمحكمة سبعة مستندات اتهام كما ذكر أنه أخذ اقوال ثلاثة شهود اتهام كانوا منتظرين في الحراسة مع المرحوم، كما أخذ أقوال والده وأشقائه الذين أفادوا بأن المرحوم اعتاد على شرب الخمر ولكنه يعود لوحده للمنزل. وتمت مناقشة المحقق بواسطة ممثل الدفاع عن المتهمين الأستاذ نادر خضر وأفاد أن سبب الوفاة ارتجاج الدماغ بسبب الإصابة بجسم صلب وان أحد الشهود أخبره أن اثنين دخلوا الحراسة أحدهم ضربه في بطنه والآخر جرّه على الأرض، وأكد تقرير التشريح إصابة المرحوم في الجانب الأيسر بالرأس والظهر، ومن خلال التحريات لم ترد إليه افادة من أي شاهد عن ضرب المتهمين للمرحوم وان تقرير المختبر الجنائي اثبت أن عينة دم المرحوم وجد بها مادة كحول.. وثبت له بأنه لا توجد علاقة بين المتهمين والمرحوم ولا مصلحة لهم في موته، وأضاف المحقق بأنه لم يجد أي بينة لتوجيه الاتهام بالقتل للمتهمين الثلاثة.