تتراءى لهم كأنها رغيف يرتد حلمهم نزف أسيف الشمس في مدارها البعيد برتقالة جوعى المدينة يحلمون فالشمس برتقالة ووجها خريف * إن كنت لا أجد ما أحملكم عليه من «جواد شعر» لأعبر بكم إلى ضفة مقالي الأخرى، فالعزاء أن رصيد ابن مضاربي الشاعر «كباشي العوض» يسمح، فلم يرتد لي «شيك قصيدة» منذ أن فتح له حساباً في «بنك الأدب والمروءة».. وتلك قصة أخرى سنعرض لها في حينها.. العبارة الإذاعية التاريخية. * كنت ذات مسغبة اصطحب فقيراً إلى «ديوان الزكاة» ولئن كان الفقير هو الذي لا يملك قوت عامه فبإمكاننا تعديل الصورة بحيث تصبح «فقير يجر فقيراً» ولعمري ماذا يقدم غريق لغريق، وجريح لجريح، ولكن صاحبي كان «متناهي الفقر»، سابقة هذه الأيام، تمويل أصغر وتمويل متناهي الصغر، أو قل مسكيناً، فالمسكين هو الذي لا يمتلك قوت يومه، وطال الانتظار بنا في أحد ممرات الديوان، ذلك الممر المسخن بحرارة الطقس وجراحات الفقراء، ثم رأينا أن نستظل بأحد المكاتب المكيفة «الفارغة» فجلسنا فجاءنا أحدهم «يوبخنا»، قلنا إننا ننتظر فلاناً، قال انتظروه بالخارج، قلت أليس هذا ديواننا.. ديوان الفقراء.. لما عرف الرجل هويتي طفق يعتذر بأن «كثافة الطلبات في الزيارات والحاجيات» التي لا تجد إجابة وتشويناً هي التي «توترهم».. فقلت إن لم تجدوا ما تنفقون فتصدقوا «بالوجه الطلق» والكلمة الطيبة ثم أنشدت في حضرته: أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ويخصب عندي والمحل جديب فما الخصب للأضياف أن يكثر القرى ولكنما وجه الكريم خصيب * استلمت بالأمس رسالة «رسمية رقيقة» من وحدة «العلاج الموحد» بديوان الزكاة وتحديداً من المديرة المنصرفة لهذه الوحدة الأستاذة سلمى النقر، وذلك بمناسبة انتهاء فترتها في هذه الوحدة ونقلها إلى ديوان زكاة الخرطوم، وقد تمكنت الأستاذة سلمى خلال سنينها الثلاث التي أمضتها في الوحدة أن ترسي أدباً جديداً عجز الديوان الكبير خلال مسيرته الطويلة من تحقيقه، التعاون مع الصحافة والصحفيين لقضاء حاجيات المرضى الفقراء، بمعنى نحن معاشر الصحافيين ترد إلينا باستمرار طلبات لرسائل لمرضى فقراء تناشد الأثرياء لإعانتهم، فأصبحنا نحولها مباشرة لوحدة العلاج الموحد، وعبر هذا التحالف، بين الصحافة والوحدة والفقراء، عبرت كثير من الحالات، وكان الكاسب الأكبر في هذه الحالة، ليس هو الفقير وليس الصحفي ولا الوحدة فحسب، هو «الديوان الكبير» فالمعنويات والمكتسبات والمخرجات التي قدمتها الأخت الأستاذة سلمى النقر لمجمل العملية الزكوية كانت هائلة وكبيرة، بل كانت أكبر حافز لدافعي الزكاة، للمزيد من الدفع والبذل، على أن مدفوعاتهم موثقة ومراقبة بعين «السلطة الرابعة» على أنها تذهب إلى مستحقيها، وأنا كاتب هذا المقال اشهد أمام الجماهير والتاريخ «مجموعة فقراء مرضى» عبروا من خلال هذه الوحدة إلى بر العلاج والعافية. * وثمة شيء أخير وجدير بالتوثيق، وهو أن هذه الوحدة كانت تستقبل كل اصطفاف وصفوف الفقراء «بوجه طلق» وتجتهد ألا يرتد «خاطر مسكين» بدون رصيد ما أمكن ذلك. * اجتهد الآن في رسم الصورة المشرقة التي شهدتها، أيضاً في إرساء قيمة الإنصاف «أن تقول للمحسن أحسنت» وذلك في ظل ثقافة «اللعنات» التي يشيع بها الكثيرون في الدوائر المختلفة لأنهم «رحلوا وما تركوا أثراً».. * أختي الأستاذة سلمى، أرجو أن يجزيك الله خير الجزاء، إن العافية التي منحتيها لهذه الوحدة ولأولئك الفقراء أرجو أن تجديها في نفسك وأولادك ودنياك وآخرتك، فلقد صعبت المهمة لمن يأتي من بعدك.. وتحياتنا ودعواتنا تبلغ الدكتور محمد يوسف في عهده الجديد. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين