{ الحزب الإتحادي الديمقراطي (الأصل) تكاد تهزم حملته الانتخابية قلة الامكانات المادية. فحزب (الوسط والاستقلال والتاريخ) كأني به يقابل مرشحيه بقول الشاعر: أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ويخصب عندي والمحل جديب فما الخصب للأضياف أن يكثر القِرى ولكنما وجه الكريم خصيب { أما السيد الإمام المهدي، وهو يغازل (مقعد الرئاسة) المستحيل، وللمرة الثالثة، يبدو كما لو أنه يترنم بقول ذلك الإعرابي: يا ليل طل أو لا تطل لابد لي أن أسهرك لو بات عندي قمري ما بتُ أرعى قمرك { غير أن الحزب الشيوعي السوداني، الذي لم يحرز في أحسن تعددياته (ثلاثة مقاعد برلمانية)، والمدهش أنه أكثر الأحزاب مناداة ب(التعددية والتحوُّل الديمقراطي)، يصلح له مربع الشاعر عكير الدامر: ممعوط ما بطير .... مثلاً قديم وارثنو وسيف الباله ما بقطع.... قدُر ما تسنو { صحيح أن قلوبنا مع (الوطن الكبير) في أن يعبر بسلام (بحر التعددية الطامح)، لكن أشواقنا في المقابل مع (وطننا الصغير)، أن تعبر ولايتنا (ولاية نهر النيل) هي الأخرى هذه المرحلة بسلام أكثر، ولئن أوقف آخرون سيوفهم لأجل ولايتهم، فليس أقل من أن نوقف أقلامنا لمناصرة قضاياها المشروعة ولسان حالنا... وكنت اذا جئت جئت لعلة فأفنيت علاتي فكيف أقول في كل يوم لي بأرضك حاجة ولا كل يوم لي إليك وصول { كنت واثقاً جداً بأن الجنوب الكبير لن يسمح بأن يكون (الجلابي عرمان) رئيساً للسيد سلفاكير ولو افتراضياً، لهذا وفي الوقت الحاسم اتخذت الحركة الشعبية لتحرير السودان قرارها الباهظ الثمن بسحب السيد (الرئيس) ياسر سعيد عرمان من (مونديال الرئاسة)، ليصبح حاله مع الترشح للرئاسة كحال ذلك الاعرابي.. أهم للدخول وأرجع وأحن وأتمهّل ألقى رقبتي غير خاطر أحوم وأتجهّل حقيقة الخطو خائن ديمة ريُّو مبهّل ومن غير قسمة صياداً صيدته ما بتتمهّل { وكأني (بحزب المؤتمر الوطني) وهو يتخندق في مربع (عدم تأجيل الانتخابات)، كأني به يستقوى بأكتوبريات محمد المكي إبراهيم.. فتسلّحنا بأكتوبر لن نرجع شبرا سندق الصخر حتى يُخرج الصخر لنا زرعاً وخضرة ونرود المجد حتى يحفظ الدهر لنا اسماً وذكرى {أما (حزب المؤتمر الشعبي) فيجعل الحليم حيراناً، فلا تدري إن كان يعني ما يقول، أم أنه (يعرض مسرحية) هائلة، جيدة الحبكة والسيناريو والاخراج، ولا نملك إزاء هذه الحالة إلا أن نهتف بتراثيات بادية كردفان.. زولاً سرب سربه.. ختّ الجبال غربه أدوني لي شربه .. خلوني النّقُص دربه { مخرج.. أبيات الكتيابي للسودان الكبير.. (وربك يكضِّب الشينة).. مُكاء صلاة اليمين عليك وحج اليسار إليك نفاق وأقطع حد ذراعي رهاناً ستصبح ثم تراهم سماناً وثم يُشد عليك الوثاق